عبد المعطى أحمد

&

&

&

&

هل الولايات المتحدة الأمريكية جادة فعلا فى محاربة الإرهاب ؟ وهل قيادتها للتحالف الذى يضم نحو ستين دولة يستهدف القضاء على تنظيم «داعش» ؟ومامدى الجدية فى ذلك ؟ وهل هناك احتياج فعلا إلى هذا الحشد الدولى الضخم للقضاء على هذا التنظيم أم أن الحرب ضد داعش هى ستار لإخفاء أهداف ونوايا أخرى للقوى العظمى وأهداف أكثر خطورة تسعى إلى تحقيقها فى المنطقة ؟ وهل الولايات المتحدة والدول الغربية التى تدور فى فلكها حريصة أو معنية بالدين الإسلامى ورفع لوائه ،ونشر دعوته ،وإقامة دولته ؟!


المتأمل للمشهد لايمكنه أن يفسر الظهور والصعود المفاجئ لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام الذى غير اسمه فى نهاية يونيو2014 إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» داعش وانتشاره السريع فى مسرح عمليات واسع يمتد من شمال ووسط سوريا إلى وسط العراق إلا بتدخل قوة محركة تملك القدرة على الاستطلاع الجوى وتخطيط المعارك والعمليات على نحو مدرك لجغرافية مسارح العمليات ولمناطق تمركز القوات أو وحدات تأمين الأهداف الحيوية المستهدفة ومن المؤكد أن داعش يحصل على معلومات استخبارية مهمة تمكنه من إجراء تقدم على الأرض وربما لاتستطيع القيام بهذه المهمة سوى أحد الأجهزة المخابراتية العالمية شديدة التقدم بالإضافة إلى أن هناك تساؤلات أخرى تتعلق بمصادر التمويل والتسليح سواء كانت إقليمية أودولية . ورغم أنه لاتوجد معلومات دقيقة حول الأعداد الحقيقية لداعش ،الا أن معظم التقديرات تشير إلى أنها تتراوح مابين عشرين وثلاثين ألف شخص ،وبالتالى لسنا فى حاجة إلى تحالف دولى يضم ستين دولة لمواجهتهم ،ولكن كل هذه المبالغة فى خطورة هذا التنظيم وراءه مخطط أمريكى هدفه إضعاف قوة الدول العربية واستنفاد قواها العسكرية خاصة دول الخليج .

إن أى متابع يلاحظ أن امريكا تحركت لتوجيه ضربات جوية ضد داعش فى منطقة واحدة وهى المنطقة التى اقتربت فيها داعش من مناطق آبار البترول فى كركوك وأربيل الخاضعة للنفوذ الكردى ،ولهذا اتجه التسليح الغربى إلى القوات الكردية ،بينما لم تتحرك أمريكا لتوجيه أى ضربات جوية لداعش فى المناطق الأخرى سواء فى الموصل بالعراق أوفى سوريا .

إننى أتفق مع كل المحللين السياسيين الذين يرون أن الهدف الحقيقى من ذلك التحالف المشبوه هو ضرب الشقيقة سوريا واسقاط نظامها وتفتيت وحدتها عن طريق اقتطاع جزء من أراضيها تزرع فى خاصرته ميليشيات مسلحة باسم الإسلام السياسى توطئة لتقسيم سوريا بعد الفشل فى تحقيق ذلك عن طريق الفصائل المسلحة العميلة التى مازالت تعمل على الأرض تحت لافتة «المعارضة السورية « ،وذلك كله فى إطار مؤامرة الشرق الأوسط الجديد التى تستهدف الأرض العربية كلها .

ومن العيب أن تصدق أمة العرب المزاعم الأمريكية أو تؤازرها أو ترحب بها بأى شكل.

إن واشنطن مازالت تؤكد أن مواجهتها أومواجهة التحالف الدولى لداعش سوف تطول وتستمر لعدة سنوات .كما أن القيادات العسكرية الأمريكية تشدد على أن الضربات الجوية فقط لن تهزم داعش ،فهل أمر داعش يقتضى كل هذه السنوات ؟وهل داعش وحدها الإرهابية ؟وما هو الموقف الأمريكى من الفصائل الأخرى مثل :النصرة ،وبيت المقدس ،وأنصار الشريعة ، فجر ليبيا، الذين يمارسون الإرهاب وخرجوا جميعا من عباءة الإخوان وحسن البنا كل مايحدث الآن من طلعات جوية أو صاروخية أو مدفعية من جانب التحالف الغربى ضد داعش فى العراق وفى سوريا ماهو إلا عملية تأديب وتهذيب ولن تصل أبدا إلى حد القضاء على هذا التنظيم تماما والواقع يقول إنه ليست هناك استراتيجية أمريكية حقيقية لمواجهة داعش ،بل هناك محاولة لاستثمار الوضع الحالى لتحقيق أهداف سياسية فشلت امريكا فى تحقيقها خلال السنوات الماضية .

إن مجرد الظن بأن الولايات المتحدة جادة فى محاربة داعش وهم كبير ،ذلك أن مايجرى ماهو إلا شو أمريكى له أهداف غير تلك المعلنة ،وهو فى حقيقته لايحقق إلا المصالح الصهيو أمريكية ،ولاتنسوا أن داعش صناعة أمريكية وحصان طروادة أمريكى جديد .

&