جهاد الخازن

من أميركا إلى مصر، مروراً بروسيا وغيرها.

&

أخيراً هناك إيجابية في السياسة الخارجية الأميركية، وهي حتماً بعيدة من العرب والمسلمين، فبعد 50 سنة من المقاطعة والحصار، اتفقت الولايات المتحدة وكوبا على تبادل جواسيس وإعادة العلاقات الديبلوماسية كاملة بين البلدين ورفع كوبا عن قائمة الدول التي تؤيد الإرهاب وإلغاء القيود على السفر والتجارة.

&

هو إنجاز يُشكر عليه الرئيسان باراك أوباما وراول كاسترو، وأيضاً البابا فرنسيس الذي حضّ الجانبين على الاتفاق فكانت المفاوضات السرية بينهما في كندا والفاتيكان.

&

أريد أن أسجل شيئاً للقارئ العربي، الجواسيس الكوبيون كانوا خمسة أفرِج عن اثنين منهم في السنوات الأخيرة، والمبادلة شملت ثلاثة في سجون أميركا في مقابل الأميركي آلان غروس. «نيويورك تايمز» قالت في خبرها الرئيسي عن الاتفاق إن غروس عامل إغاثة أو مساعدة. إلا أن «واشنطن بوست» قالت في خبرها عن الموضوع (حرفياً): غروس أرسِل إلى كوبا ليوزع سراً أجهزة كومبيوتر على أعضاء الجالية اليهودية هناك كجزء من برنامج أقرّه الكونغرس للتشجيع على نشر الديموقراطية.

&

الكلمتان الأخيرتان كذب بعد الصدق عن غروس ويهود كوبا. فالولايات المتحدة تعاملت مع كل ديكتاتور ونظام فاشستي في أميركا اللاتينية عبر عقود ولم تشجع على بناء الديموقراطية في أي بلد.

&

الآن هناك إيجابية واحدة يتيمة في السياسة الخارجية الأميركية يقابلها ألف موقف معادٍ للعرب والمسلمين، أو مؤيد لإسرائيل وهي تقتل أطفال غزة بالجملة (517 في عشرة أيام) وشباب الضفة بالمفرّق (واحداً في اليوم) وتحتل وتدمر وتشرد.

&

هل يعرف القارئ العربي أن مجلس النواب الأميركي أقرّ هـذا الشهر قـانون الشراكة الاستراتيـجيـة للعام 2014 بـيـن الولايـات المتـحدة وإسرائيل؟ وكان مجلس الشيـوخ أقـر الاتـفاق فـي أيـلول (سبتمبر) الماضي بالإجماع... نعم بالإجماع.

&

الفلسطينيون يؤيدهم العالم كله، وموقف البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي كان صفعة لإسرائيل والكونغرس الأميركي، وإسرائيل يؤيدها مجلسا الكونغرس بعد أن اشترى لوبي إسرائيل الأعضاء، وكان عاملاً أساسياً في صدور الشراكة الاستراتيجية، بالتعاون مع أعضاء يهود أميركيين يؤيدون حكومة الجريمة في إسرائيل مثل السناتور بربارة بوكسر، الديموقراطية من كاليفورنيا التي كانت من رعاة الشراكة وأعلنت أنها «فخورة بأن مجلسي النواب والشيوخ تحدثا بصوت واحد في إقرار قانون يعزز العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل».

&

في الوقت نفسه كان مجلس التحرير في «نيويورك تايمز» الذي يضم ليكوديين معروفين يهاجم مصر لأنها منعت باحثة أميركية هي ميشيل دون من دخول مصر، ويذكّر القراء بأن الولايات المتحدة أقرت في اليوم السابق مساعدات عسكرية لمصر بقيمة 1.3 بليون دولار في السنة. هذا الكلام وقاحة أو فجور، فالمساعدات لإسرائيل وليست لمصر، وهدفها أن تبقى مصر في معاهدة السلام، وكل كلام آخر يناقض حقيقة مسجلة بالصوت والصورة فالمساعدات الأميركية لمصر تبِعت توقيع معاهدة السلام. مصر أقوى منهم جميعاً. هم يحتاجون إليها وهي لا تحتاج إلى كونغرس عميل أو صحافي ليكودي.

&

عصابة الحرب والشر الأميركية تهاجم الرئيس فلاديمير بوتين وتتوقع نهايته، وأنا أتوقع له البقاء والمستقبل هو الحكم بيننا. هم شامتون لسقوط الروبل بعد سقوط أسعار النفط، ويعتقدون أن أزمة ستطيح بالرئيس الروسي.

&

بوتين سيزور مصر قريباً وأقترح عليه أن يبيع المصريين مئة رأس نووي، وأن يبيع المملكة العربية السعودية مئة رأس نووي آخر. هو بمثل هذه الصفقة يكسب بلايين الدولارات لبلاده، وينتقم من الذين يتوقعون سقوطه وانهيار روسيا. أرجو أن يسمع بوتين نصحي.
&