مرسى عطا الله

&

&

&

&

&
لم تحزن مصر من قبل على زعيم عربى ومسلم من خارج أرض الكنانة مثلما حزنت على رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية الذى وقف إلى جانب مصر فى السراء والضراء بروح الصداقة والإخوة التى أورثها الملك عبد العزيز لأبنائه قبيل رحيله موصيا إياهم بمصر وشعب مصر.


جاء الحزن الذى عم مصر صادقا وتلقائيا من أرضية الإعجاب المتراكم إزاء الراحل العظيم وحكمته الفذة فى التعاطى مع الأزمات والتحديات التى تداهم الأمتين العربية والإسلامية منذ سنوات ويكفيه انتباهه العبقرى لمخاطر محاولات الاستدراج نحو ما يسمى بصدام الحضارات فاتخذ المبادرة بالدعوة إلى حوار الحضارات وهو ذاته الذى رفض بكل قوة الاستسلام للمشروع الصهيونى دون أن يتورط فى رفض مشروع السلام فكانت المبادرة العربية التى أطلقها فى قمة بيروت عام 2002 ومازالت هى المخرج الوحيد المطروح والمقبول عالميا وإقليميا وعربيا لإقامة السلام العادل بصرف النظر عن مراوغات ومماطلات الإسرائيليين.

إن هذه السطور ليست كلمة رثاء ولا هى أبيات مدح فى الرجل وأمجاده ولكنها تتجاوز ذلك بكثير وتستهدف فى الأساس حث المفكرين والدارسين باتجاه دراسة تجربة سياسية رائدة فى زمن بالغ الاضطراب خصوصا فى منطقتنا التى تغلى بأزمات متفجرة وأخرى مكتومة حيث استطاعت المملكة السعودية فى ظل الملك عبد الله أن تعالج بنجاح قضية دور الدولة فى التنمية المستقلة دون الاستسلام لضغوط العولمة وعواصف نشر ما يسمى بثنائية الديمقراطية وحقوق الإنسان وفق أجندة الغرب ودون مراعاة للثقافة العربية والاسلامية والمحظورات الاجتماعية والدينية.

رحم الله رجلا كانت كلماته ومراسيمه الملكية أشبه بدعوة للتكافل والتضامن وتهذيب المشاعر الإنسانية والسمو بها... وأعان الله شقيقه وخليفته سلمان بن عبد العزيز الذى بويع ملكا لكى يكمل الرسالة... وإنا لمنتظرون!

خير الكلام:

<< وفى ظلمة الأزمات عرفنا صديقا له طلعة تعادل طلعة وجه القمر!
&