عبير جابر

الكل يرقص على وقع أنغام أغنية laquo;غانغنام ستايلraquo; Gangnam Style، رقصة الحصان الشهيرة، التي تُذكّر برقصتي الـ laquo;لامباداraquo; و laquo;ماكاريناraquo; في القدرة على اجتياح الأجساد على امتداد الكرة الأرضيّة.

ويبدو أن عدوى هذه الرقصة انتقلت إلى العالم الافتراضي، خصوصاً بعد أن كسر شريط فيديو يؤدي فيه الكوري الجنوبي ساي هذه الرقصة، الرقم القياسي على موقع laquo;يوتيوبraquo; بتجاوز عدد مشاهديه 1.5 بليون مشاهدة، وسُجّلَت في كتاب laquo;غينيسraquo;، وامتد تأثير laquo;غانغنام ستايلraquo; إلى الألعاب الإلكترونية بصورة مباشرة، إذ نشط عدد من المبتكرين في صنع ألعاب متنوّعة المضمون، لكنها تلتقي في ألحانها وشخصيتها الرئيسية: laquo;سايraquo;.

وبات مُستطاعاً العثور في مواقع الألعاب الإلكترونية على عشرات الألعاب التي تستند في أساليب لعبها إلى هذه الأغنية. وفي متاجر بيع تطبيقات الهواتف الذكية، كـ laquo;بلاي ستورraquo; Play Store و laquo;تطبيقات سامسونغraquo; Samsung Applications و laquo;آي تيونزraquo; iTunes، يقود البحث عن laquo;غانغنام ستايلraquo; إلى مجموعة من الألعاب التي يمكن تنزيلها مجاناً.

laquo;أوباما ستايلraquo; أيضاً

تستند معظم هذه الألعاب على الخطوات الراقصة لـ laquo;سايraquo; في فيديو كليب هذه الأغنية، بل إن بعض الألعاب جعل من الرئيس باراك أوباما شخصيته الرئيسية، كما فعلت لعبة بعنوان laquo;أوباما غانغنام ستايل 3 ديraquo; المخصّصة للأطفال التي يمكن تحميلها من موقع laquo;بلاي ستورزraquo;، عبر الرابط الإلكتروني التالي: fungames.kids.obama.gangnamstyle3d .

وتظهر في هذه اللعبة صورة كاريكاتورية للرئيس الأميركي باراك أوباما يرقص على أنغام laquo;غانغنام ستايلraquo;، وبأسلوب بسيط وسهل. ويُفتَرض بالطفل أن يضغط على صورة من أربع صور ليتحرك أوباما وفق الصورة، بناء على إحدى الحركات المميّزة في هذه الرقصة. وعلى رغم أن المعطيات البصرية (الـ laquo;غرافيكraquo;) في هذه الصورة جميلة وبسيطة وترتكز على شخصية وحيدة هي الرئيس الأميركي (مع خلفية ثابتة هي البيت الأبيض)، إلا أن هذه اللعبة لا تصلح إلا للأطفال في عمر صغير جداً لا يتعدى 3 سنوات، إذ لا تعتمد على الذكاء أو قوة الانتباه، كما أنها لا تُكسب اللاعب نقاطاً، ولا تتضمّن مراحل متنوّعة الصعوبة فيها.

وظهرت في السياق عينه، لعبة إلكترونية عنوانها laquo;رقصة غانغنام ستايلraquo; التي يظهر أنها مطوّرة من قبل شركة تركيّة، ويمكن الوصول إليها عبر الرابط الإلكتروني: games.m3n4.com/arcade-games/101753. وهي تتيح للاعب تعلّم خطوات تلك الراقصة عبر تتبعه أسهماً ترشده الى صور لتفاصيل مراحل اللعبة. ويفترض باللاعب أن يقلّد الحركة وفق السهم الظاهر أمامه، شرط أن يتجنب فقدان أي خطوة من خطواته كي لا يخسر. وتحتاج اللعبة إلى الانتباه الشديد وسرعة البديهة، خصوصاً أنها تركّز على الربط بين الحركة السريعة للرقصة وبين الضغط على الأسهم في لوحة المفاتيح في الوقت المناسب. وتتيح هذه اللعبة إمكان تغيير الشخصية الراقصة. ومن المستطاع اختيار شخص غير laquo;سايraquo;. وكذلك تطلب من اللاعب إنجاز تمارين قبل ممارسة اللعبة، كي يعتاد عليها.

في السياق عينه، يضمّ موقع laquo;ماي لوست غايمزraquo; my lost games عدداً من الألعاب الرقمية المستوحاة من هذه الرقصة، منها laquo;غانغنام دانس تراينraquo; المرتكز على التشابه بين حركات الرقصة وركوب الخيل. ومن المستطاع الوصول إليها عبر الرابط الإلكتروني: mylostgames.com/play/gangnamdancetraining. وأنتجت الشركة عينها لعبة مماثلة هي laquo;غانغنام ستايل دريس أبraquo; التي يمكن الوصول إليها عبر الرابط الإلكتروني التالي: mylostgames.com/play/gangnamstyledressup. ويلاحظ في هذه اللعبة أن الأحصنة هي التي تنهض بمهمة إلباس المغني ثياباً مناسبة للرقصة، بل أنها تتغيّر كلما ضغط اللاعب زراً يظهر أحد هذه الأحصنة.

وتتشابه أسماء الألعاب كثيراً، لكن الشركات المطورة مختلفة، فهناك لعبة laquo;غانغنام ستايلraquo; التي تتمحوّر على مساعدة شخصية laquo;سايraquo; أثناء محاولته التخلّص من الوحش الذي يجري خلفه، وذلك بالقفز فوق المباني. وتتيح هذه اللعبة إمكان التنقل بين مراحل مختلفة.

ولعل أطرف الألعاب هي تلك التي صدرت أخيراً عن المغني جاســــتن بيبــر، الذي كانت أشــرطة أغانيه الأكثر مشــاهدة عالمياً قبل laquo;غانغنام ستايلraquo;. ويظهر بيبر متيّماً بالأغنية الكورية، مع وجود جمع من المعجبات حوله. ويتوجّب على اللاعب مساعدته ليشقّ طريقه للوصول إلى حلبة الرقص ليمارس الرقصة الشهيرة. وتتضمّن هذا اللعبة شيئاً من السُّخرية عبر الإشارة إلى أن المنافسة بين بيبر و laquo;سايraquo; كانت لصالح الأخير. ويمكن تنزيل هذه اللعبة المجانية من مخزن laquo;بلاي غوغلraquo;.

فيروس واستنساخ

مع الانتشار السريع لهذه الرقصة، واجهت مجموعة من الألعاب الإلكترونية المعتمِدة عليها، مشكلات من برامج مكافحة الفيروسات عند تنزيلها، خصوصاً أثناء تثبيتها على الهواتف الذكية، إذ تحاول هذه البرامج في أحيان كثيرة تعطيل هذه الألعاب، مع التحذير من ضرر مُحتمل ربما حاق بالهاتف.

ولأن الحركات الراقصة تقوم على انتقاد حياة الأغنياء في حي laquo;غانغنامraquo; الكوري الشهير وسكانه من فاحشي الثراء وأسلوب حياتهم، عمد كثيرون إلى تقليد فيديو كليب هذه الرقصة، إلى حدّ laquo;استنساخهاraquo; وإعادة انتاجها على طريقتهم الخاصة. وعلى هذا النحو، ظهر فيديو بعنوان laquo;هتلر ستايلraquo;. وبرزت أغنية laquo;مرسي غانغنام ستايلraquo; على موقع laquo;يوتيوبraquo;. واستبدل معدّو هذا الكليب صورة الراقص laquo;سايraquo; بصورة الرئيس المصري محمد مرسي، وأظهروا الأخير راقصاً بين الفتيات، وحوّروا الأغنية لتُصبح: laquo;جرّب مرسي ستايلraquo;، مع كلمات تقول: laquo;عايز أحكم مصر/ وعايز أبني/ وعايز أعمل نهضة/ بس أنا أعدائي كثير... واحد كان في الثورة وأقدم منك في الميدان/ أنا واحد قلبه في كفه وخايف يرجع زي زمان/ تحب أقولك ليه الناس مخنوقة من الإعلان/ خايفين من الكذب عليهم زي ما كان/ وكان يا ما كان الإخوان/ لا استحواذ للبرلمان/ الإخوان لا ملناش في رئاسة مكان/ الإخوان وعد الـ 100 علينا الزام/ الإخوان النهضة في جيبنا من زمان/ دي حاجة تجنن حاجة تغيظ/ كنت فاكر انك فعلا رئيس/ خليك إنت ف... جرب مرسي ستايلraquo;.

ومثلهم فعل البرنامج اللبناني الساخر laquo;شي أن أنraquo; عندما استوحى أغنية laquo;صيدا ستايلraquo;، وجعلها رقصة ساخرة في فيديو على موقع laquo;يوتيوبraquo;. وظهر فيديو آخر بعنوان laquo;سعودي ستايلraquo; الشهيرة أيضاً باسم laquo;أبو سروال وفانيلاraquo;. وهناك نسخة درامية من الأغنية، أعدّتها فرقة laquo;غانغام غزة ستايلraquo; الفلسطينية لعرض مأساة الفلسطينيين في قطاع غزة بأسلوب ساخر.

وتتناول المشاهد الدمار اللاحق بالقطاع وما يعانيه الناس نتيجة الحصار الإسرائيلي البري والبحري، إضافة إلى أزمة الكهرباء، وقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وجذبت الألعاب الإلكترونية الخاصة بأغنية laquo;غانغنام ستايلraquo; كثيرين لتجربتها، على رغم عدم احترافيتها وتقنياتها البدائية، فقد نجحت الأغنية في laquo;هزّraquo; العالم على أنغامها، رغم أن الملايين التي ترددها وترقص على أنغامها لا تفقه منها إلا كلمة أو اثنتين، ومع ذلك استطاعت الألحان أن تكون وسيلة للتعبير يلجأ إليها كثيرون لإيصال أفكارهم ونصرة قضاياهم.