عبداللطيف الزبيدي

ما هو دور دولة الإمارات في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الأمة، وما هي مسؤوليتها؟ قد يكون السؤال محرجاً للآخرين، ولكن عدم الطرح مسؤولية أكبر . بصراحة، لا توجد دولة عربية مؤهلة أكثر من الإمارات لهذه المهمة التاريخية .

على من يتحلى بالنزاهة والموضوعية أن ينظر مليّاً إلى قائمة الدول العربية، فهل غير الإمارات دولة تستطيع الاضطلاع بهذا الدور، وحمل هذه الأمانة؟ بصراحة ومن دون نفاق أو مجاملة، ومن غير خجل من التعلم من التجارب الناجحة . العالم العربي يحتاج إلى من يعلمه الإدارة السديدة التي ترسم الخطة وتشق الطريق وتأمن العثار، حتى عندما كبا الاقتصاد العالمي برمته، خرجت الإمارات من الأزمة بأقل الأضرار . استعادت عافيتها وواصلت طريق التنمية الشاملة .

لا خشية من قول الحق والحقيقة، فأغلبية الدول العربية متعثرة اقتصادياً أو سياسياً، وفي أكثر الأحيان تعاني المعضلتين معاً . والتقصير يقع في الحالات جميعاً على سوء الإدارة . فما العيب في أخذ الأخ عن أخيه دروساً مكثفة في هذه المجالات، مع التطبيق والتدريب؟ خلاف هذا ليس سوى مكابرة وإصرار على المسالك المضلة، والأساليب المخلة .

ثمة أمور سيكولوجية يجب تجاوزها، فهي عادات أكلت عليها الحداثة الإدارية وشربت . وإذا ظل بعضهم ترتعد فرائصه، عندما تُذكر له نقائصه، حتى وهو عالق أو غارق أو واقع من حالق، فإن عليه النظر في أيهما أسلم وأقوم: التعلم من أخيه، أم البقاء في الجب الذي هو فيه؟ لكن هذا النوع لا يفتقر إلى حلّ . وهو أن يبدأ تلقّي الخبرة من القطاع الخاص، إذا كان يجد حرجاً في وجود إخوة له في وزاراته ومؤسسات قطاعه الحكوميّ . والرأي الأقرب إلى الصواب هو أن تأتي الخطوة الأولى من دولة الإمارات وألاّ تنتظر من شقيقاتها المبادرة . والمكابرة أسوأ من الفشل .

لا شك في أن تجاوز العراقيل النفسيّة عسير . ولكن درب النجاح والتطوير والتأهيل سيكون أقصر من استقدام الإخوة العرب لتلقي التدريبات الضرورية في الإمارات . والسبب واضح، وهو إيجاد علاج لمشكلات قائمة في مواطنها ومواقعها . يجب التعرّف إلى الخصوصّيات لإيجاد الحلول الخاصة . أليس هذا أفضل وأجمل من الاستعانة دائماً بالخبرات الأجنبيّة، ولكن في إطار ldquo;عقدة الخواجةrdquo; .

لزوم ما يلزم: إذا تحقق هذا، فسوف تكون لدولة الإمارات صفحة ذهبيّة أخرى في تاريخ العرب .