سعد الياس

بقيت ارتدادات الرسالة السورية الى لبنان متضمنة تهديداً بقصف ما وصفته بـ'العصابات المسلحة في لبنان' اذا ما استمرت في تسلّلها عبر الحدود اللبنانية ـ السورية ـ ماثلة من خلال ردات الفعل الداخلية ولا سيما قوى المعارضة.
واكد رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة 'ان رسالة وزارة الخارجية السورية الى وزارة الخارجية اللبنانية تحتوي على اتهامات وافتراضات عن وجود حشود مسلحين في الجانب اللبناني من الحدود واتهامات عن تسلل مقاتلين الى الجانب السوري وفي الوقت نفسه فهي تتضمن تهديداً علنياً وقحاً باتجاه لبنان. لذلك وإزاء هذا التطور الخطير يهمنا ان نؤكد على النقاط الآتية:أولاً: لقد سبق ان اعلنا في مواقف متعددة سابقة رفضنا القاطع لأن يستخدم لبنان والحدود اللبنانية مكاناً ومنطلقاً للتدخل في الشأن السوري، وذلك بالتوازي مع ابداء التعاطف مع أهداف الثورة السورية والدعم السياسي والاعلامي لها.
ثانياً: ان الحكومة اللبنانية مطالبة بأن تقدم الاجوبة الواضحة والصريحة على الاتهامات السورية، وان تتحرك بسرعة وعلى مختلف المستويات لاتخاذ الاجراءات الميدانية والعسكرية لحماية الحدود والمناطق الشمالية والشرقية من لبنان من أجل منع الاعتداءات التي يبدو أنها مقررة، والحؤول دون احتمال إقدام مسلحين من اية جهة كانوا على استخدام الأراضي اللبنانية منطلقا لأعمال عسكرية.ان منع استخدام الاراضي اللبنانية بأية اعمال باتجاه الاراضي السورية ومن اي طرف كان هو امر منوط بالسلطات اللبنانية المختصة التي يجب ان تنتشر على الحدود وتمنع حصول أي من هذه التجاوزات. وكذلك في منع وردع أي اعتداء من جانب قوات النظام السوري على الحدود اللبنانية والقرى والبلدات والمواطنين اللبنانيين.


ثالثاً: ان التهديد الصادر عن الخارجية السورية ضد لبنان غير مقبول وبالتالي مرفوض رفضاً تاماً، وهو يوحي ان الاعتداء على لبنان قرار متخذ بدليل المواقف التصعيدية والتهديدية المتعددة التي صدرت في اليومين الماضيين عن شخصيات سورية وأخرى في لبنان محسوبة على سورية. من هنا، فاننا نحذر من مغبة الاعتداء على لبنان، ونعتبر ان اي اعتداء يطال الاراضي اللبنانية ستكون له انعكاسات لا يمكن حسبانها في هذه الظروف، وبالتالي من واجب الحكومة اللبنانية المبادرة فوراً إلى إعلام الأمين العام لجامعة الدول العربية والطلب منه المبادرة إلى إبلاغ الدول العربية الشقيقة بذلك، فضلاً عن اعلام الأمين العام للأمم المتحدة بالأخطار المحتملة نتيجة التهديدات السورية وما يمكن ان ينتج عنها على أكثر من صعيد سياسي ودبلوماسي وأمني.
رابعاً: إن السؤال الذي يطرح نفسه وسط هذا التصعيد المبرمج: هل هناك من قرر تفجير الأوضاع في لبنان عشية القمة العربية المزمع عقدها في الدوحة من أجل تحويل الأنظار عن جرائم النظام السوري ضد المواطنين السوريين في سورية، وتركيز الانظار على لبنان بعد تفجير الأوضاع وتنفيذ التهديدات والاعتداءات السورية المعدة والمبرمجة والتي يهددون بتنفيذها'.
ودعا رئيس حزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع الحكومة اللبنانية، 'الى اتّخاذ قرار واضح بنشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية ـ السورية وتوسيع نطاق القرار 1701'، وطالبها بأن 'تعقد اجتماعاً استثنائياً لهذه الغاية'.
ووصف في بيان الوضع على الحدود اللبنانية - السورية بالـمقلق، خصوصاً بعد التهديدات الاخيرة التي اطلقها نظام بشار الاسد بمهاجمة وقصف المناطق الحدودية'، مطالباً الحكومة اللبنانية 'بعقد اجتماع استثنائي تطلب فيه من الجيش الانتشار على الحدود'، لافتاً الى انه 'اذا كان عديد الجيش وعتاده لا يكفيان، فعلى الحكومة الطلب من مجلس الامن تطبيق البندين 11 و14 من القرار 1701 لتوسيع نطاق عمل القوات الدولية ومساعدة الجيش في حماية الحدود الشمالية الشرقية'.
وحذّر جعجع من ان 'تلكؤ الحكومة سيعرّض المناطق الحدودية لأخطار داهمة شهدنا بعضا منها في السنتين الماضيتين وهي مرشحة للازدياد الى حد التدهور الكامل'.
وكانت شبكة 'سكاي نيوز' ذكرت أن 3 بوارج روسية رست في مرفأ بيروت قبل انتقالها الى مرفأ طرطوس في مهمة عسكرية لم تُعرّف تفاصيلها.