&مطلق بن سعود المطيري

عندما تكون مواطنا سعوديا تنتمي لأرض مقدسة، وشعب يصدق في شجاعته وإقدامه، وقيادة تحكم بشرع الله وسنة نبيه، تعلم جيدا وبدون مواربات ولا تردد أن الرد على تهديدات خامنئي هو احد وأبرز مكتسبات القوة المتاحة التي يملكها السعوديون لدرء الخطر عن ترابهم المقدس، قد يختلف السعوديون مع بعضهم في كل شيء الا في الدفاع عن ارضهم وحمايتها من أي خطر عظم امره او صغر.

ولم تقتصر شجاعة هذا الشعب الشريف على حماية ترابه بل يمنحها لكل جار ومستغيث، خبرناها في الكويت والبحرين واليمن، شجاعة لا تلبس ثياب الجواسيس والخونة الذين يغسلون احذية الملالي بدماء شعوبهم.

أفتخر ويحق لي ان افتخر، ولا يكون افتخاري حول تسليم جثث فاضت ارواحها لخالقها، ولكن فخري يستند لتاريخ تضحيات عريض، تفرش له رؤوس وصدور اعدائي وأطأ عليها، لغة السياسة تعتذر وتتلاشي ان كان في الامر استعراض شجاعة وإقدام، فلا يقابل التهديد بمهادنة ودبلوماسية ولنا في فقيد السياسة البطل الشجاع سعود الفيصل مثال: "ان قرعت طبول الحرب نحن جاهزون لها".

القوة لن تكون قوة إن لم تردع عدوا وتنصر مظلوما، والعدو الغشوم ان لم ير اصبعك على زناد سلاحك فلن يرتدع، وإن لم تفعل فسوف يسوقك الى ساحات المزايدات والمناورات التي تقضي مع الوقت على الارادة المقاومة، فعندما رهن العرب مصيرهم للمناورات السياسية اصبح خطيب ايران يفتخر بأن اربع عواصم عربية اصبحت تحت سلطة بلاده، فلما جاءت عاصفة الحزم المباركة ارتدع وغدا ينادي للاجتماع في صالونات المناورات السياسية التي ساعده تخاذل الغرب على الجلوس في مقاعدها الامامية..

ولي الفقيه هدد في قضية امرها محسوم وهي تسليم الجثث، وتلك قضية ليس بها رأيان، فأهل الميت احق برفاته، إذن لماذا كل هذه المزايدات والتهديدات؟ هل يريد ان يقيم استعراضا جنائزيا مثما يعمل بالاحتفالات والمهرجانات التي يقيمها دعاة المثلية والانحرافات الاخلاقية، ليقولوا للناس ان لدينا قضية شاهدوها ولا يهم تحفظاتكم الدينية والاخلاقية عليها؟

فالمتاجر بالجثث بدون وجه حق يعد من احقر الكائنات التي عرفتها البشرية، وما أمر استعجال ارسال الجثامين الا لغاية في نفس خامنئي، هل ذلك من اجل مشروع سياسي بعيد عن قضية الجثث ويريد الولي خلط الاوراق وتلبيس الامر على الشعب الايراني في المقام الاول وإخراس الاصوات في الداخل التي تعارض توجهاته؟

فالمتاجرة بالجثث عمل حقير لا يستقيم مع سلوك رجل دين يحمل رتبة كبيرة في قومه، ولكن هي الانتهازية وغياب القيم التي تحفظ للميت كرامته، وان كان هناك رسالة للشعب الايراني فهي أن حفظ رفات موتاكم وإرسالها لكم بكرامة ووقار يتناسب مع موتى ضيوف الرحمن هو حق لكم وأمر لا مزايدة فيه، فاما تهديد خامنئي فلا رد عليه الا بشجاعة المواطن السعودي التي جربها في اكثر من ميدان عندما حاول عملاؤه مد ولايته على جيران المواطن السعودي.