حدد زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري خريطة طريق من 6 نقاط لمواجهة المخاطر على لبنان، تبدأ بأولوية انهاء الفراغ في الرئاسة الأولى «لأن انتخابات نيابية من دون وجود رئيس للجمهورية تعني حكومة مستقيلة حكماً واستحالة تشكيل حكومة جديدة... وتعني مجلس نواب من دون رئيس مجلس»، محذراً من دخول لبنان في سيناريو انهيار تام للدولة.&

وردّ الحريري بطريقة غير مباشرة على اقتراح زعيم «تكتل التغيير والإصلاح النيابي العماد ميشال عون تعديل الدستور لانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب وعلى دعوات مشابهة، فاعتبر ان محاولة القفز فوق اتفاق الطائف خطوة في المجهول لا تضيف الى الواقع الراهن سوى المزيد من التعقيد والانقسام والفراغ».

وشدد على أن «جعل الرئاسة رهينة الاقتراع الطائفي والمحميات المذهبية ورهينة لمتغيرات خارجية تراهن على تعويم النظام السوري هو ضرب من ضروب المغامرة بالمشاركة الوطنية وقواعد المناصفة التي كرسها اتفاق الطائف والتي لا نجد لها بديلاً مهما تبدلت الظروف».

وقال الحريري: «نحن عامل مساعد لانتخاب الرئيس ولسنا العامل المقرر»، معتبراً ان «العامل المقرر هو توافق المسيحيين على مرشح ونحن نوافق عليه سلفاً»، لكنه عاد فأكد «أننا لم نعد نستطيع ان نتفرج على تعطيل دائم للنصاب بحجة غياب التوافق المسيحي».

وإذ أعلن عن «مشاورات ستبدأ مع حلفائنا في 14 آذار وخارجها للبحث في انهاء الشغور الرئاسي»، أقر الحريري «بصعوبة عزل لبنان عن مخاطر الانقسامات الطائفية والمذهبية في جزء كبير من العالم العربي»، ودعا الى «إقامة سياج سياسي وأمني يحميه من العواصف المحيطة مع استمرار مشاركة حزب الله في الحرب السورية».

وحدد الحريري في هذا السياق نقاط خريطة الطريق الست، التي تتدرج بدءاً من: «إنهاء الفراغ الرئاسي، تشكيل حكومة جديدة على صورة الحالية تدير المرحلة مع الرئيس الجديد، انسحاب حزب الله من الحرب السورية، إعداد خطة وطنية لمواجهة الإرهاب باعتباره مسؤولية وطنية لا مسؤولية طائفة أو جهة، وضع خطة طوارئ لمواجهة أزمة نزوح السوريين إلى لبنان، وأخيراً إجراء الانتخابات النيابية في المواعيد القانونية وتجنب التمديد للبرلمان».

ورفض ان «تتحول مواجهة الإرهاب مذهبية، طرفها الأول التنظيمات والخلايا التي تنتمي الى القاعدة وداعش وطرفها الثاني حزب الله الذي صار جزءاً من منظومة الدفاع عن نظام بشار الأسد الذي اختار ان يرمي بشره على الآخرين ويؤدي اليمين لولايته الزائفة بصفته نيرون العصر». وانتقد «تبادل الخدمات الأمنية والعسكرية بين حزب الله وجيش النظام السوري على حساب السيادة اللبنانية حيث نشهد كل يوم قصفاً سورياً للأراضي اللبنانية».

واعتبر «الكلام عن حاضنة للخلايا الإرهابية في الوسط السني» بأنه «مشبوه»، مشيراً الى محاولات تزوير انجازات الخطة الأمنية على انها موجهة ضد السنّة، والى «تجاوزات وقعت من بعض الأجهزة مرفوضة وتتم معالجتها». وقال انه لن يسمي «من يمارس الضغط للإفراج عن المرتكبين في طرابلس لكن فهمكم كفاية».

وجاء كلام الحريري في خطاب متلفز جرى بثه في افطارات عدة أقامها «المستقبل» في عدد من المناطق اللبنانية.
&