&راغدة درغام

&


أيّد رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام «مبدأ التفاوض» لتحرير جنود الجيش اللبناني المختطفين داعياً الى إبقاء الأمر بعيداً من «المنافسة أو المزايدة بين القوى السياسية في لبنان». وكشف إنه طلب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بذل الجهد لتحرير هؤلاء الجنود وأن أردوغان «وعد أنه سيسعى إلى مساعدتنا في هذا الأمر فور عودته إلى تركيا» رافضاً الدخول في التفاصيل. كما أكد أن الوساطة لتحرير الجنود «قائمة» على أنه «يعود إلى قطر وتركيا» التنسيق بين جهودهما في هذا الإطار.&

وكشف سلام في لقاء مع «الحياة» على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه يقوم بجهود وساطة بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان «وآمل لهذا الموضوع بأن يتم ويتبلور».

وتطرق إلى الوضع في عرسال معتبراً أنه «حالة غير طبيعية ولا يمكن أن تستمر وعلينا مساعدة أهالي عرسال وأيضاً النازحين (السوريين) ولكن ليس على حساب أهالي عرسال أو على حساب لبنان واللبنانيين».

وعن إمكانية إنشاء مخيّمات تجريبية للاجئين السوريين في المنطقة الفاصلة بين الحدود السورية اللبنانية قال إن الأمر «قيد البحث لكن مقوّمات نجاحه لم تتوافر حتى الآن» كما أن «المنظمات الدولية غير متحمسة له وتقترح عوضاً عنه الاستمرار في دعم النازحين ولكن أيضاً اللبنانيين والدولة اللبنانية».

وأشار الى إنه طلب خلال لقاءاته برؤساء الدول وممثليها في نيويورك، وبينها فرنسا وإيران والفاتيكان، مساعدة لبنان على إنجاز الانتخابات الرئاسية.

وأوضح إنه طلب ذلك أيضاً من الرئيس الإيراني حسن روحاني «لأن خلو سدة الرئاسة وبقاء الوضع على ما هو يضعف البلد» من دون أن يطلب منه بذل جهد في هذا الإطار مع «حزب الله» ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال «لم أدخل في هذا المجال لكني وضعت الأمر أمامه على مستوى ضرورة أن تثابر إيران وتواصل دعمها لنا في لبنان بشكل إيجابي وبنّاء وأن يكون ذلك مع كل اللبنانيين وليس مع فئة منهم» وحسب.

وعن تفاصيل لقائه بروحاني قال سلام إنه لم يطرح موضوع التزام «حزب الله» سياسة النأي بالنفس تجاه الحرب الأهلية في سورية إذ «طرحت ما أرى أنه يمكن أن يكون فيه فائدة على مستوى دعم لبنان. أما موضوع سياسة النأي بالنفس، فهذا موقف متخذ ونتابعه ولكن بين ما نعلنه وما نعتمده وبين التطبيق، لا تزال هناك مسافة علينا أن نسعى إلى رأبها واختزالها”. وقال إنه سمع من روحاني حرصه على «تمسك إيران بالوحدة الوطنية اللبنانية في مواجهة الأخطار والأحداث في هذه المرحلة».

والتزاماً منه بسياسة النأي بالنفس أكد سلام إنه لم يلتقِ أيّ ممثلٍ عن الائتلاف الوطني السوري المعارض في نيويورك، كما لم يلتقِ وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يرأس وفد سورية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وعن موقفه من لقاء وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بالمعلم أكد سلام أنه لم يطّلع على فحوى اللقاء وأن لباسيل «حساباته السياسية وهو ينتمي إلى فريق سياسي» وأن باسيل التقى المعلم «من دون تكليف أو غطاء رسميين».

وقال سلام إنه تلقى تأكيدات من الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري خلال لقائهما في نيويورك باستمرار الولايات المتحدة في «التزام دعمنا ودعم جيشنا اللبناني بكل ما يحتاج من أسلحة» وأن «تستمر في دعمنا على مستوى احتياجاتنا المادية والمالية الكبيرة لمواجهة موضوع النازحين السوريين الذين أصبح عددهم يتجاوز ثلث عدد سكان لبنان».

وأكد سلام أن الولايات المتحدة والدول الكبرى في العالم والدول الإقليمية مجمعة على «الحفاظ على لبنان» وتجنيبه الأخطار عبر «دعم الجيش اللبناني والحكومة، ودعم النظام الديموقراطي في لبنان، وأيضاً عبر تواصل الدول بين بعضها بعضاً وحرصها في هذا التواصل في مواجهة الإرهاب على ضرورة الحفاظ على لبنان».

وعن دور لبنان في التحالف الدولي - العربي ضد «تنظيم الدولة الإسلامية - داعش» قال سلام إن إمكانات لبنان لا تسمح له «بمجاراة» دول التحالف «دفاعياً، إذ لا قدرات لدينا لمجاراتهم في البعد الهجومي».

وأكد أنه يخشى أن يتحول لبنان إلى ممرٍ للإرهابيين في سورية معتبراً أن «الخوف قائم في كل وقت من كثير من التطورات، مشروع الإرهابيين أطاح دولاً ومجتمعات وهجّر شعوباً ولا ينبغي على أحد أن يكابر في ذلك».

وقال إن الموقف الروسي الذي تلقّاه من وزير الخارجية سيرغي لافروف أكد «الاستعداد للاستمرار في دعم لبنان واللبنانيين وفي عدم الإفساح في المجال لا سمح الله أمام أي شيء قد يساهم في إضعاف أو ضعضعة أو انهيار لبنان».

وفي شأن إدانة الائتلاف السوري المعارض في رسالة وجهها إلى الأمم المتحدة، للجيش اللبناني على خلفية أحداث عرسال قال إن الأمر ليس جديداً مشدّداً على أهمية عدم «استغلال وجود النزوح السوري من الجهات الإرهابية لاستهداف جيشنا وهذا يتطلب حزماً وشدّة في التعامل لكي لا يستضعف الجيش» اللبناني.
&