صحيفة سورية تشن هجوما على حكام مصر وتحمّل مبارك مسؤولية المصائب التي حلت بسورية

دمشق ـ كامل صقر

تشهد العلاقات السورية المصرية توترا شديدا انعكس بتبادل اتهامات في وسائل الاعلام.
وشنت صحيفة 'الوطن' الخاصة المقربة من السلطات السورية امس هجوما عنيفا على النظام المصري وحمّلت الرئيس المصري حسني مبارك 'مسؤولية المصائب التي حلت بسورية'.
وجاء الهجوم السوري ردا على الهجوم العنيف الذي شنته صحيفة 'الأهرام' المصرية منذ عدة أيام على الرئيس السوري بشار الاسد والسياسة السورية في المنطقة، واتهم اسامة سرايا رئيس تحرير صحيفة 'الاهرام' في مقال يوم الجمعة الماضي سورية بانها تساعد ايران في فرض نفوذها وهيمنتها في العراق ولبنان والخليج وفلسطين.
وردت أمس صحيفة 'الوطن' بعنف أيضاً دون ان تطال شخص الرئيس المصري حسني مبارك بعبارات معينة، وقال وضاح عبد ربه في افتتاحية 'الوطن' أمس الثلاثاء ان أكثر ما يمكن أن يزعج حكام مصر أن تواجههم بحقيقة دورهم في المنطقة او أن تؤكد لهم أن لا دور عربياً للقاهرة وأن الدول العربية بغنى عن أي تدخل مصري.
وأشارت 'الوطن' الى ما جاء في كتاب 'أسرار الرؤساء' الذي نشر مؤخراً في باريس بأن مصر كانت سباقة الى اتهام سورية باغتيال رفيق الحريري وان الرئيس المصري أجرى أكثر من اتصال بالرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ليؤكد ضرورة اتهام دمشق ومحاسبتها وكان شريكاً في كل المصائب التي حلت بسورية والسوريين خلال السنوات الخمس الماضية.
وقالت الصحيفة السورية أن مصر كانت خلال عدوان تموز (يوليو) 2006 الى جانب اسرائيل على أساس ان المقاومة اللبنانية غير شرعية ويجب ألا تكون، وكان قادة مصر يروجون بأن المقاومة الى زوال وأن أياماً معدودة تفصلنا عن نهاية حزب الله لكن المقاومة انتصرت وتراجعت إسرائيل فزاد العداء المصري لسورية التي ساندت المقاومة.
وأشارت الوطن أيضا الى مذكرة للخارجية الأمريكية جاء فيها ان الرئيس السوري بشار الأسد يتصرف كأنه ناصر جديد، فاعتبرت الصحيفة أن هذه العبارة كفيلة بتوضيح حقيقة العداء المصري لدمشق حيث استشعر حكامها باكراً دور سورية الصاعد والشعبية التي يحظى بها الرئيس الأسد في الشارع العربي من المحيط إلى الخليج، وتراجع الدور المصري وغيابه المطلق عن هموم الشارع العربي لأسباب لن نذكرها هنا، ما دفع حكام مصر لإعلان حالة العداء تجاه سورية ومحاولة اتهامها باغتيال رفيق الحريري والمشاركة في 'العزلة الفاشلة بامتياز' على كل السوريين، والكلام لصحيفة 'الوطن' السورية.
واعتبرت صحيفة 'الوطن' أن نية مصر استضافة مؤتمر للسلام يشبه مؤتمر أنابوليس هي محاولة لإثبات وجودها على الساحة العربية وفي ملف السلام تحديداً وأن الغاية من المؤتمر هي مد يد العون لإسرائيل وتقديمها على أنها 'حمامة سلام' المنطقة ووضع المزيد من الضغوط على العرب لقبول ما لم يعد ممكناً قبوله، وزادت الصحيفة: هذا هو باختصار الدور المصري اليوم... بكل تأكيد نأسف لموقف مصر ولما آل إليه دور حكامها في الصراع العربي الإسرائيلي.
وكانت 'الاهرام' اتهمت الاسد بالتقاعس عن تحرير الجولان حيث قال سرايا في مقاله 'أوهمنا الرئيس بشار أنه مع المقاومة، وهذا خط أحمر لا يتخلى عنه في سياسته. ولكننا نعرف جيدا أنه عمليا ليس مع المقاومة، وإلا كانت المقاومة في الجولان لاسترداد الأرض وتحرير ما تبقى من التراب السوري أولى بجهوده ومساعيه'.
وقالت 'الوطن' امس: جواباً على سؤال ماذا تريد مصر منا؟ ببساطة إنها تريد من كل السوريين أن يستسلموا، ومن المقاومة أن تنتهي ومن إسرائيل أن تفرض شروطها على السلام وعلى المنطقة طبعاً دون إعلان الدولة الفلسطينية ولا تحديد حدودها وعاصمتها، وأضافت: أفضل رد ممكن على حكام مصر وكتابها المتحمسين هو اتركونا وشأننا ونحن بألف خير، ودعت الصحيفة حكام مصر للعودة إلى صفوف العرب المقاومين وتصحيح الأخطاء وقالت ان قلب دمشق كبير جداً ويسامح من أجل مصلحة العرب العليا وتضامنهم.