غادة عبدالسلام


قال مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان ان تعيين أحد المدراء الأقوياء في وزارة خارجية بلاده سفيرا جديدا لدى الكويت يؤكد الأهمية التي توليها طهران للكويت.
وأعرب عبد اللهيان في حوار مع laquo;الرايraquo; عن أمله في استمرار العلاقة بين الكويت وبلاده بنفس النشاط والفاعلية من خلال السفراء مشيرا إلى أنه سيتم بعد الانتهاء من الإجراءات الديبلوماسية انتقال السفير الإيراني المعين لتسلم مهام عمله في الكويت.
ولفت عبد اللهيان إلى انه laquo;بالرغم من وجود سوء فهم لبعض القضايا الإقليمية بين الرياض وطهران، الا انه كانت هناك إشارات إيجابية من الجانب السعودي منذ بداية عمل الحكومة الإيرانية الجديدةraquo;، مشيدا على صعيد اخر بتصريحات رئيس الوزراء الإماراتي حول إيران مؤكدا اننا laquo;نبادلهم الشعورraquo;.
وتطرق عبد اللهيان إلى مؤتمر laquo;جنيف 2raquo; المزمع عقده الأسبوع المقبل، مشددا على انه laquo;سواء شاركت ايران في المؤتمر أم لا ستستمر في جهودها ومساعيها الرامية لمعالجة الأزمة السوريةraquo;،مستبعدا ان laquo;تحصل معجزة في جنيف 2raquo;،.
واعتبر أن laquo;الوضع لا يزداد سوءا في سورية لأن جميع الأطراف خلال السنوات الثلاث الأخيرة مارست جميع الممارسات لافشال الجيش السوري والنظام السياسي، ورأت أن لا خيار الا الحل السياسيraquo;.
ولفت إلى أن laquo;ما حصل خلال السنوات الثلاث الماضية في سورية كان تنمية للمجموعات الإرهابية والتكفيرية والتي استهدفت في وقت واحد الحكومة والشعب والمعارضة السورية مضيفاraquo; هذه المجموعات استطاعت بمساعدة بعض الدول الحصول على بعض الامكانات، وحصلت على تجارب ارهابية جديدة في سورية بامكانها ان تهدد الامن في المنطقة والعالم وهذا كان بمثابة خطأ استراتيجي ارتكبه البعضraquo;. وشدد على ان laquo;الأطراف التي تدعم المجموعات الإرهابية والتكفيرية، يمكنها ان تكون مسرحا أيضا لهذه المجموعات الإرهابية، لأننا نؤمن بأن مسألة الأمن لا يمكن أن تتجزأ، كما أن العديد من الدول التي دعمت ارسال السلاح إلى سورية توصلت إلى نتيجة انها اخطأت في تعاملها وانها لعبت بالنار في الواقعraquo;.
وتعليقا على بدء تطبيق اتفاق جنيف بين ايران والدول laquo;5+1raquo; أكد عبداللهيان على ان laquo;حسن النية يقابل بحسن نية وعدم الإلتزام بالاتفاق سيقابل بنفس الطريقة ولكننا متفائلون بالتطبيق خلال الأشهر الست المقبلةraquo;.
وفيما يلي نص الحوار :

bull; رغم وجود سوء فهم لبعض القضايا الإقليمية تلقينا إشارات إيجابيةمن السعودية لتحسين العلاقات
bull; الوضع في سورية يتحسن بعد اكتشاف الأطراف التي سعت لإفشال الجيش والنظام أن لا خيار إلا الحل السياسي
bull; حسن نية الغرب تجاه ملفنا النووي نقابله بحسن نية وعدم الالتزام سيقابل بنفس الطريقة... ولكننا متفائلون
bull; الجماعات laquo;التكفيريةraquo; حصلت على laquo;تجارب إرهابيةraquo; جديدة في سورية ستهدد الأمن في المنطقة والعالم
bull; مستمرون في مساعينا لمعالجة الأزمة السورية سواء شاركنا في laquo;جنيف - 2raquo; أم لا ... ولا نتوقع حصول معجزة فيه
bull; متفائلون بخصوص مستقبل لبنان لكن دعم بعض الأطراف للمجموعات laquo;التكفيرية والإرهابيةraquo; يزيد انعدام الأمن
bull; يهمنا استمرار العلاقة بين طهران والكويت بنفس النشاط والفاعلية من خلال العمل الديبلوماسي

bull; متى سيستلم السفير الإيراني الجديد مهامه لدى الكويت؟
- لقد قدمنا أحد المدراء الأقوياء والملمين بالقضايا الكويتية والإقليمية نظرا للأهمية التي نوليها للكويت، ولا شك أن نفس التوجهات موجودة بالنسبة للدول الأخرى في الخليج.
وما يهمنا استمرار العلاقة بين البلدين بنفس النشاط والفاعلية من خلال السفراء حيث سيتم بعد الانتهاء من الإجراءات الديبلوماسية انتقال السفير المعين للكويت لتسلم مهام عمله.
bull; هل من مباحثات جديدة لحل مسألة الجرف القاري؟
- تم أخيرا عقد اجتماع اللجنة الثنائية العليا المشتركة بين الكويت وإيران برئاسة وزيري الخارجية وطرحت العديد من القضايا في اطار اللجنة العليا ومباحثاتنا مستمرة فيما يتعلق بالأمور المشتركة.
bull; ماذا عن مشاركة السعودية في مباحثات ثلاثية حول الجرف القاري؟
- ان القضايا القانونية تواجه بعض التعقيدات الخاصة، وما يهمنا أن طهران والكويت تحرصان على التعاون في جميع المجالات.
bull; أبدت الكويت سابقا استعدادها للوساطة بين إيران والسعودية، هل ستبحثون الأمر مع المسؤولين الكويتيين على هامش مؤتمر المانحين؟
- العلاقات بين طهران والرياض قائمة ومتواصلة عن طريق القنوات الديبلوماسية، وليس هناك أي مانع لدى طهران والرياض بخصوص استمرار المحادثات والحوار بين الجانبين.
bull; ولكن مع تجديد وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف التأكيد على سعي إيران لإقامة علاقات جيدة مع السعودية،...هل تقرؤون إشارات ايجابية من الجانب السعودي في هذا الخصوص؟
- منذ بداية عمل الحكومة الجديدة في طهران كانت هناك إشارات ايجابية من الجانب السعودي، ونحن نعتقد بوجود بعض سوء الفهم حول بعض القضايا الإقليمية.
ونظرا لوجود الإمكانات الهائلة في الرياض وطهران حول المنطقة والعالم الإسلامي، يمكن معالجتها عن طريق الحوار والتشاور الثنائي لإيماننا بمبدا حسن الجوار مع جميع الدول في هذه المنطقة ولاسيما مع السعودية.
bull; كيف قرأتم التصريحات الإماراتية على لسان رئيس وزرائها أخيرا حول ايران؟
- ان العلاقات بين إيران والإمارات تقوم بداية على أساس المودة وعلاقات التعاون وحسن الجوار ومواقف الشيخ محمد بن راشد كانت ايجابية والشعور متبادل تجاه الأخوة في الامارات ونعتقد أن المجال مفتوح والامكانات كبيرة لتطوير العلاقات بين الجانبين.
bull; ماذا بخصوص استمرار التنازع على الجزر الثلاث والتي تظهر مشكلتها جليا في بيانات مجلس التعاون؟
- العلاقات مع الإمارات ممتازة وسوء الفهم بخصوص أبو موسى يمكن إزالته عن طريق الحوار ومن البديهي ان ملكية جزيرة أبوموسى وجزر طنب الكبرى والصغرى هي للجمهورية الإسلامية للأبد، ونحن أعلنا دوما انه يمكننا إزالة سوء الفهم عبر الحوار الدائم ومستعدون دائما لتطوير علاقات التعاون مع الجميع.
bull; حتى الآن، لم تدع إيران إلى مؤتمر laquo;جنيف 2raquo; بالرغم من تأكيد مختلف الأطراف على أهمية الدور الذي تقوم به، هل برأيك سيؤثر ذلك على نتائج المؤتمر؟
- نعتقد بضرورة مشاركة جميع الأطراف المؤثرة في هذا الاجتماع، وإيران سواء شاركت في المؤتمر أم لا ستستمر في جهودها ومساعيها الرامية لمعالجة الأزمة السورية.
ومن المستبعد ان تحصل معجزة في laquo;جنيف 2raquo; وما يهمنا تقرير المصير المستقبلي من قبل الشعب السوري وان تكون هناك نتيجة للحوار السوري السوري، ونتمنى ان يتم عبر عقد المؤتمر ان يعود الأمن إلى سورية وان يتوقف ارسال السلاح من قبل بعض الأطراف إلى المجموعات داخل سورية، وان تتوفر الإمكانية للشعب السوري لتقرير مستقبله في مسار ديموقراطي.
bull; هل تعتقدون بأن وتيرة الصراع العسكري ستتصاعد مجددا بعد laquo;جنيف2raquo;؟
- إذا كانت الأطراف المختلفة تؤمن بالتسوية السياسية في سورية وتكف عن تدخلاتها في دعم المجموعات الإرهابية، فإن سورية ستكون في مسار آمن، أما إذا لم يكن هناك نتيجة لمؤتمر جنيف 2، واستمرت بعض الأطراف الخارجية في دعمها للمجموعات الإرهابية فالوضع الموجود سيستمر.
لكننا نرى أن الوضع لا يزداد سوءا في سورية لأننا نعتقد أن جميع الأطراف خلال السنوات الثلاث الأخيرة مارست جميع الممارسات لافشال الجيش السوري والنظام السياسي، ورأت أن لا خيار إلا الحل السياسي.
bull; بعد أيام يعقد laquo;جنيف 2 laquo; مع استمرار وجود شروط مسبقة لتنحي الأسد كيف تقرؤون الامر؟
- نرى أن وضع أي شرط مسبق قبل عقد المؤتمر خطأ، فليس بإمكان أحد من الخارج ان يقرر للشعب السوري، ولا بد ان يبذل الجميع المساعي لتسوية سياسية بيد الشعب السوري وأرى أن إبداء الشروط المسبقة لا يزيد المسألة إلا سوءا وتعقيدا ولا يساعد على معالجة القضية وحل المشكلة.
bull; هل هذا ينفي صحة الأخبار عن موافقة طهران على تنحي بشار الأسد شريطة أن يتولى المرحلة الانتقالية أحد الموالين للنظام؟
- مجددا نرى أن الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبل سورية، ووجود سورية في محور المقاومة مهم لنا ونحن ندعم الاصلاحات من قبل الرئيس بشار الأسد ونستمر في دعمنا الشامل لها في محور المقاومة
وما حصل خلال السنوات الثلاث الماضية في سورية كان تنمية للمجموعات الإرهابية والتكفيرية والتي استهدفت في وقت واحد الحكومة والشعب والمعارضة السورية، وهذه المجموعات استطاعت بمساعدة بعض الدول الحصول على بعض الإمكانات، وحصلت على تجارب ارهابية جديدة في سورية بإمكانها ان تهدد الأمن في المنطقة والعالم وهذا كان بمثابة خطأ استراتيجي ارتكبه البعض.
bull; هل ساهمت ايران في إيجاد حلول مواتية لتشكيل حكومة لبنانية جديدة؟
- مسألة تشكيل الحكومة شأن لبناني داخلي، ونحن نعتقد بإمكانية جميع القوى اللبنانية وفي ظل وفاق وطني ان يقرروا الوضع الداخلي اللبناني دون أي تدخل ايراني بخصوص القضايا الداخلية اللبنانية.
bull; هل انتم متفائلون باستتباب الأمن في لبنان بعد تشكيل الحكومة؟
- متفائلون بخصوص مستقبل لبنان، وفي المجال الأمني وبسبب وجود بعض الدعم من قبل بعض الأطراف للمجموعات التكفيرية والإرهابية، فهناك نوع من ازدياد انعدام الأمن في بعض الدول في المنطقة من سورية والعراق ولبنان ويمكن ان يمتد الأمر لدول أخرى.
وأرى أن الأطراف التي تدعم المجموعات الإرهابية والتكفيرية، يمكنها ان تكون مسرحا أيضا لهذه المجموعات الإرهابية، لأننا نؤمن بأن مسألة الأمن لا يمكن ان تتجزأ فالعديد من الدول التي دعمت ارسال السلاح إلى سورية توصلت إلى نتيجة انها اخطأت في تعاملها وانها لعبت بالنار في الواقع.
bull; يشهد الأسبوع المقبل بداية تطبيق اتفاق جنيف بين إيران والدول الكبرى...هل انتم متفائلون بالتزام جميع الأطراف بتنفيذ الاتفاق؟
- تم التوصل لاتفاق سيتم تنفيذه وكل شيء مهيأ للتنفيذ، وهناك الآن حديث عن استمرار الحديث والمباحثات للوصول إلى نتائج فإذا لمست إيران حسن نية من الآخرين واذا أوفى الآخرون بوعودهم، سيكون هناك تنفيذ من ايران بحسن نية.
ولا شك ان وضع العراقيل وعدم الوفاء بالإلتزامات سيعامل بنفس الروح والطريقة، لكننا متفائلون بتطبيق الاتفاق خلال الأشهر الستة المقبلة.
bull; هناك توجه وترحيب أوروبي لفتح سفارات لدى طهران باستثناء الملاحظات الفرنسية، كيف تنظرون للموقف الفرنسي المعارض للانفتاح على إيران؟
- من بين مجموعة الدول الأوروبية لاحظنا بعض الأحيان وجود المواقف الأكثر تشددا من قبل فرنسا، وبعض المواقف تم اعلانها عبر أشخاص، وبالرغم من ذلك هناك مباحثات بناءة بين طهران وباريس في القضايا الثنائية والإقليمية، ونعتقد انه اعتمادا على الحوار وإزالة سوء الفهم يمكن رؤية مواقف ايجابية وبناءة من قبل فرنسا في القريب العاجل.