جميل عفيفى

ازدواجية المعايير هي السمة الأساسية للولايات المتحدة الامريكية في تعاملها مع الازمات في منطقة الشرق الاوسط، فدائما وأبدا تعمل على الشىء ونقيضه في نفس الوقت، فالتحالف الدولي الذي دعت إليه لمحاربة الإرهاب وبخاصة داعش في المنطقة ، اكدت انها ستدعم الحكومة العراقية للقضاء على داعش، أما بالنسبة لسوريا فانها ستدعم المعارضة التي تقاتل الجيش السوري وهي في الغالب تنظيم داعش الارهابي، وذلك في تناقض واضح لمواقفها.

من الواضح جدا ان داعش ـ ذلك التنظيم الشاذ الذي يضم مجموعة من المجرمين على مستوى العالم ـ مدعوم بشكل او بآخر من الغرب، واكبر دليل على ذلك السلاح والعتاد الذي يستخدمونه، واخيرا ما اعلنته الولايات المتحدة من انها ستدعم المعارضة السورية للقضاء على الإرهاب .
بالطبع فان الجماعات الارهابية التي تعمل في سوريا و التي بايعت البغدادي كولي على الشام والعراق مازالت تقاتل في الاراضي السورية من اجل القضاء على نظام بشار، وذلك بتعليمات امريكية ولم تنجز مهمتها، فالدعم سيظل يصلها الى ان تنجز المهمة ووقتها تجد الولايات المتحدة ذريعة للتدخل في سوريا بذريعة القضاء على التنظيمات الارهابية، ووقتها سيتم تدمير القدرة العسكرية السورية ليتم تقسيمها بمنتهى السهولة والنماذج واضحة.

ان التاريخ لا يكذب ولا يتجمل، والسيناريو يتكرر ولكن يختلف الابطال، فمن قبل كانت القاعدة والآن داعش، وكان هناك صدام لتدمير العراق والآن بشار الاسد لتقسيم سوريا ، إن المنطقة امام مخطط كبير وخطير، ويجب على دول المنطقة إدراك ما يحدث وإلا سنقع تحت طائلة التقسيم وفرض الوصاية الامريكية .

&