نبدأ جولتنا في الصحف بتقرير حصري في صحيفة التايمز البريطانية، يزعم وجود رسائل خطية موجهة إلى رجل يُدعى أبو إبراهيم، والمعروف لدى بقية العالم باسم يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، وأن هذه الرسائل توضح "جدول المدفوعات" من إيران لحماس بين 2014 و2020.

وتقول الصحيفة إن هذه المراسلات، التي اكتشفت خلال حرب غزة، يزعم الجيش الإسرائيلي أنها "دليل دامغ على سلسلة معقدة من المدفوعات توضح مدى تمويل طهران المستمر للجماعة الفلسطينية المقاتلة".

وتقول الصحيفة إن الرسالتين، إحداهما كُتبت بخط اليد، كتبها رئيس أركان الجناح العسكري لحركة حماس، مروان عيسى، ووقعها باسم "أبو البراء"، ويبدو أنها تتضمن تفاصيل ما لا يقل عن 222 مليون دولار تم تلقيها من إيران وحصلت التايمز على نسخة حصرية منها.

ويعتقد أن عيسى قُتل الشهر الماضي في غارة إسرائيلية على منزله في النصيرات وسط قطاع غزة.

من هو صالح العاروري الذي اغتيل في بيروت؟

من هم أبرز قادة حماس الحاليين؟

وتضيف الصحيفة أن السنوار وعيسى والقائد العسكري العام لحركة حماس محمد ضيف قد خططوا للهجوم المفاجئ على إسرائيل قبل ستة أشهر.

وتقول الصحيفة إن تاريخ الرسالة الأولى يعود إلى عام 2020 وتظهر دفعات شهرية من إيران، بدءا من يوليو 2014، بينما كانت حماس تخوض حربا سابقة مع إسرائيل.

وتضيف إنه في المجمل، تم تحويل 154 مليون دولار خلال فترة السنوات الست هذه.

وتضيف الصحيفة أن الرسالة الثانية، بتاريخ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تبدأ: "بسم الله الرحمن الرحيم. إلى أخي العزيز أبو إبراهيم حفظه الله"، ثم يعرض تفاصيل المدفوعات من إيران بعد الحرب التي خاضتها في ذلك العام، والتي أطلقت عليها حماس عملية "سيف القدس"، والتي ورد ذكرها في الرسالة.

وتقول الصحيفة إنه بعد الحرب، حولت إيران أكبر مبلغ، وهو 58 مليون دولار، وأنه تم استلام مبلغين إضافيين بقيمة 5 ملايين دولار بالإضافة إلى المبالغ الإضافية المتوقعة.

توضح الرسالة أيضا كيف تم تخصيص معظم الأموال لـ "الجهاز"، الجناح العسكري لحماس، بالإضافة إلى مبلغ أصغر للجناح السياسي ومليوني دولار مباشرة للسنوار.

وتقول الصحيفة إنه يعتقد أن الأموال وصلت إلى بيروت من إيران نقدا، حيث سلمها ضباط من الحرس الجمهوري الإيراني إلى جهة اتصالهم بحماس، وهو من تقول الصحيفة إنه سعيد إيزادي، الذي ذُكر في الرسائل باسم حاج رمضان.

وتقول الصحيفة إن إيران لم ترد بعد على اكتشاف الرسائل، الذي يقول مسؤولون إسرائيليون سراً إنه يهدف إلى الإثبات لطهران أنها لم تعد قادرة على الاختباء خلف وكلائها في المنطقة.

"انقذوا الرهائن، أنقذوا إسرائيل"

مظاهرة للمطالبة بإطلاق سراج الرهائن
Getty Images
مظاهرة للمطالبة بإطلاق سراج الرهائن

وننتقل إلى افتتاحية صحيفة هآرتس الإسرائيلية التي جاءت بعنوان "انقذوا الرهائن، أنقذوا إسرائيل".

وتقول الصحيفة إن مقتل بعض أبناء وأحفاد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في ذروة المفاوضات حول صفقة إطلاق سراح الرهائن، يمكن أن يصبح "حكم إعدام على الرهائن"، أو على الأقل بالنسبة للبعض منهم، على افتراض وجود أي فرصة للتوصل إلى اتفاق يبدو أن الجانبين يعملان لإحباطه.

لماذا قتلت إسرائيل أبناء وأحفاد رئيس حركة حماس إسماعيل هنية؟

وتقول الصحيفة إنه من غير المتوقع أن تؤدي عملية الاغتيال إلى إضعاف حماس أو تليين مواقفها التفاوضية، تماماً كما لم تساعد الضغوط العسكرية في إطلاق سراح الرهائن.

وتضيف أنه من المتوقع أن يؤدي الاغتيال إلى تعزيز مكانة هنية بين أبناء شعبه من خلال تحطيم صورته كشخص يعيش حياة الترف في قطر، منفصلاً عن شعبه الذي يعاني في قطاع غزة.

وترى أن الدليل على ذلك يتمثل في رد هنية بعد أن علم بالاغتيال، الذي وصف مقتل أبنائه بأنه "نعمة واستشهاد".

وتقول الصحيفة إنه ليس لدى الجمهور طريقة حقيقية لمعرفة ما إذا كانت المؤسسة الأمنية قد فشلت في إبلاغ الحكومة والحصول على موافقتها قبل الهجوم؛ وما إذا كان صحيحاً أنه لم يتم إبلاغ حتى رئيس القيادة الجنوبية أو رئيس الأركان العسكري، بالهجوم مسبقاً.

وتضيف أنه إذا ثبتت صحة هذه التقارير، فإنها ستشهد على تمزق في التسلسل القيادي وسوء فهم كامل من جانب بعض ضباط الجيش لنطاق السلطة التقديرية للجيش.

وتقول الصحيفة إنه بغض النظر عما إذا كان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قد أمر بهذه الضربة أو لم يعلم بها، فإن هذا دليل آخر على عيوبه المتعددة والخطر الذي يشكله استمرار "حكومته الفاسدة" على حياة الرهائن في غزة.

"متى يصبح الفلسطيني في صميم السياسات الدولية؟"

جنود اسرائيليون
EPA

ننتقل إلى صفحة مقالات الرأي في صحيفة الشرق الأوسط، ومقال لآمال موسى بعنوان "متى يصبح الفلسطيني في صميم السياسات الدولية؟".

وتقول الكاتبة إنّ قرار مجلس الأمن الأول من نوعه والقاضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وخصوصاً عدم استعمال الولايات المتحدة الأميركية حق النقض "الفيتو" ضده، فرض على النخب المدافعة عن القانون الدولي الإنساني والرافضة لـ"الجرائم الشنعاء" المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر في حق الفلسطينيين في قطاع غزة، نظرة مختلفة ومقاربة أكثر اتساعاً في قراءة الحرب المستمرة.

وتقول الكاتبة إنه لم يعد ممكناً الاقتصار على إدانة إسرائيل على جرائمها بوصفها هي التي بالصورة أمام العالم، وغض الطرف أو التقليل من دور ومسؤولية الأطراف التي تمكّن إسرائيل من ارتكاب هذه الجرائم، بطريقة غير مباشرة أو غير مقصودة.

"اتجاه النخب الرافضة لهذه الجرائم حالياً طرح أسئلة بشكل واضح وصريح وهو: من أين تأتي إسرائيل بالأسلحة التي بها استطاعت قتل أكثر من 30 ألف فلسطيني وإصابة 76 ألفاً؟"، تقول الكاتبة.

وترى أن احترام قرار مجلس الأمن والقانون الدولي الإنساني لا يخص إسرائيل فقط، بل إن الذين يدعمون إسرائيل بالسلاح هم أيضاً يمثلون خرقاً قانونياً للقرار. وتقول إن هنا يطرح سؤال عن "المسؤولية التاريخية للدول التي تصدّر السلاح لإسرائيل التي تعتدي على القانون الدولي الإنساني وتخرقه".