حذر زعماء مصر وفرنسا والأردن إسرائيل من أن أي هجوم على مدينة رفح، الواقعة جنوبي قطاع غزة سيكون له "عواقب خطيرة".

وقالوا في مقال مشترك، إن ذلك "لن يؤدي إلا إلى المزيد من الموت والمعاناة" و"يهدد بتصعيد إقليمي".

وأشارت الولايات المتحدة أيضاً إلى معارضتها أي هجوم على رفح، حيث يعيش أكثر من 1.5 مليون فلسطيني.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "تم الآن تحديد موعد الهجوم على رفح"، لكنه لم يقدم تفاصيل.

وقال نتنياهو الاثنين "تلقيت اليوم تقريراً مفصلاً عن محادثات القاهرة؛ نحن نعمل باستمرار لتحقيق أهدافنا وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع الرهائن وتحقيق النصر الكامل على حماس".

وجدد نتنياهو تأكيده على أن "النصر الكامل يتطلب الدخول إلى رفح والقضاء على كتائب الإرهاب هناك، سيحدث ذلك.. هناك موعد".

و أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى أن الوقت الآن "مناسب للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن"، بعد مرور ستة أشهر على الحرب مع حماس.

وجاءت تصريحاته في الوقت الذي تستمر فيه المحادثات بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، في العاصمة المصرية، القاهرة.

ويحضر المحادثات أيضاً مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويليام بيرنز. ويؤكد وجوده على الضغوط المتزايدة التي تمارسها الولايات المتحدة - الحليف الرئيسي لإسرائيل - من أجل التوصل إلى اتفاق.

وقال مسؤول كبير في حماس لوكالة رويترز للأنباء، إن المقترحات الإسرائيلية لا تلبي مطالب حماس لكن الحركة أكدت أنها ستدرس المقترحات رغم ذلك.

وأفاد مسؤول حماس الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه "لا يوجد تغيير في موقف الاحتلال (الإسرائيلي) وبالتالي لا جديد في محادثات القاهرة ولا يوجد تقدم بعد".

وفي تطور منفصل الاثنين، أعلنت إسرائيل عن "تدفق قياسي لشاحنات المساعدات التي عبرت إلى غزة بلغ إجماليها 419".

وكتب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والعاهل الأردني، عبد الله الثاني، في افتتاحية مشتركة نشرت في عدة صحف "نحذر من العواقب الخطيرة للهجوم الإسرائيلي على رفح".

وأكدوا أيضاً على ضرورة "التنفيذ الكامل دون مزيد من التأخير"، لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

وقال الزعماء الثلاثة إن "الحرب في غزة والمعاناة الإنسانية الكارثية التي تسببها يجب أن تنتهي الآن"، وحثوا على "زيادة كبيرة" في المساعدات لغزة.

ويرى القادة في مقالهم المشترك، أن الهجوم الذي تعتزم إسرائيل شنه في رفح "لن يؤدي إلّا إلى تزايد الخسائر البشرية والمعاناة، وتفاقم مخاطر وعواقب تهجير قسري لسكان غزة وإلى خطر تصعيد في المنطقة".

وقال القادة "لم يعد الفلسطينيون في غزة يواجهون مجرد خطر المجاعة، فالمجاعة بدأت بالفعل".

ودان القادة الثلاثة "قتل العاملين في مجال الدعم الإنساني، بما في ذلك الهجوم الأخير على قافلة المعونة التابعة للمطبخ المركزي العالمي"، وشددوا على ضرورة حماية ما سموها "الجهات الفاعلة الإنسانية" وعلى رأسها وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا، وتأمين كامل احتياجاتها لتنفيذ دورها في العمليات الإنسانية في غزة.

شاحنات تحمل مساعدات لسكان غزة تعبر من حدود رفح إلى بلدة دير البلح
EPA
شاحنة تابعة للأمم المتحدة تعبر حدود رفح

واعتبر القادة الثلاثة أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد الموثوق به لضمان السلام والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين، بما يضمن عدم تكرار "الفظائع التي حلت بهم منذ هجمات السابع من أكتوبر"، بحسب المقال.

وحض القادة على "وضع حد لجميع التدابير الأحادية، بما في ذلك النشاط الاستيطاني الإسرائيلي ومصادرة الأراضي"، كما دعوا "إسرائيل لمنع عنف المستوطنين".

ويُنظر إلى مصر والأردن - اللتين تقعان على الحدود مع إسرائيل - على أنهما لاعبان رئيسيان في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد عديداً من الحروب والتوترات السياسية والاقتصادية.

وهاجمت حركة حماس التجمعات السكانية الحدودية بجنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي، أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وتؤكد إسرائيل أن من بين 130 رهينة ما زالوا في غزة، مات 34 منهم على الأقل.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 33 ألف من سكان غزة، غالبيتهم من المدنيين، قتلوا خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة منذ ذلك الحين.

وتتوالى التحذيرات حول الوضع الإنساني في القطاع المُدمر، حيث إن "غزة على شفا المجاعة"، وأفادت منظمة أوكسفام أن 300 ألف شخص محاصرين في الشمال يعيشون منذ يناير/كانون ثاني الماضي، بمتوسط 245 سعرة حرارية في اليوم.

ونفت إسرائيل عرقلة دخول المساعدات أو توزيعها داخل غزة، واتهمت وكالات الأمم المتحدة بالفشل في إيصال المساعدات المسموح بها للأشخاص الذين يحتاجون إليها.