الجزائر: مدد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون حالة الغموض التي تحوم حول إمكانية ترشحه لولاية رئاسية ثانية من عدمها في الانتخابات الجزائرية المزمع إجراؤها في السابع من أيلول (سبتمبر) المقبل.
ويتساءل الكاتب الجزائري صابر بليدي، في مقاله المنشور في صحيفة العرب اللندنية، عن سبب تحفظ إعلان الرئيس تبون ترشحه، ووصفها بـ "حالة الزهد"، ويقول "إنه إلى غاية الآن لم يحصل أنصار الرئيس تبون على الإشارة الخضراء لبدء حملة الحشد والتأييد للانتخابات الرئاسية"، ويضيف أن هذا "التحفظ قد يكون جزءاً من تكتيك يدير به الرجل المغامرة السياسية".

ويرى الكاتب أن "إعادة ترشيح تبون هي محصلة طبيعية لاستمرار الرئيس وإتمام ما بدأه فيما يروج له على أنه الجزائر الجديدة"، وهو نتيجة آلية لاستمرار نهج النظام السياسي غير المستعد للتنازل عن السلطة".

ويشير الكاتب أن "لا الشارع يلح على تبون بإكمال ما بدأه، ولا القوى التي تقف خلفه تؤكد الحاجة إلى استمراره".
ويجزم الكاتب من خلال تحليلات مختصين في الشأن الجزائري، "بأن المسألة باتت في حكم الأمر المحسوم، وأن تبون هو الرئيس الجزائري خلال الخمس سنوات المقبلة".

وبين الكاتب صابر بليدي أنه في حالة حدوث "طارئ استثنائي" خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فإن السلطة "ليس في حوزتها بديل جاهز يكون بمثابة الخطة ب". ويقول إن "تفضيل تبون اللعب بورقة الترقب والانتظار قد يكون نوعا من التشويق السياسي لتحفيز المجتمع على الانخراط في الاستحقاق، وجس نبض الساحة السياسية تحسباً لفرز منافسين محتملين".
ويشير الكاتب أن تبون قد يكون يسعى إلى قطع العلاقة مع "تقاليد سابقة كان الرئيس فيها يعرف مسبقاً، ويسعى لإضفاء مناخ آخر على الموعد الانتخابي، بداية من تغيير الموعد إلى تقديم ضمانات بعدم استغلال موقعه ومكانته".
ويشير الكاتب أن "الصمت يخيم أيضاً على الخندق الآخر، فحتى قوى الحراك الشعبي لم تبد أي مبادرة لتقديم مرشح أو مرشحين لها، لقناعة راسخة لديها بأن اللعبة مغلقة لصالح مرشح السلطة ولا جدوى من دخول مغامرة محسومة مسبقاً".