مصطفى عبدالغنى

&

&
مازالت الأمية الثقافية لدينا تستحوذ على مساحات شاسعة من العقل العربى، وتفسر الكثير من القضايا الإشكالية على انها قضايا صنعناها نحن لانفسنا وليس الآخر سواء الصهيونى الذى يقبع على الارض العربية فى فلسطين أوالغربى الذى يستحوذ على مساحات شاسعة من مناطق النفوذ الصهيونى ضدنا.. نتحدث عن هذه «الامية» الثقافيةالتى نعانيها هنا، وهى الحالة التى تفسر الكثير من اشكاليات الصراع الذى ينشب بيننا وبين الآخر وهو صراع نصنعه لانفسنا..


ليس هذا حالة تبرير حالة الازمات التى نعيشها وانما هو تفسير الكثير من الازمات والقضايا التى نصنعها نحن هنا؛ والآن لانفسنا، والازمات كثيرة، اكبر من ان تحدد او تتعدد، منها على سبيل المثال نحن امام قضية الموقف العربى من العدو الصهيونى، فمن يراجع شبكات التواصل الاجتماعى ووسائط التواصل الرقمى بل ومايمكن مراجعته من فيديوهات وصور.. الى غير ذلك يلحظ ان هذه الأمية تستولى على كثير من خلايا العقل العربى خاصة لدى النخبة، سواء امتد تيارهم من اقصى اليمين (الحركات الإسلامية) أو بقية المساحات الفكرية والسياسية فى العقل العربى اليوم، ومن يراجع قائمة القضايا وما اكثرها يلحظ تغلغل هذه الامية الثقافية التى تنال من عدد كبير من علماء الدين ومن مثقفينا ومن اعلاميينامن شتى التيارات، ان مثقفينا وعلماءنا يتحدثون كثيرا عن الصهيونية الاستعمارية واعلامها دون ان يفرقوا فى المنطق الحديث بين الصهيونية كسمة تنتمى الى التوظيف السياسى والبراجماتية الغربية فى شتى صورها وبين الدين اليهودى خاصة ما يحركه فى الغرب اللوبى اليهودى «ايباك»، اننا من اقصى اليمين نلحظ هذا الخلط المشين لعديد من الدعاة حين يتحدثون عن صهاينة القدس على انهم هم (يهود) القرآن الكريم، رغم ان عديدا من الدراسات الغربية والعربية اكدت ومازالت تؤكد فى المضارع -..بمالايدع مجالا لشك؛ ان البحث «الانثربولوجي» لمن يحتل فلسطين الآن ليس لهم اى علاقة بيهود التوراة او الانجيل او القرآن.. مازلنا نذكر صيحات العريان قبل ان تتوارى دولة الاخوان بعودة اليهود........

ومازلنا نعاين كتابات الكثير من مثقفينا واعلاميينا من ترديد الغضب على اليهود، وكأن من يحتل فلسطين اليوم، ومن يدمرون غزة ومن يدمرون القدس هم يهود التاريخ الذين جاءوا من الماضى، ويحملون اسلحة الدمار، ومن يسعى بعضهم وهم يرتدون الزى اليهودى بدور رجال الدين التقليديين بحركات غامضة على جدران القدس وعلى جثث اطفال الفلسطينيين. الغريب فى الامر مايحدث هنا ممن يمثلون العقيدة.

احد الدعاة عندنا يردد آيات قرآنية مختارة شملت جمل تخصيص إلهية بشأن مفهوم «ارض الميعاد» ووعدالله بها الى الشعب العبرى فى فلسطين التاريخية العربية، وتشير التقارير السرية والعلنية إلى ان بعض هؤلاء الدعاة راح يحدد عددا من الآيات القرآنية التى تريد التأكيد كذبا على ملكية من يحتل فلسطين اليوم للارض، الاكثر من هذا(وبين يدينا الكثير مما يؤكد ان المؤامرة نصنعها هنا..) ما يتردد من نجاح البعض فى تأكيد ذلك

الطرف العربى الآن الذى يتزيابزى الدعاة ورجال الدين (ليس فى العقيدة رجال دين وانما علماء)..هذا الطرف العربى يقدم للطرف الآخر اكثر ممايحلم به فى وقت تؤكد فيه حركة الصهاينة ومواقفها على العداء القائم بين الحركة الصهيونية(الامبريالي) والمشروع العربى المقاوم.. ولا نحتاج الى التنبه الى مايحدث اليوم فى غزة وخارجها فى الارض العربية المحتلة.
&