يوسف الشهاب


لم يعرف الاسلام السيف ولا قتل الآخرين من دون حق، ولم يأخذ الكراهية والحقد والبغضاء وتصفية الحسابات طريقا الى انتشار هذه الرسالة الاسلامية الخالدة الطاهرة، ولو كانت الحال كذلك لما كان موقف سيد الخلق، الذي لا ينطق عن الهوى، مع من آذوه في دعوته ولاقى منهم كل عظائم الامور، عليه اطهر الصلاة والتكريم، ماذا تظنون أني فاعل بكم؟! قالوا خيرا، اخ كريم وابن اخ كريم، فما كان منه صلى الله عليه وسلم الا ان قال لهم laquo;اذهبوا فأنتم الطلقاءraquo;. موقف كبير وخالد ونموذج عظيم من نماذج ودروس العفو عند المقدرة يعلمنا اياه خاتم الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم لنأخذه منهجا في حياتنا وسلوكنا.

التفجيرات وعمليات الارهاب التي ينفذها بعض الدخلاء على الاسلام وما ينتج عنها من ازهاق لارواح بريئة او مصابين سواء في بيوت الله او الشوارع، كل هذه ليست من الاسلام بشيء، بل الذين ينفذونها هم شرذمة لبست رداء الدين وراحت تمارس جرائمها تحت شعار الاسلام وهو بريء منها ومن افعالها التي شوهت الصورة الناصعة والرفيعة لمعاني الاسلام سلوكا وعملا وتسامحا ومحبة بين الناس ورحمة.

الدين الاسلامي ليس دين ازهاق ارواح من دون حق، وليس قتل واعتداءات على ابرياء سواء من نساء او رجال او اطفال قال تعالى laquo;ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحقraquo;، فبأي حق تقوم تلك الفئة الضالة بقتل الآمنين في بيوتهم ومساجدهم وطرقاتهم.. وقال تعالى laquo;ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف بالقتل انه كان منصوراraquo;، وقال تعالى laquo;ومن قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاraquo;. من كل هذه المعاني الطاهرة لآيات القرآن الكريم نأخذ ما للقاتل من عذاب يوم القيامة ومن غضب من الرحمن الرحيم الذي نقف بين يديه يوم الحساب، ويأخذ كل واحد منا كتابه بيمينه او شماله ووراء ظهره.

لقد شوهت الفئة الضالة صورة الاسلام في الغرب وأعطته يقينا بان هذا الدين دين قتل، وهو، اي الدين الحنيف، عكس ذلك تماما، هو دين يدخل فيه الناس افواجا، ودين يؤكد الكلمة الطيبة والمجادلة بالتي هي أحسن والمشاورة في الامر والحفاظ على الارواح، دين اعطى للانسان الامن والامان ومنحه الكرامة ورفع من شأنه بين سائر المخلوقات الاخرى، فأين عصابات التدين التي تزهق ارواح الابرياء تحت شعار المسلمين؟ هل هذا هو الاسلام الذي علمهم سادتهم، ام هي الضلالة والجهل وظلام البصيرة؟