عبدالعزيز السويد

مع جريمة احتجاز رهائن في مقهى أسترالي، والكشف أن الإرهابي الذي قام بهذه الجريمة إيراني الجنسية، حرصت وسائل الإعلام الغربية وتبعتها بعض العربية، على الإشارة إلى أنه شيعي المذهب تحول إلى المذهب السني ومعجب بالبغدادي زعيم «داعش»، والسبب أن المواصفات «الغربية» المعترف بها حالياً للإرهابي تشترط أن يكون سنياً أولاً، ويفضل أن يكون عربياً، ثم يمكن وضعه في إحدى القوائم المتعددة لأسماء جماعات إرهابية انشقت أو توالدت من تنظيم القاعد الأساس.


«داعش» هو الماركة المسجلة والنشطة حالياً، وهو يقوم بدور دموي «رائد» وفتاك لصناعة اسم رنان للماركة الإرهابية المسجلة، مع استبعاد الاختصار من «داعش»، إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وزاد الأمر طرافة أن رئيس الوزراء الأسترالي أخبر عن اعتلال نفسي يعاني منه الإرهابي، وقد يكون كذلك، لكن هذا التوضيح ليس عادة غربية! ثم دخل متحدث باسم الحكومة الإيرانية على الخط قائلاً ما معناه: «سبق وقلنا لكم عن هذا الشخص».


تساءلت هل سيقبل البغدادي متطوعين إيرانيين للمساهمة في الجرائم التي يرتكبها باسم الإسلام ويدفع ثمنها السنة من المسلمين في العراق وسورية، أتوقع أنه سيقبل بشرط أن يكونوا من سنة إيران مما يضيف بعداً آخر في الداخل الإيراني، يعطي مزيداً من المبررات لسلطة الملالي بأن تفعل ما تفعله في العراق وسورية واليمن.


يتم وضع السنة بين فكي رحى، وفي العراق نموذج دموي لطحن السنة، التهجير والترويع الطائفي قائمان على قدم وساق وسط صمت دولي وفاعلية إيرانية على الأرض. تستثمر إيران هشاشة وفرها «الربيع العربي»، يمكن القول إن طهران إقليمياً أكثر من حقق مكاسب من هذا الربيع الملوث، وهي في سباق مع الزمن لاستثمار الخبث والتقلب الغربي ممثلاً في سياسة واشنطن من بوش الابن إلى أوباما. كان لإيران ثأر مع نظام صدام حسين في العراق، والآن أصبح للعرب مجتمعين ثأر معها.

&


&