عبد المنعم سعيد

rlm;مصر ولادة بالقيادات وغيرهاrlm;,rlm; ومن يقل غير ذلك لم ينظر إلا تحت أقدامهrlm;,rlm; أو كان بحثه عن قيادات تناسب مقاسا ضيقا وليس زعامات حقيقية تستطيع أن تقود الرجال والنساء إلي تحقيق مهام بعينهاrlm;.


وكل ما عليك إلا أن تنظر في ثورة يناير, وتري حجم عدد القيادات التي قادت ائتلافات وحركات ثورية, وسوف تجد بينها ليس فقط من كان قادرا علي الإطاحة بنظام قديم, وإنما من لديه الموهبة والإدارة لقيادة نظام جديد. ومن يظن أن هذا الجيل من القيادات ولد يوم الثورة يتجاوز الحقيقة, فقد ولد في رحم النظام السابق عندما سمح بالتوسع في التعليم الخاص, والجامعات الخاصة, وصاحب ذلك بمجانية التواصل الإلكتروني التي خلقت عالما جديدا من الإبداع والقيادة. كان هذا التوسع كفيلا بإعطاء الفرصة لأساتذة من نوعية جديدة, وطلبة لا يقوم تعليمهم علي الحفظ والتلقين.
لم يكن النظام السابق يقصد ذلك, ولكنه في معرض سياساته من أجل التحكم في الحياة السياسية كان يخلق أدوات في نفس الوقت لظهور قيادات جديدة. فما جري من عبث في قانون النقابات ونوادي أعضاء هيئة التدريس في الجامعات أدي في النهاية إلي ظهور قيادات كان منها الجيل الحالي من قيادات جماعة الإخوان المسلمين الذين يعرفون أكثر التيارات السياسية الأخري في المجتمع. ولم تكن الجامعات والنقابات وحدها هي التي ولدت نوعيات جديدة من القادة, ولكن النمو الاقتصادي الذي جري خلال العقدين الماضيين أوجد شريحة جديدة من القيادات في الصناعة والزراعة والتصدير والاستيراد والخدمات المختلفة والتي يمكن لأي منها إدارة الوزارات والمحافظات والمؤسسات العامة.
ولكن المخزون الأعظم من القيادات فقد تكون في رحم المجتمع المدني وجمعياته وروابطه الأهلية التي ارتفعت من قرابة سبعة آلاف في أوائل الثمانينيات إلي ما يقرب من خمسة وثلاثين ألف جماعة لم تكن كلها متساوية في الفاعلية والتأثير, ولكنها في مجموعها كان فيها قيادات متعددة في العمل التنموي والخيري, وخبيرة بالمشكلات المحلية في مصر كلها. وربما كان ظاهرا بشدة الجماعات الحقوقية التي لعبت دورا مهما في نزع الشرعية عن النظام في الداخل والخارج, وبعد ذلك صارت رديفا للثورة نفسها. هذه ولدت قيادات من كل نوع لديها الخبرة والمعلومات كل في مجالها ونطاق عملها, وأضيف ذلك إلي مخزون ضخم من القيادات المصرية في الخارج. القضية في النهاية هي أن مصر لا تشكو من فقر في القيادات, وإنما من أنيميا حادة في القدرة علي البحث عنها والاختيار منها لتنفيذ برنامج بعينه