الأسد لا يريد «الصفح» مبكراً عن قيادة حماس& وحزب الله& في& المناورة لدعم الجهاد الإسلامي… وعيون إيران على «الضفة الغربية»


بسام البدارين


&

&

&

&دعوة إيران لتسليح أهالي الضفة الغربية والموقف الذي سجله حزب إلله اللبناني في مناصرة المقاومة الفلسطينية في غزة منطلقا من حساباته الداخلية والإقليمية بين سلسلة لا متناهية من المؤشرات التي تؤسس لدينياميكية غير مسبوقة في مستوى التحالف والإصطفاف في كل أرجاء المنطقة.


حزب ألله وحسب مصادر في تيار المستقبل يلعب سياسيا بورقة المقاومة الفلسطينية هذه الأيام وإتصالات الأمين العام حسن نصر ألله مع كل من خالد مشعل ورمضان شلح جزء من المناورة المستجدة على أساس القناعة أن «السمعة السيئة» للحزب في الداخل اللبناني خصوصا بعد مشاركته الحيوية في الحرب الأهلية السورية لصالح نظام بشار الأسد قد تتطلب مماحكة إسرائيل او الإحتكاك فيها.
السر في رأي خبير بارز يكمن في تلك العبارة التي رددها مرتين أمين عام حركة الجهاد الإسلامي الشيخ رمضان شلح عندما إستضافته قناة الميادين حيث قال أن المقاومة اللبنانية تقف سياسيا مع شقيقتها الفلسطينية مشيرا لإن الموقف هنا قد يتجاوز «التعبير السياسي».
يعتقد في السياق وعلى نطاق واسع ان «القذائف الموجهة» التي تستخدمها سرايا القدس التابعة لشلح في غزة هي عبارة عن «تقنية إيرانية» وشلح نفسه يلمح في الإتصالات الجانبية لوجود «تقنيات أخرى» مخبأة حسب مسار المعركة وعلى أساس أن المقاومة «لن تكشف كل أوراقها».


الإنطباعات التي ينتجها قصدا الدكتور شلح تلفت النظر إلى الوقائع الطازجة والمستجدات التي أنتجها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فقد إستفسرت شخصية أردنية مؤيدة لنظام بشار الأسد مؤخرا من الرئيس نفسه عن موقف نظامه من العدوان الإسرائيلي فأصر على التمييز ما بين دعم حركة حماس سياسيا وبين دعم «فصائل المقاومة» الأخرى على الأرض.
وهنا يشدد الأسد على الجملة التي لا تريد أن «تغفر» لقيادة حماس السياسية خذلانها له في الحرب السورية الداخلية منذ أكثر من ثلاثين سنة وهي أدبيات يرددها الموالون والمناصرون في عمان لبشار الأسد هذه الأيام وهم يجتهدون في «التفريق» بين محور خالد مشعل في قطر وزعامة المكتب السياسي والجناح المسلح داخل حركة حماس في القطاع.
معنى الكلام واضح هنا فحزب ألله وطهران ودمشق ثلاثة أطراف تدعم وبقوة تعزيز دور وحصة ونفوذ حركة الجهاد الإسلامي في الميدان في القطاع الملتهب مع محاولة عزل كتائب القسام عن إطار الحركة السياسي.
وفي الوقت الذي يتواصل فيه الشيخ حسن نصرألله هاتفيا مع مشعل تبدو دمشق مستعدة لمناقشة فكرة «الصفح» عن حماس لكن ليس في وقت مبكر بعد إنتهاء غبار المعركة الحالية وقراءة الخارطة التي ستعيد تشكيلها.
في المقابل تقصد حزب ألله التزمير والتطبيل عبر قناتي الميادين والمنار لموقفه السياسي المساند وبقوة سياسيا وإعلاميا فقط للمقاومة الفلسطينية لكنه موقف للإنفاق في السوق الداخلية في لبنان حسب تقييم لتقرير إستراتيجي إطلعت عليه قيادات تيار المستقبل ولحقت به التسريبة التي تقول أن حزب ألله «يستفتي» القيادات «السنية» في بيروت بشان إنضمامه للمعركة ميدانيا لصالح المقاومة الفلسطينية.
المنار تلتقط ما هو جوهري في رسالة إيران بخصوص الضفة الغربية وهي تفرد مساحة بث متكاملة لتطورات الإحتجاجات الشعبية في الضفة الغربية التي بدأ إسمها يتردد في أروقة الخطاب الإيراني الإعلامي والسياسي.
إتصالات حزب إلله تبدو في كل الأحوال مناورة سياسية يمكن ان تتطور حسب مسارات وإتجاهات الواقع الميداني على الأرض فالتحرش بإسرائيل كان ولا زال هدفا لحزب ألله الذي اجهزت مشاركاته في الحرب ضد الشعب السوري على سمعته الداخلية في لبنان.


في كل الأحوال الجزء المقاوم من المعادلة الحزبية اللبنانية وإيران معا في ما يمكن تسميته بـ «المحور الثالث» بعد ان إتضح أن كلا من مصر والإمارات والسعودية بالإضافة للأردن في محور يقلص من تدخله ضد إسرائيل رغم عدوانها فيما تركيا وقطر في محور الدعم المباشر للمقاومة الإسلامية في قطاع غزة.

&