حسن عبدالله عباس

تعامل الولايات المتحدة الاميركية مع القضية الفلسطينية واسرائيل لا يمكن حملها الا على اثنتين: اما انها غبية للغاية او لعينة للغاية!

فمن غير المعقول ان تستخدم أميركا كل هذه الفيتوات بحق اسرائيل، اسرائيل التي استحلت بلاد المسلمين منذ 1948، واسرائيل التي تذبح الفلسطينيين بدم بارد، واسرائيل التي تستخدم الاسلحة المحرمة، واسرائيل التي تحتل جيرانها بكل هدوء، واسرائيل التي تنتهك حقوق الانسان بصورة دورية، واسرائيل التي مسحت القوانين الدولية ومجلس الامن بالارض، واسرائيل التي لا تحترم المحكمة الدولية، واسرائيل التي لا تستحق صفة سوى انها لقيطة لانها استباحت كل شيء من دون رادع، ومع ذلك تحصل على كل هذه الرعاية والمساندة الاميركية. طبعا هذا من دون ان نأتي على ذكر باقي الشوائب والايذاءات بالنسبة للامريكان انفسهم، كقضايا التجسس والمساعدات المباشرة وغير المباشرة من على ظهر دافع الضرائب الاميركي، وخلافه من ضغوطات!

فبرغم كل ذلك، ما زال هذا الكيان السرطاني يحظى بالخصوصية والرعاية المميزة. لا اريد ان ابسط المسألة، فنعلم ان الادارة والسياسة الاميركية معقدة للغاية ولإسرائيل قوة لا يمكن الاستهانة بها لأسباب مختلفة. لكني فقط انظر بشكل مبسط للصورة كي اشرح وجهة نظري لما يحصل امامنا من ارتباط غير منطقي جدا. فأميركا إما انها غبية للغاية كونها مستعدة لتتحمل كل ذلك حتى لو على حساب مبادئها واقتصادها وسمعتها الدولية، وتصدق ان هذه الجرائم الاسرائيلية دفاعا عن النفس، وان حماس تستخدم الناس كدروع بشرية، وتصدق مع ان ابســــط طفل يمــــسك الورقة والقلم ويحسب توزيع مساحة الارض على عدد السكان، يستطيع ان يستوعب الكثافة ويعي ندرة المساحات المتوافرة كمخابئ الناس وكي يهربوا من جحيم الآلة العسكرية التي ابتكرتها وتبرعت بها العقلية الاميركية، وتصدق وينطلي عليها كيف يمكن ألا تستخدم «حماس» الناس الا كدروع بشـــــرية بـــــسبب ضيق المساحة، ولا تصدق ان الغزاويين مسجونين ولــــم يعودوا يتحملون الوضع الحياتي وينتظـــرون اي فرج بما في ذلك فرج الحرب والموت، فإما انــــــهم اغبياء لهــــذه الدرجة ليقـــــبلوا روايات الاسرائيليين بدفاعهم عن انفسهم، او ان اميركا لعينة وخبيثة للغاية كونها مستعدة لتضع نفسها بخدمة مصاصي الدماء بهذه الصورة ومن دون مراجعة! لعينة كونها اباحت كل شيء ولم تعد تفهم اي قيمة للانسان. فطالما انها اسرائيل، فالقلم مرفوع!

لكن هل تعلمون من اكثر من أميريكا غباء أو لعانة؟ الجامعة العربية!

&