قال مع محمد بركة العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي إن ما يسمى بـ يهودية الدولة هو ما مطبق على الأرض منذ العام 1948 وحتى يومنا هذا، وما نشهده في السنوات الأخيرة، هو تصعيد في التشريعات والسياسات، ليعزز هذا التعريف العرقي العنصري، وهذا يتمثل بسلسلة قوانين تفضيل اليهود علينا نحن العرب، في قضايا المواطنة والحقوق المدنية اليومية، تحت تسميات كثيرة، مثل تفضيل خدمة جيش الاحتلال، وغيرها، علاوة على أن المؤسسة الحاكمة سعت منذ اللحظات الأولى للإعلان عن اقامة اسرائيل، الى مصادرة 95 من الأراضي التي كانت بملكية العرب في وطنهم. وقال بركة في تصريح ل الزمان اننا نعايش هذا المخطط على الأرض على مر الأجيال، وجديد الأمر هو أن اسرائيل تريد منا ومن حركة التحرر الوطني الفلسطيني، الاعتراف بالمبدأ الذي بنت الصهيونية نفسها عليه، وهو عدم حقنا في وطننا، وبطبيعة الحال هذا لن يمر. وقال انه في اطار هواجس الصهيونية حول يهودية الدولة , يجري اعداد ورقة قانونية خطيرة للغاية في وزارة الخارجية الاسرائيلية لتبرير وتنفيذ ما يسمى بالتبادل السكاني بمعنى أِجراء مقايضة بين جزء من ابناء شعبنا الفلسطيني في إسرائيل بالمستوطنين والمستوطنات في الضفة الغربية لضمّهم الى السيادة الاسرائيلية.


واوضح بركة نعم نستطيع القول إن هناك انحسارا كبيرا جدا لقوى السلام في اسرائيل وفي حجم قوى السلام في الشارع الاسرائيلي مقارنة مع فترات سابقة، وخاصة في فترة انتفاضة الحجر الفلسطينية 1987 1992 ، ولهذا سلسلة من الأسباب والعوامل الداخلية في اسرائيل.


وعلل عرفة ذلك قائلا في تصريحه ل الزمان انه الخطاب الرسمي الاسرائيلي وبخاصة اليميني المتطرف نجح في غسل دماغ شامل للمجتمع الاسرائيلي للتوصل الى قناعة مفادها ان الفلسطينيين لا يناضلون ضد احتلال اسرائيل انما ضد وجود الاسرائيليين مستغلين في سبيل ترويج هذه الفرية ممارسات فلسطينية خاطئة في فترة الانتفاضة الثانية بعد العام 2000.
واكد ان القضية الثانية هي ان الاسرائيلي المتوسط لا يشعر بان الاحتلال مكلفا له لا اقتصاديا ولا دوليا سياسية ولا حتى شخصيا في ظل خفوت المقاومة الشعبية الفلسطينية وفي ظل خفوت اصوات مقاطعة الاحتلال ومنتوجاته على الصعيد الدولي وفي ظل الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري الي تتلقاه اسرائيل من الغرب عموما ومن امريكا خصوصا وفي ظل الانشغال العربي الشامل بالهمّ الوطني وهبوط مكانة الهموم القومية. بودي ان أشير الى امر آخر، وهو وضعية الساحة الفلسطينية الداخلية من حالة انقسام أرهقت الشعب الفلسطيني، وزادت من تراجعه عن المقاومة الشعبية الجماهيرية الواسعة، في مواجهة الاحتلال، ويضاف الى هذا، ما يجري من سعي دول كبرى ومراكز تأثير عالمية وعربية، الى تغييب مكانة القضية الفلسطينية كقضية الصراع الاقليمية الاولى، إن لم تكن العالمية، فلننظر الى حولنا ونعرف أن الحس تجاه القضية الفلسطينية عربيا تراجع، وليس فقط بسبب الأحداث في عدد من الدول العربية. وهذه الأجواء تنعكس على مستوى اهتمام الشارع الاسرائيلي بحل الصراع.


واضاف بركة نحن في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، نعتمد على مبدأ الشراكة على اسس كفاحية نضالية حقيقية ضد سياسة الحرب والاستيطان والتمييز العنصري، وفي صفوف الجبهة وقيادتها أعضاء يهود من مناصري القضية الفلسطينية، ويتبنون المشروع الوطني الفلسطيني القائم على حل الدولتين على أساس حدود 1967، وما فيها من حلول للمسائل الجوهرية، اللاجئين والقدس وغيرها. واكد بركة ل الزمان التي ان نضالنا اليومي ضد سياسة التمييز العنصري لم يتوقف منذ ايام النكبة وحتى اليوم، وقد سطرنا معارك نضالية، منها ما بات على مستوى عربي وعالمي، واقصد بذلك يوم الارض الخالد 1976، الذي ما نزال نحيي ذكراه، ويشرفني أن ذلك اليوم كان يوم المواجهة والصدامية الميدانية الاولى لي، كشاب في مقتبل العمر، إذ كنت من بين أول عشرات الشباب الذين لوحقوا حتى قبل اندلاع أحداث ذلك اليوم المشهود.

&