شملان يوسف العيسى

وعي الشعب الكويتي وحرصه على وحدته سيجعله لا يسمح لدعاة الفتنة والمتطرفين بالوصول للبرلمان

التجارب الإنسانية في الدول الديموقراطية علمتنا ان اليمين الديني المتطرف أو القومي المتطرف يحاول انصارهم الوصول الى السلطة التنفيذية أو التشريعية عن طريق اثارة النزعة القومية الوطنية أو الدينية، لذلك استطاع النازي هتلر الوصول الى السلطة في ألمانيا عن طريق الانتخابات التي جرت في الثلاثينيات بإثارة النزعة القومية الالمانية ضد اليهود والاقليات والشيوعيين والاشتراكيين وعلى نفس الشيء موسليني في ايطاليا، وبقية القصة معروفة للجميع، حيث حلت كارثة على ألمانيا وايطاليا بسبب سوء الاختيار.
من المفارقات الغريبة هذه الايام ان الولايات المتحدة والكويت ستشهدان انتخابات رئاسية في امريكا في 6 نوفمبر المقبل والانتخابات التشريعية الكويتية ربما تحدث في شهر ديسمبر او يناير القادم.
من متابعتنا لما يطرحه مرشحو الحزب الجمهوري اليميني في امريكا نجد انه قريب جدا مما يطرحه مرشحو السلف في الكويت.
هناك عامل مشترك بين الاثنين laquo;السلف والحزب الجمهوريraquo; فكلاهما لديه توجه ايديولوجي ndash; ديني معادي للاقليات والشاذين جنسيا ndash; فالحزب الجمهوري يحاول كسب اصوات الناخبين الامريكيين باثارة النزعة العنصرية، فهم معادون للهجرة المفتوحة لامريكا ولديهم حساسية من هجرة الآسيويين والافارقة وجنوب امريكا والمسلمين وهم من منطلق ديني بحت يعادون مبدأ الاجهاض فالمرشح رومني ينتمي للكنيسة المرمونية، فهو لا يدخن ولا يتناول الكحول ولا يشرب الشاي أو القهوة.
الحزب الجمهوري يعارض كذلك انصهار المثليين جنسيا في المجتمع كما يعارض مشروع الضمان الصحي للفقراء، لذلك ركز الحزب الجمهوري في حملته على قضايا الاقتصاد والبطالة وديون امريكا المتضخمة وكيفية النهوض بالاقتصاد الامريكي المتعثر.

السلف في الكويت يستعدون للانتخابات التشريعية القادمة في الكويت باتخاذ مواقف شعبية بالوقوف مع التيار الشعبي والاغلبية في المجلس المعطل في معارضتهم للحكومة، وقد حدث اختلاف بين اقطاب السلف حول هذه الاشكالية، وربما تؤثر في اداء الحركة السلفية في الانتخابات القادمة.
بعض متطرفي السلف ومنهم النائب وليد الطبطبائي وخالد السلطان اتخذوا مواقف معادية للاقلية الشيعية في الكويت حتى ان النائب الطبطبائي اتهم الوزير صفر بالانتماء الى حزب الله وطالبه بالايعاز لانصاره في لبنان لاطلاق سراح الحوطي، اما النائب خالد السلطان فقد طالب بابعاد اخوتنا اللبنانيين المقيمين في الكويت لان انصار حزب الله اختطفوا المواطن الكويتي، وقد جاءت الاخبار لدحض وتنفي كل الاتهامات السلفية وان المختطف عاد الى بلده والقضية ليس فيها أي ابعاد دينية أو طائفية وقد اكد اخوتنا المسؤولون في لبنان على ذلك.
الآن.. لماذا اثارة الفتنة الطائفية؟ الجواب واضح جدا وهو محاولة الوصول الى قبة البرلمان بأي طريقة.. وعي الشعب الكويتي وحرصه على وحدته الوطنية لن يسمح للمتطرفين ودعاة الفتنة بالوصول الى قبة عبدالله السالم.