د. سليمان أبا الخيل في حوار مطول : الإرهابيون لم ينتسبوا للجامعة وانسحبوا لعدم استطاعتهم نشر الفكر الضال

جامعة الإمام سبقت الآخرين في laquo;الوقفraquo;.. ولا نقلد الآخرين في كثرة الكراسي البحثية

التوجه نحو الكليات العلمية لا يعني تغيير اسم الجامعة.. وللطالبة في الجامعة ما للطالب


د. سليمان أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (laquo;الشرق الاوسطraquo;)

أول كلية طب يتم افتتاحها في جامعة إسلامية في السعودية


الرياض - محمد الهمزاني

23/05/2009


في مكتبه بالدور الثاني في إدارة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، استقبلنا مديرها الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل، وهو منهمك تارة في الإسهاب بالإجابة، وتارة أخرى في مطالعة معاملات على مكتبه، في حوار كان محددا له 60 دقيقة. كثير من التفاصيل في الحوار التالي..
* ينطلق بعد غد الإثنين المنتدى الدولي للشراكة المجتمعية في مجال البحث العلمي، إلى ماذا يهدف هذا الملتقى؟ وما المحاور التي سيناقشها؟

ـ المنتدى الدولي للشراكة المجتمعية في مجال البحث العلمي تنظمه عمادة البحث العلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، خلال المدة من 25 إلى 27 مايو (أيار) الجاري، وبرعاية كريمة من الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، يهدف إلى رصد واقع الشراكة المجتمعية في مجال البحث العلمي في المملكة، وتقويم المبادرات الوطنية لتعزيز الشراكة المجتمعية، مثل تجربة الأوقاف العلمية، والكراسي البحثية، والحدائق العلمية، وحاضنات الأعمال.

كما يستهدف المنتدى بحث السياسات والإجراءات الكفيلة بقيام الشراكة المجتمعية، ودراسة أبرز المعوقات والتحديات التي تواجه قيام الشراكة، واستشراف الفرص المتاحة أمام القطاع الخاص للاستثمار في مجال البحث العلمي، وكذلك بحث الأدوار المنتظرة من مؤسسات المجتمع المدني لدعم البحث العلمي، كما يستهدف المنتدى استعراض نماذج من التجارب الرائدة إقليمياً ودولياً للشراكة المجتمعية في مجال البحث العلمي.

ويتضمن المنتدى ستة محاور رئيسة، تتناول: تجارب الشراكة المجتمعية في مجال البحث العلمي في المملكة ومعوقات وتحديات قيام الشراكة المجتمعية الفاعلة في هذا المجال، إلى جانب السياسات والإجراءات الدَّاعمة للشراكة البحثية المجتمعية الناجحة، كذلك سيبحث المنتدى دور القطاع الخاص في الاستثمار في البحث العلمي، والأدوار المنتظرة من مؤسسات المجتمع المدني لدعم البحث العلمي، إلى جانب استعراض عدد من التجارب الرائدة للشراكة المجتمعية في مجال البحث العلمي على المستويين الإقليمي والدولي.

* على الرغم من أن تخصصكم في العلوم الشرعية، إلا إنكم تقودون مرحلة مختلفة نحو تحديث الجامعة، ما المرتكزات التي تقوم عليها تلك المعادلة؟

ـ العلوم الشرعية لا تتعارض أبداً مع التطوير والتحديث المساير للتوجهات العلمية والبحثية الحديثة والأخذ بكل ما هو جديد ومفيد بما لا يتعارض مع ثوابتنا ومعتقدنا الأساس وهو شريعتنا الإسلامية الغراء المستمدة من كتاب الله وسنة نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جزء من هذا العالم وتعيش فيه وليست بمعزل عن الأخذ بالأساليب العلمية والتقنية الحديثة التي تساعد على سرعة تحقيق الأهداف والوصول إليها بأسرع السبل وأقل التكاليف، كما أن التوسع في إنشاء الكليات العلمية التطبيقية مثل كلية الطب والعلوم، والعلوم الإدارية والعلوم والحاسب الآلي والهندسة لا يتعارض أبداً مع أصالتنا، بل إن ديننا يحثنا على التعلم.

وهذه العلوم لازمة لخدمة البشرية، والله تعالى خلق الإنسان وأوجده لكي يُعمر الأرض ويسبحه بكرة وأصيلا وتَعَلُم مثل هذه العلوم يفيد بلادنا وأبنائها لأننا بذلك نستطيع أن نتمكن من الاعتماد على أبناء البلاد وتوطين هذه العلوم واستجلاب التقنية وتسخيرها لخدمة الإنسان، فيكون بناء الإنسان الواعي المتعلم المُلم بشتى العلوم هو هدفنا، فالمسلم العامل خيرٌ عند الله من المسلم العاطل، وكذلك المسلم القوي خيرٌ عند الله من المسلم الضعيف.

والتخصصات الأساسية في الجامعة كالشريعة واللغة العربية وجدت وستجد الدعم والعناية والاهتمام مع التأصيل والثبات، ومن هنا جاء الوقوف إلى جانب هذه الكليات بأقسامها ودعمها مادياً ومعنوياً، حيث توسع القبول فيها خلال السنتين الماضيين 200 في المائة إلى 400 في المائة بصورة غير مسبوقة عبر عقود الجامعة التي تزيد على خمسة، كما زاد عدد تعيين المعيدين والمعيدات فيها بنسبة عالية لم تمر بتاريخ الجامعة أبداً، مع ما واكب ذلك من زيادة في الموظفين والعاملين فيها وتوفير كل متطلبات العملية التعليمية مادياً ومعنوياً وفنياً وتأهيلاً وتدريباً وتنمية للمهارات حيث دُرب ما يزيد على 150 من منسوبي كلية الشريعة ومثلهم من كلية اللغة العربية وآخرون من كلية أصول الدين وكذلك كلية الدعوة والإعلام وهكذا. ومن أهم أولوياتي تحقيق الأهداف التي من أجلها أُنشئت الجامعة والوصول بها إلى أن تصبح في مصاف الجامعات العالمية من خلال الاهتمام بالبحث العلمي لأنه أداة مهمة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للمجتمع ومن خلاله تستطيع الجامعة أن تصل إلى مكانة مرموقة، وقد بدأنا بالفعل بخطوات جادة في هذا المجال، حيث تم الانتهاء مؤخراً من قواعد وإجراءات تمويل المشروعات البحثية ممثلة في البحوث النظرية، والبحوث التطبيقية، وستسعى الجامعة إلى دعم هذه الأبحاث من خلال تحويل المراكز البحثية في كليات الجامعة إلى مراكز متقدمة في مجال الأبحاث وستحظى بدعم في ميزانية الجامعة للعام المقبل.

ومن أولوياتي أيضاً العناية والاهتمام بزملائي أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الذين هم العنصر الفاعل في الجامعة والعامل المؤثر في العملية التعليمية والإدارية وسأسعى دوماً كواحد منهم لتفقد أحوالهم ومساعدتهم في أداء رسالتهم العظيمة وتطوير قدراتهم، وكذلك الطلاب في الجامعة والمعاهد العلمية الذين أنشئت ووجدت هذه المؤسسات من اجل تعليمهم وتربيتهم وتوجيههم، فالاهتمام بهم وحل مشاكلهم والاستماع إليهم هو شاغلي. وعملنا على وضع هيكلة استرشادية متميزة لوحدات الجامعة وفق رؤى إستراتيجية تُفعل الجميع وتشركهم في العمل والمسؤولية وتبين الجاد والمُخلص من غيره، وسيتبعها إصدار صلاحيات مفصلة وواضحة تعطي كل ذي حق حقه وتوزع المسؤوليات، وكل ذلك يتم لأول مرة منذ زمن بعيد.

* من المعلوم أن اللجنة التي تعمل على إنشاء كلية الطب في الجامعة مشكلة من عدد من منسوبي كلية الطب بجامعة الملك سعود، وكلية الطب في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بالحرس الوطني. والسؤال: لماذا لم تتم الاستفادة من التجارب العالمية الحديثة في هذا المجال سواء عن طريق توقيع اتفاقيات مع بعض الجامعات العالمية أو التعاقد مع احد بيوت الخبرة العالمية المتخصصة في التعليم الطبي؟ ولماذا لم يتم إشراك القطاع الطبي الخاص في اللجان التي تعمل على رسم مستقبل الكلية؟

ـ عملت الجامعة فور صدور الموافقة السامية على إنشاء كلية طب ومستشفى جامعي في جامعة الإمام على تشكيل لجان متنوعة علمية وفنية واستشارية من المتخصصين في هذا المجال مستعينة بإداراتها وكلياتها ذات العلاقة وبعض الجامعات صاحبة الخبرة الطويلة في قضايا التعليم الطبي والصحي مثل جامعة هارفرد، جامعة الملك سعود، وجامعة الملك سعود للعلوم الصحية بالحرس الوطني وغيرهما لوضع جميع الترتيبات والخطط والبرامج والخطوات لقيام الكلية بأقسامها الستة عشر والمستشفى الجامعي، مع تحديد كل متطلبات وحاجات الكلية والمستشفى من الكوادر الوظيفية والإدارية والتعليمية والفنية والتجهيزية من مبان ومرافق، وذلك وفق نظرة مستقبلية متفائلة وإستراتيجية واضحة المعالم والأهداف تجعل هذه الكلية تقوم على أحدث المواصفات وأرقى المناهج وأقوى الدواعم، مبتدئة من حيث انتهى الآخرون، ومستفيدة من الخبرات والتجارب الحديثة والمفيدة والمعتمدة من كليات الطب في جامعات العالم المرموقة والمشهود لها بالتميز في هذا المجال. والجامعة قامت برفع كل ما يتعلق بميزانيتها التشغيلية مفصلة إلى وزارة المالية في العام الماضي وتمت الموافقة عليها وتأييدها، كما صدرت الموافقة على ما يخص المرحلة الثانية هذا العام فيما يتعلق بهذه الكلية والتي تعتبر قفزة نوعية وفنية غير مسبوقة للبدء في التنفيذ، ولأن الجميع ينتظر من الجامعة دوراً في هذا المجال وأن تكون الكلية قوية في مبانيها ومعانيها وهياكلها ومتطلباتها جميعاً ولقد شهد التسجيل فيها مع بداية هذا العام إقبالاً واسعاً وهائلاً قلَ نظيره.

وأود أن أشير هنا إلى أن الجامعة قد أوفدت لجنتين إلى كل من استراليا والصين لزيارة بعض الجامعات المتخصصة بالطب وغيره، والتعرف على ما لديها من مجالات وخبرات تستفيد منها الجامعة، وقد تم وضع عدد من مذكرات التفاهم فيما يخص الطب والعلوم وعلوم الحاسب بين جامعة الإمام وبعض الجامعات المرموقة في تلك البلدان وسيكون لها أثر إيجابي وواضح على مسيرة هذه الكلية.

كما أن هناك مشروعين لمذكرتي تفاهم بين الجامعة وجامعة نيوكاسل وإكسس البريطانيتين في مجال العلوم الإسلامية والعربية والطبية والحاسوبية.

وخلال فترة قصيرة ووجيزة استطاعت هذه الكلية أن تبرز وتحقق أموراً كثيرة طبية وعلمية وبحثية ومهنية وغيرها، وذلك بشهادة عمداء كليات الطب في جامعات المملكة الذين شرفوا الجامعة والكلية وحضروا بعض الاجتماعات الخاصة بهم في رحاب كلية الطب بجامعة الإمام، أضف إلى ذلك أن أول دفعة لطلاب هذه الكلية تقدم فيها ما يزيد على ألفي طالب كلهم من ذوي المستويات العالية بل بعضهم ممن أنهى السنة التحضيرية في بعض الجامعات الشقيقة. لذلك فإن من مشروعات الجامعة الإستراتيجية وخططها وجود مدينة طبية تضم المستشفى الجامعي وكلية الطب لتخدم منسوبي الجامعة وتخدم المجتمع.

وكلية الطب تعتبر الآن من أميز وأفضل الكليات بشهادة عمداء كليات الطب في الجامعات السعودية، وتضم 17 قسما علميا متخصصا، حيث إننا بدأنا في هذا المشروع من حيث انتهى الآخرون واستقطبنا كفاءات متميزة من الداخل والخارج من أجل أن يسهموا في بناء هذه الكلية.

* على الرغم من الحراك في الجامعة إلا أن صورتها بالمجتمع عكس ذلك، خصوصا ان الجامعة تعرضت لتغطية اعلامية سلبية داخليا وخارجيا بعد أحداث 11 سبتمبر الارهابية في اميركا، اتُهمت الجامعة حينها بدعم الإرهاب وتفريخ التطرف، كيف تتعاملون مع ذلك؟

ـ تعرضت بلادنا جميعها للهجوم في أعقاب ذلك وليست الجامعة فقط، وكالَ الجميع لبلاد الحرمين الاتهامات وهذه مع الأسف هي طبيعة البشر غير واثقي الخُطى وكذلك هذه طبيعة ما ينتج بعد حدوث الحوادث في أي مكان من إطلاق الاتهامات يمنة ويسرة على الأصدقاء وغيرهم قبل التأكد من الأدلة والشواهد والقـصد واضحٌ جلي. والجامعة أحد أعضاء هذا الجسد الذي يشكل المملكة. ولقد آلمنا ما تداولته laquo;ماكينةraquo; الإعلام الضخمة في الكثير من الدول ضد بلاد الحرمين، ولكن ولضعف في إيصال الرسائل الإعلامية حدث ما حدث واستغل بعض الحاقدين على بلادنا ذلك فافترى وزاد في غياب صوت العقل والمنطق، ولكن حينما زال الغبار الذي حجب الحقائق واتضحت الصورة جلية واضحة، أدرك الجميع كم تمادوا وأخطأوا في حق بلادنا، ونحن في الجامعة ولله الحمد ماضون في إعداد إستراتيجية وسياسة إعلامية واضحة للتعامل مع مختلف أجهزة الإعلام وإيصال الصورة الصادقة عن الجامعة ومناهجها وأبنائها وتحقق الشيء الكثير خلال الفترة القريبة الماضية ونتوقع بإذن الله أن يكون لذلك وقعٌ طيب ومردود أطيب وزيادة ونماء في المستقبل.

* مع التطور الإعلامي، وتوجهكم لإعداد خطة إعلامية ألم يحن الوقت لإنشاء كلية للإعلام؟

ـ الجامعة لا تقف ولا تستكين فهي في تطور دائم ويحرص المسؤولون فيها على الأخذ بكل أسباب التطور العلمي والتقني، خاصة في مجال مهم كالمجال الإعلامي الذي يقفز ويتطور كل ساعة، بل كل ثانية بفضل من الله ثم بفضل تقدم وتطور أجهزة الاتصال المستمر على مدار الساعة، وعندما تدعو الحاجة لكلية مستقلة للإعلام فستبادر الجامعة بدراسة هذه الخطوة دراسة علمية وافية متأنية ومن ثم اتخاذ الإجراءات الرسمية لمثل هذا الأمر وتمرير ذلك عبر القنوات النظامية اللازمة له، وإذا قلت لك إن هناك دراسة جادة وفاعلة في هذا الاتجاه فلا أكون مبالغاً.

* أين أنتم من مراكز التميز والكراسي البحثية؟ وهل من شيء في هذا المجال؟

ـ صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، على إنشاء (مركز الدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات) ومركز دراسة اللغويات التطبيقية وهما مركزان عالميان منفردان متميزان يخدمان القضايا والنوازل الشرعية واللغوية الحادثة ومن خلالهما يبين ما يمتاز به الإسلام من محاسن وميزات.

أضف إلى ذلك ما تنتظره الجامعة من الموافقة على مركز الهندسة المالية الإسلامية الذي يُعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط والثاني عالمياً كمركز متخصص في هذا المجال، ثم إن هناك عددا من الكراسي البحثية المهمة تم إنشاؤها في الجامعة تخدم مجالات عقدية وشرعية ووطنية وعلمية وإعلامية واقتصادية وقضائية واجتماعية، والجامعة سائرة على الطريق الصحيح والعلمي في زيادتها، ووجودها واقعاً حياً ملموساً يستفاد منه. وقد سبقت الجامعة في هذا المجال، حيث لم تدخل في ميدان الكراسي إلا بعد المعرفة التامة بجميع متطلباتها وحاجاتها والإدراك التام من الجامعة بأثرها ووجود الهيئات العلمية والأساتذة المتخصصين الذين يمكن أن يفعلوها ووضع اللوائح والقواعد التي تحكمها علمياً وبحثياً ومالياً وإدارياً، وكذلك من حيث اللجان والمجالس. وقد تم تمويل أكثر من ثمانية كراس كان من أبرزها كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية، وكرسي الأميرة العنود بنت عبد العزيز بن مساعد لدراسات العقيدة والمذاهب المعاصرة، وعدد من الكراسي الأخرى. ونحرص من خلال هذه الكراسي على إبراز أهمية العقيدة الصحيحة والمنهج السليم، ومكانة الشريعة الإسلامية وما جاءت به من خير وللبشرية وما امتازت به من الوسطية والاعتدال والسماحة واليسر ونبذ للإرهاب والتطرف والغلو والجماعات المنحرفة التي تسبب الخلاف والاختلاف والفرقة.

كما أن من أهم ما نسعى إليه من خلال هذه الكراسي إبراز أهمية الوحدة الوطنية ومقومات الانتماء الوطني وأهميته وإثراؤه وتفعيله بين أبناء المجتمع ليعرفوا ويدركوا حقيقية الوطن الذي يضمهم ويعيشون فيه وما له من ميزات وحسنات وآثار إيجابية عليهم وعلى غيرهم فيحافظون عليه وترتفع لديهم درجات الانتماء إليه. كما أن الجامعة فازت بالعديد من مراكز التميز البحثية التي تطرحها وزارة التعليم العالي، ومن أبرز تلك المراكز وأهمها على مستوى الجامعات السعودية مركز القضايا الفقهية المعاصرة، يضاف إلى ذلك فوز الجامعة بعدد من مراكز التميز في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، كما حققت الجامعة المركز الأول على الجامعات السعودية في برامج الإبداع والتميز وبفارق كبير عن المركز الثاني.

* ما الجديد فيما يتعلق بإنشاء مركز حوار الحضارات؟

ـ أعلنت الجامعة صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، على إنشاء مركز الدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات في رحاب الجامعة وتعيين الدكتور عبد الكريم بن حمد الصايغ عميداً له ومدير الجامعة رئيساً لمجلس المركز ووكيل الجامعة للدراسات والتطوير والاعتماد الأكاديمي نائباً للرئيس.

وانطلاقاً من عناية الجامعة بالدراسات الإسلامية المعاصرة وامتلاكها خبرة واسعة في التعامل العلمي الرصين مع قضايا العالم الإسلامي ومشكلاته وما يدور حولها من حوارات ومناقشات وما يحتاج إليه من رأي رشيد ومنهج سديد وانطلاقاً من المركز العلمي والاجتماعي المتميز للجامعة انبثقت فكرة إقامة مركز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات يُعنى بالقضايا التي تبرز عظمة الإسلام في معالجته لقضايا العصر التي استجدت في الساحة وفق خطة علمية متكاملة.

وقد أُعد لهذا المركز تصور عام يبين أهدافه ووسائل تحقيق هذه الأهداف والآليات والوحدات المساندة لتحقيق هذه الأهداف ومنها: إبراز عظمة الإسلام في معالجة القضايا المستجدة، والتعريف بالنظم الإسلامية، والتعريف بحقوق الإنسان في الإسلام، والعناية بقضايا الشباب ومشكلاتهم، والعناية والاهتمام بقضايا المرأة وحقوقها في الإسلام، وبيان موقف الإسلام من الإرهاب، وبيان مواقف المملكة من القضايا العالمية المعاصرة، والاهتمام بقضايا العالم الإسلامي المستجدة، التأصيل الشرعي لثقافة الحوار، التعرف على الحضارات المعاصرة وترسيخ مفاهيم التواصل والحوار بين الحضارة الإسلامية وسائر الحضارات.

وأعدت الجامعة الوسائل لتحقيق هذه الأهداف ومنها: تنظيم المؤتمرات والندوات العلمية المتخصصة في مجالات اهتمام المركز، وترجمة ونشر الكتب والدراسات المتخصصة، وإعداد قاعدة معلومات حول التوجيه الإسلامي للقضايا المعاصرة، إعداد قاعدة معلومات عن المعنيين ببحوث المركز في مختلف أنحاء العالم، إصدار المجلات العلمية التي تُعنى بقضايا المركز، إعداد وإصدار ملفات علمية خاصة في مجال عمل المركز، استخدام التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال المعاصرة للحصول على المعلومات وتبادلها، التنسيق والتعاون مع المعاهد والمراكز المتخصصة في مجالات اهتمام المركز.

وستكون وحدات المركز التنظيمية في البداية على النحو التالي: وحدة النظم الإسلامية، وحدة حقوق الإنسان، وحدة قضايا الشباب، وحدة مكافحة الإرهاب، وحدة حوار الحضارات، وحدة قضايا الأسرة، وعدد آخر من الوحدات المساندة لأعمال المركز الإدارية والمالية والمتابعة والنشر والعلاقات البحثية والإعلام، وسيتم تمويل المركز من مصادر مختلفة من ميزانية الجامعة والتبرعات والوصايا والأوقاف ودخل المركز من نشاطاته البحثية المختلفة والدورات التي يقدمها في مجالاته واستثمارات أرصدته، وهذا المركز مقدم على برامج ومناشط مهمة وفاعلة وعملية.

* ألا ترون أن عدد الكراسي البحثية قليل جدا بالمقارنة مع جامعات أخرى؟

ـ نهج الجامعة في العمل فيما يتعلق بالكراسي هو التأني والدراسة المستفيضة وإيجادها على أرض الواقع وأن تكون هذه الكراسي اسما على مسمى، واليوم نتدرج في الإعلان عن هذه الكراسي ليصل ما أعلن عنه خلال هذا العام والعام الماضي 12 كرسيا ولدينا موافقات أخرى تغطي العدد الذي ذكرنا سابقا وتزيد، بل تصل إلى 23 موافقة منها ما هو نهائي وما هو مبدئي.

* هل هناك توجه لإنشاء أوقاف خاصة؟

ـ جامعة الإمام تعتبر من الجامعات المؤسسة على جوانب وقفية مهمة ورائدة في هذا المجال. فهي الجامعة الأولى التي كان لها وقف وهو ما يسمى laquo;ببيوت طلبة العلمraquo; في الرياض، كما أن لها أوقافا أخرى في مناطق المملكة بحكم وجود المعاهد العلمية التابعة لها في جميع المناطق التي يزيد عددها عن 62 معهدا. ولا شك أن تأطير هذا العمل ووضعه في قوالب تخدم هذا الجانب الحيوي المهم ويستثمر الاستثمار الأمثل، هو مطلب تنظيمي وأمر لازم. ونحن الآن في إعداد الخطة الشاملة لأوقاف جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومراجعتها وعرضها على مجلس الجامعة لتلم شمل شتات الأوقاف الموجودة وتعطي ميدانا رحبا للعمل في تحقيق متطلباتها وأيضا دعم الجامعة من هذا الجانب. أضف إلى ذلك أن الجامعة وإيمانا منها بهذه الرسالة خططت لعقد ندوة عن laquo;الوقف وأثره في تنمية موارد الجامعاتraquo;، وسيعلن عن هذه الندوة ليساهم فيها المتخصصون والباحثون ويثروا هذا الجانب بما يدعمه ليجعل له رؤى واضحة وبينة حتى يستطيع المستفيد والمشارك والداعم لهذا الأمر أن يقدم ولا يحجم ويعرف ما له وما عليه ويكون على بصيرة، مما يخدم العلم وطلابه وكذلك الباحثين على مختلف المستويات وتنوع التخصصات. وهذه الخطة انتهت فيما يتعلق في إعدادها وهي في طريقها على العرض في مجلس الجامعة.

* ما هي أبرز ملامح الخطة؟

ـ خطة طموحة ومدروسة دراسة علمية شرعية اقتصادية وضعت لها محاور وأهداف ووسائل وأساليب كلها تصب في مصلحة الوقف والواقف والموقوف عليه الذي هو جامعة الإمام وعندما يقر في مجلس الجامعة سيتم الإعلان عن ذلك.

* انشأتم كليات علمية عديدة، هل حان الوقت لتعديل مسمى الجامعة لاستيعاب المستجد من الكليات، وللتعبير عن تنوع الاختصاصات؟

ـ التوسع في افتتاح الكليات العلمية لم يأت من فراغ، بل وفق دراسات علمية وافية لحاجات البلاد وسوق العمل، ومسمى الجامعة الحالي لا يؤثر على مخرجاتها، بل يزيدها قوة بزيادة تحصيل الطالب من العلوم الشرعية التي تهذب النفس الإنسانية وتعزز انتماءها وإحساسها بالواجب العلمي الشرعي، فيتخرج الطالب الدارس في الكليات العلمية ملماً بالعلوم الشرعية مبدعاً في العلوم الدنيوية التطبيقية.

* في السعودية ثلاث جامعات إسلامية، ألا ترى أن هناك كثرة في الجامعات الإسلامية مما قد يسهم في تخريج بطالة مستقبلية؟

ـ أنت تعلم أن المملكة بلد إسلامي يقوم على الكتاب والسنة وهي الرائدة للعالم الإسلامي، ولذلك لا بد أن تكون رائدة في هذه التخصصات وأن تكون لديها الكفاءات المتميزة والأعداد الكافية لتغطية المطالب الملحة فيما يخدم الإسلام وأبناءه في المملكة وفي غيرها، لكن أيضا لا بد أن تسهم هذه الجامعات في سد الحاجة الضرورية في التخصصات الأخرى.

* تتوسع الجامعة في افتتاح الكليات الجديدة مع وجود ندرة في أعضاء هيئة التدريس السعوديين في تخصصات هذه الكليات، أضف إلى ذلك هجرة عدد من المتميزين من كادر التدريس للعمل في القطاع الخاص، مع منافسة الجامعات الخليجية، كيف تواجهون هذا الأمر؟

ـ جامعة الإمام كأخواتها من جامعات المملكة تسير على نهج واضح بالنسبة للأنظمة الخاصة بأعضاء هيئة التدريس وتعاني قليلاً من المعاناة فيما يخص تسرب أعضاء هيئة التدريس للعمل في قطاعات أُخرى، وكذلك تسلم البعض منهم لمهام أكبر ومناصب في أجهزة الدولة. وأود أن أشير إلى أن هناك إقبالا شديدا وقويا على الانتقال إلى الجامعة من أساتذة ومدرسين ومُعيدين ومحاضرين وموظفين ومن جميع المؤسسات، وقد بلغ عدد الذين طلبوا التعيين في الجامعة أو الانتقال إليها خلال العام الماضي أكثر من 2500 دكتور من مختلف التخصصات، أما المعيدون فلدى الجامعة ما يزيد على 2000 طلب بهذا الخصوص، أما المدرسون والموظفون فأكثر وأكثر، والجامعة مستمرة في ابتعاث العديد من أبنائها لاستكمال دراساتهم العليا في تخصصات عدة تحتاجها الجامعة وفق برامج محددة وقواعد علمية منظمة لذلك، مع عملها على استقطاب العديد من المبتعثين في برنامج خادم الحرمين الشريفين.

وفيما يتعلق بتطوير كادر أعضاء هيئة التدريس فوزارة التعليم العالي هي الجهة المعنية بذلك بالتنسيق مع الجامعات، لأنها هي المشرفة على الجامعات والمشرعة للأنظمة والقوانين التي تخصها ومن ضمنها الأنظمة التي تتعامل مع أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية، وقد صدرت أخيرا موافقة مجلس الوزراء على الحوافز التشجيعية لأعضاء هيئة التدريس لتكون داعماً حقيقياً وتوطيناً لكادر أعضاء هيئة التدريس وتشجيعاً لهم واستجلاباً للخبرات المتميزة منهم.

* ألا تعتقدون أن التطورات العالمية في مجال التعليم الجامعي تقتضي إفادة الجامعة من الفرص التي يتيحها التعاون الدولي مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية المماثلة، من خلال توقيع اتفاقيات شراكة مع جامعات عالمية مرموقة للاستفادة من خبرة هذه الجامعات؟

ـ نعم هذا صحيح، فجامعة الإمام لها علاقات وطيدة مع عدد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في العديد من دول العالم في الشرق والغرب فيما يخص تطوير العلوم التطبيقية الحديثة أو في مجال العلوم الشرعية واللغة العربية، سواء عن طريق مقر الجامعة مباشرة في المملكة أو عن طريق معاهدها المنتشرة في قارات العالم ndash; اليابان ndash; إندونيسيا ndash; جيبوتي ndash; أو المعاهد والكليات التي تشرف عليها في نيجيريا أو سيراليون أو غيرها، وهذا المعاهد تؤدي واجبها في بيان وتوضيح حقيقة المبادئ الإسلامية الحقيقية، وتعليم اللغة العربية للراغبين بها من أبناء هذه الدول ممن لهم مصالح تجارية أو علاقات دبلوماسية مع البلاد العربية والإسلامية وآخر ما تم في هذا الشأن هو عقد ندوة عن الحوار في الإسلام بين جامعة الإمام وجامعة دو شيشا اليابانية في كيوتو، وهي من أعرق الجامعات هناك، وكان لهذه الندوة أثر بالغ وصدى كبير في نفوس اليابانيين، والجامعة ستسعى في الفترة المقبلة للمزيد من تطوير هذه العلاقات؛ للاستفادة من خبرات هذه الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في التطوير، والأخذ بكل ما من شأنه خدمة هذه البلاد.

* فروع الجامعة في الخارج تتراوح بين الإغلاق وعدم ثقة الدولة المضيفة لها، ماذا لو عملت الجامعة على تحويل تلك الفروع إلى مراكز ثقافية تعنى بالاتصال الحضاري والثقافي بين المملكة والدول التي تقع فيها هذه الفروع، كما هو الحال في المراكز الثقافية البريطانية المنتشرة عبر العالم؟

ـ المعاهد التابعة للجامعة حالياً في الخارج هي محل ثقة تلك الدول ودعمها، وقد صدرت الموافقة السامية على بقاء هذه المعاهد مرتبطة بالجامعة، ومن هنا قامت الجامعة بتشكيل لجان متخصصة علمية وإدارية وفنية، تعمل على تطوير تلك المعاهد من جميع الجوانب، خصوصاً في الحوار والفكر المعتدل وحمل رسالة المملكة مع الالتزام بأنظمة تلك البلدان والتمشي مع كل قوانينها وأعرافها، والتنسيق المباشر مع سفارات خادم الحرمين الشريفين في جميع الأمور، التي تقوم بها تلك المعاهد، سواء فيما يخص العملية التعليمية والبرامج الأخرى. ولذلك فإننا نرى اليوم نتائج طيبة وستزداد مستقبلاً بإذن الله؛ لأن هذا ما يحدث حقيقة، فهذه المعاهد هي مراكز إشعاع إسلامية ثقافية حقيقية، توضح الصورة الصحيحة للإنسان المسلم في هذه البلاد، وتنقل الصورة المشرقة لأبناء المملكة وللمسلمين بصفة عامة، وللشعوب في شرق العالم وغربه، وكذلك تقوم بخدمة أبناء المسلمين ممن يقيمون هناك فتتواصل معهم في مناسباتهم الإسلامية.

* هل تطبق الجامعة نفس المناهج التي تطبقها داخل المملكة؟ وهل هناك إمكانية لمنح البكالوريوس في هذه الفروع؟

ـ بالنسبة لمعهد العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا يمنح شهادة الثانوية العامة، ويمنح كذلك البكالوريوس في تخصصات متنوعة. وبالنسبة لبقية المعاهد الخارجية فالبكالوريوس وارد منحها، لكن هذا الأمر يمر بعدة قنوات رسمية، مثل المجلس العلمي ولجنة الخطط والمناهج والكتب والمراجع الدراسية، وكذلك مجلس الجامعة ثم مجلس التعليم العالي ثم الموافقة السامية. وهي يدرس فيها ما يدرس في الجامعة بالنسبة للغة العربية والشريعة. والآن نحن في طور افتتاح برامج دبلوم في الإدارة والاقتصاد في معهد العلوم العربية والإسلامية في اندونيسيا، ومعهد العلوم الإسلامية والعربية في جيبوتي؛ وذلك مشاركة في تنمية المجتمع وتأهيل أبنائه لخدمته.

* لا يزال الطالب يشعر أن صوته لا يصل في الجامعة، ولا تتاح له آليات المشاركة في القرارات الخاصة به؟

ـ الطالب هو لُب العملية التعليمية، وفي جامعة الإمام لدينا عدة وسائل اتبعناها للاستماع لصوت الطالب والعمل على مساعدته في حل مشاكله، واجتياز العقبات التي تواجهه. ففي كل كلية من كليات الجامعة هناك إدارات مختصة وأشخاص أكفاء معنيون بشؤون الطلاب، وكذلك في عمادة شؤون الطلاب وفي عمادة القبول والتسجيل هناك الإرشاد الأكاديمي، وفي إدارة الجامعة مكتبي مفتوح لمن يرغب في لقائي وعرض ما لديه، بالإضافة إلى أنني قد خصصت أنا وزملائي وكلاء الجامعة لكل واحد منا يوما يلتقي فيه بالطلاب وأولياء أمورهم، ويستمع لهم ويحل مشاكلهم وفق الأنظمة واللوائح المنظمة للعملية التعليمية في الجامعة، الإضافة إلى متابعتنا المستمرة وعبر قنوات مختلفة لما ينشر عن الجامعة سواء في موقع الجامعة على laquo;الإنترنتraquo;، وعبر المنتدى أو في الصحافة المكتوبة بصفة عامة، من قبل أُناس معنيين بهذا الأمر، وكذلك لقاءاتنا الرسمية المستمرة بأبنائنا الطلاب وجهاً لوجه، وفي المناسبات المختلفة وخلال جولاتنا المستمرة في أروقة الجامعة وكلياتها.

* لا تزال خطى الجامعة نحو تطوير القسم النسائي فيها بطيئة، هـل من بشائر تلوح في المستقبل لهن، ولماذا لا يكون عميد مركز الطالبات امرأة؟

ـ كيف حكمتم على أن التطوير في القسم الخاص بالطالبات بطيء؟، بل على العكس التطوير في مركز دراسة الطالبات متزامن ومتواكب مع التطوير الحاصل في الجامعة ككل وهي وحدة واحدة، فكل الكليات التي تم افتتاحها لها أقسام مماثلة في مركز دراسة الطالبات، وتم تزويدها بكل ما تحتاجه من أعضاء وعضوات هيئة تدريس، وأدوات وأجهزة في نفس الوقت مع كليات الجامعة الخاصة بالطلاب. ولعلكم تقومون بزيارة ميدانية للمشروع الجديد الخاص بمركز دراسة الطالبات، الذي يتم تنفيذه حاليا في الجهة الغربية من المدينة الجامعية؛ لتتطلعوا عياناً وبأنفسكم على الواقع، وماذا سيكون عليه مركز دراسة الطالبات عندما تنتهي إنشاءاته، وينتقلن إليه في المستقبل، حيث سيحقق نقلة نوعية وتعليمية وفنية وإدارية لعضوات هيئة التدريس ولإدارة المركز ولبناتنا الطالبات على صعيد التجهيزات التي ستوفر لهن فيه.

وقمنا كذلك باستئجار مقر جديد في حي النفل شمال الرياض؛ ليكون مقراً للكليات العلمية للطالبات، وليستوعب الأعداد الكبيرة وغير المسبوقة من الطالبات اللاتي سجّلن في الجامعة هذا العام، حتى وصل عددهن ما يزيد على 23 ألف طالبة، في ما يزيد على 15 تخصصا علميا، حيث تم افتتاح خمسة أقسام جديدة، هي: الفيزياء والرياضيات والاقتصاد والإدارة وعلم النفس، والجامعة لديها من التنظيمات الداخلية التي ستكون بإذن الله رافداً لوكيلات المركز، اللاتي يقمن بالإشراف حالياً على المركز وفروعه فيما يخصهن وطالباتهن، وما استحداث وكالة للجامعة لشؤون الطالبات ووجود عميد للمركز إلا للإشراف على المركز بصفة عامة في الأشياء والاحتياجات التي لها ارتباط بإدارة الجامعة، التي ينبغي وجوده وحضوره فيها ومعرفته بكل احتياجات المركز وتجهيزاته الحالية والمستقبلية. علماً بان كل من يعمل داخل هذه المراكز هن من العنصر النسائي سواء أكن وكيلات أم رئيسات أقسام أم إداريات أم غيرهن.

والطالبة في جامعة الإمام لها ما للطالب في نفس الجامعة، ونحن سائرون وبخطط متدرجة، وتعتمد الاستراتيجية ومعرفة السلبيات والإيجابيات وتوخي الدقة في الأمور، فيما يخص إنشاء الكليات أو الأقسام والمعاهد.

* التعليم عن بُعد مشروع وجد طريقه في الجامعة مؤخراً، كيف ستضمن الجامعة توافر مخرجات تعليمية مميزة من خلال هذا المجال التعليمي؟ وهل سيشمل التعليم عن بُعد الدراسات العُليا؟

ـ برنامج الانتساب المطور أخذت به الجامعة من باب إحساسها بالمسؤولية تجاه أبناء المجتمع الراغبين في الالتحاق بالجامعة، ولكن ظروفهم حالت بينهم وبين الحضور الفعلي، واعتبرت الجامعة أن إتاحة التعليم إلى جميع الراغبين فيه من جميع أنحاء المملكة هدفاً رئيساً لها. ولذلك، أقرت الجامعة رؤية استراتيجية جديدة وذلك بدمج التقنية بالتعليم مما يتيح للطلاب التعلم بطريقة فعالة وسهلة، ومن أي مكان من خلال الإنترنت، وبناءً على ذلك، صدرت الموافقة السامية بإنشاء laquo;عمادة التعليم عن بعدraquo;، قبل عامين، التي تعتبر الجهة المسؤولةً عن تقديم خدمات التعليم عن بعد لكافة كليات وفروع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية داخل المملكة وخارجها. مما يتيح للجامعة تقديم خدمة شاملة وموحدة، تسمح لكل المحاضرين والطلبة الاستفادة القصوى من أنظمة التعليم وبتكاليف مناسبة.

ويقوم مشروع الانتساب المطور(التعليم الإلكتروني) على أساس الاستفادة من التقنية الحديثة في مجال التعليم الجامعي، مما يتيح للطلاب والطالبات التعلم بكفاءة عالية من خلال الإنترنت وتحقيق توجيهات ولاة الأمور، بالتوسع في قبول الراغبين في الدراسة الجامعية، ودعم التوجه العام للجامعة باستثمار التقنية الحديثة في العملية التعليمية. ولقد أخذت الجامعة على عاتقها إتاحة التعليم لجميع الراغبين فيه، وتطبيق أنظمة التعليم عن بعد القياسية العالمية في مشروع الانتساب المطور، وإدارة المقررات الإلكترونية عبر نظام إدارة المحتوى والتواصل المستمر إلكترونياً بين الطالب وأساتذة المقررات، علاوة على أن خطوات التسجيل والقبول والإجراءات الأخرى تتم بطريقة إلكترونية لعامين ماضيين عبر موقع عمادة التعليم عن بعد.

* يُعد المؤتمر العالمي عن موقف الإسلام من الإرهاب أهم الفعاليات العلمية التي قدمتها الجامعة، ولم نكد نسمعه بعد هذا المؤتمر إلا بندوة تقنية المعلومات وندوة التحكيم العلمي. لماذا تبدو العناية بالفعاليات العلمية كالمؤتمرات والندوات في الجامعة ضعيفة؟

ـ قامت الجامعة وضمن جهودها في خدمة المجتمع وتفاعلها مع كل ما يمس أمن بلادنا والمجتمعات الإسلامية والعالم بصفة عامة بعقد هذا المؤتمر مشاركة منها في الدفاع عن بلاد الحرمين، وإظهار الصورة الحقيقية المشرقة لسماحة الدين الإسلامي العظيم، الذي يحث على الوسطية والاعتدال في القول والعمل، ونشر مبادئ السلام والمحبة بين الشعوب، وإيضاح الحقائق المهمة، والسعي لوضوح تعريف مهم للإرهاب ووضع اليد على مواطنه، وكشف المروجين لهذا الفكر وأسبابه. ولقد تم توثيق كل ما صدر عن المؤتمر من نتائج ودراسات ومشاركات لجميع المهتمين والمشاركين، وخصصت الجامعة موقعا على الشبكة العنكبوتية laquo;الإنترنتraquo; استمر لفترة ليست بالقصيرة. وهذه النتائج متوافرة للجميع من باحثين ومهتمين ورجال الصحافة والإعلام والعلماء المختصين في أبحاث الجريمة والعلماء الاجتماعيين، ولقد كان ولا يزال لهذا المؤتمر صدى طيب ونتائج مثمرة، أعانت الجهات المختصة والمتابعة لهذه الظاهر الغريبة على مجتمعاتنا الإسلامية والمختصين والمهتمين والمتابعين على وضع الحلول والمقترحات؛ لمعالجة هذه الفكر واجتثاثه، وتوضيح الرؤية والموقف العالمي منه.

ونشطت الجامعة وتفاعلت في الوقت الحالي في العناية بالفعاليات العلمية والندوات، فهي تزخر بالعديد من المناشط والفعاليات العلمية المستمرة وقد عُقد في العام الماضي ما يزيد على عشر ندوات وملتقى وفعالية، منها على سبيل المثال مع ما ذكر، ندوة الدراسات الدعوية، وندوة ترجمة السنة، وملتقى أقسام الأنظمة في المملكة، وندوة الأسرة السعودية والمتغيرات الاجتماعية، وملتقى معسكر الجوال على مستوى دول الخليج العربي، وملتقى مسؤولي الجودة، وغيرها كثير من حلقات النقاش والورش التأسيسية.

وستعقد الجامعة في هذا العام الكثير من المؤتمرات والندوات، من أبرزها التعريف بنظامي القضاء الجديدين، وندوة الانتماء الوطني، وهما تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.

* عندما تسمع عن طلبة من الجامعة قتلوا في مواطن القتال في العراق وغيره، بماذا تحدث نفسك؟

ـ لم يثبت يوماً أن أحد طلاب الجامعة والمتخرجين منها كان من ضمن هذه الفئة الضالة التي خرجت على الجماعة. وأما من نُسب للجامعة فلا يعدو كونه طالبا سجل في الجامعة، ولربما درس فيها فصلا أو فصلين ثم ترك الجامعة، عندما وجد أن مناهجها وطريقها وأساتذتها لا تتوافق مع ما يحمله من فكر منحرف، ولم يكمل دراسته ولم يحصل من الجامعة على أي مؤهل، فهذا دليل على أن الجامعة لها خطها الذي تسير عليه. ولكن مع الأسف بلادنا كلها استهدفت بهذه الاتهامات وليست الجامعة فقط، فنأمل في ألا نكرر ما تبثه أجهزة الإعلام المغرضة لهذه البلاد وأبنائها. وعلى فرض أنه وجد أن هناك واحدا أو اثنين أو أكثر أو أقل ممن سلكوا هذا المسلك ووقعوا في هذا الخطر والشر والفتنة، هل يعني ذلك الحكم على جميع منسوبي هذه المؤسسة العلمية الشرعية الوطنية، التي خدمت هذا الدين والوطن وولاة الأمر، وخرجت العلماء والمسؤولين على مختلف مستوياتهم وتنوع تخصصاتهم، وخدموا بلادهم بأمانة وصدق وإخلاص؟

الجواب: لا، لأن النادر لا حكم له، ثم إن الإنسان نفسه يخطئ ويقصر ويتهاون ويتكاسل، فما بالنا في جامعة تضم بين جنباتها ما يزيد على 120 ألف طالب وطالبة وأستاذ ومحاضر ومعيد ومدرس وموظف وغيرهم.

ولذلك فإن علينا جميعاً، أفرادا وجماعات، خصوصاً المنتسبين لهذه المؤسسات العلمية ان نحرص على توجيه الناشئة الوجهة الصحيحة وتربيتهم التربية السليمة، ونحذرهم من مواطن السوء ومواقع الريبة والخطر والجماعات المتطرفة المغالية وأرباب السوء وقرناء الشر، وما ينتج عنها من فرقة وخلاف وتحزب وفتن لا تبقي ولا تذر وتعصف بالأخضر واليابس والقريب والبعيد، بوضوح وصراحة ومكاشفة، وعدم التهاون مع كل من تسول له نفسه المساس بالدين والعقيدة والوطن وولاة الأمر، وأن نغرس في نفوسهم الوسطية والاعتدال وحب الخير للجميع والتعاون على البر والتقوى والسماحة واليسر، وينمى فيهم حب الوطن وأهله وذلك بالكلمة الهادفة والقلم الصادق والكتابة الحكيمة، والرؤى البعيدة، والقدوة الحسنة من دون مواجهة أو مصادمة بل بطرح يعتمد الموضوعية والاتزان ويسير على نهج السنة والقرآن.

* أعلنت جامعة الإمام عن استضافة الدكتور عبد الله الغذامي في محاضرة. وهذا اعتبره الكثيرون مؤشرا جيدا في الانفتاح، إلا أن المفاجأة كانت في تأجيلها، وصرحتم بأنكم سبب التأجيل؛ حرصا على الحضور، فهل هذا هو سبب التأجيل، أم هي ضغوط مورست عليكم؟

ـ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جامعة شرعية علمية وطنية، ولها أهداف ورسالة تتمثل في خدمة الوطن وأبنائه.

* لم أفهم؟

ـ هذه إجابتي على محاضرة الدكتور عبد الله الغذامي.