&أشرف العشري

&

&

&

هناك لحظات صعبة وصادمة ومؤلمة فى حياة الأمم والشعوب، لابد أن تمر بها تحتاج إلى استنفار دور وجهد ابنائها ودعم الاشقاء والاصدقاء للخروج سريعا من نفق التعثر والانسداد.


وها هى مصر تعيش تلك اللحظة حيث ان طريق البناء وإعادة التأسيس والانطلاق يحتاج إلى بناء وتغيير التحالفات ودعم الاشقاء قبل غيرهم، وهذا هو بالفعل ما تقوم به دول عربية، وفى القلب منها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث لا ينكر أحد أنها تشكل حاليا وفى هذه الاوقات قاطرة الانطلاقة لمصر على كثير من الصعد والمناحى لا لهدف سوى النجاح وعودة الدولة المصرية الصلبة لتحقيق انجازات داخلية وقفزات على المستوى العربى والاقليمى فى محيطها، وبالتالى بات الأمر يحتاج إلى تغيير قواعد الاشتباك المصرى سياسيا واقتصاديا وماليا وأمنيا أى بناء شراكة كاملة مع دول المنطقة خاصة العربية الخليجية وبصفة خاصة دولة الإمارات العربية حيث باعتراف الرئيس السيسى صراحة ومن بعده رئيس الحكومة محلب بأنه لولا دعم وغطاء الإمارات ومعها دول خليجية مثل السعودية لانكشف ظهر الدولة والمصريين وكان الوضع غير الوضع وذهبنا إلى متاهات كثيرة لا يعلم مداها إلا الله.


وبالتالى بات الأمر يحتم علينا أن نبدأ بشكل أكثر حركية ومنهجية فى تكريس علاقات مترسخة واستراتيجية وأكثر حيوية مع دولة الإمارات فى المرحلة المقبلة ايضا عبر البحث فى صياغة شراكة تنموية واستراتيجية بمروحة واسعة من تشابك العلاقات والمصالح الحيوية عسكريا وأمنيا واقتصاديا واستثماريا حيث لم ولن نجد دولة على استعداد لكل هذا التعاطى بدون حدود مع مصر غير دولة الإمارات العربية بجانب دور سعودى رائد ومتميز ايضا، وإن كانت دولة الإمارات سباقة منذ الأب المؤسس الشيخ زايد آل نهيان حيث كانت مواقفه ووقفاته وعروبته الاصيلة حاضرة ودليل عافية على كثير من المنجزات والعطاء الاضافى لمصر وشعبها طيلة سنوات طويلة ومن بعده كانت مسيرة الابناء الشيخ خليفة بن زايد ومحمد بن زايد مستمرة، ومرشحة فى مجالات العطاء والمساندة والدعم الوفير لمصر فى أصعب وأحلك أوقات الشدائد.

&

ومن هنا أقول للرئيس السيسى إن نجاح تجربتك ورئاستك فى الداخل وعلى المستوى العربى والاقليمى يتوقف على توسيع دائرة المشاركة مع اشقائك فى دولة الإمارات ودول فى الخليج بعينها حيث ان القادم فى مصر والمنطقة مازال كبيرا، والطريق إلى استعادة الدور والمكانة والحضور والتأثير المصرى فى صياغة وصناعة القرار العربى والاقليمى مازال طويلا، وبالتالى لابد من تعميق العلاقة أكثر مع حليف خليجى قوى للعودة والمرور من جديد إلى دول المنطقة وهذا الحليف هو بكل ثقة وصدق هو دولة الإمارات قبل فوات الأوان واخوانك فى الخليج ويكفى هؤلاء تلك الوقفة والدعم والاسناد من أكثر من عام لاغاثة مصر من حيث التمويل والتخطيط والترتيب لانجاح مؤتمر مصر المستقبل الاقتصادى المقرر فى شرم الشيخ 13 مارس المقبل، حيث ان هذا الدعم والاستثمار سيكون ركيزة نجاح هذا المؤتمر وعنصرا جاذبا لمشاريع ومعدلات الاستثمار الدولية فى مصر خلال وبعد هذا المؤتمر، ومن هنا تأتى أهمية الخطوة المقبلة امام مصر وقيادتها للبحث عن صياغة شكل ومضمون وجوهر الشراكة الاستراتيجية مع دولة الإمارات لتتوسع وتتمدد ايضا بعد مؤتمر شرم الشيخ، حيث تفرض علينا ديكتاتورية الجغرافيا فى المنطقة أن تتحول هذه الشراكة إلى تحالف يشمل كل أشكال المؤسساتية مثلما تفعل دول كثيرة حاليا فى المنطقة وبات هذا هو واقع الحال خاصة بعد أن انتهى عصر المقاتل الوحيد وتكاثر كرات النار التى تتدحرج كثيرا فى المنطقة حيث ان ما يحدث حاليا بها هو تجلى الصراع اقليميا دوليا.

&

وبالتالى ظروف وطبيعة التحديات فى المنطقة باتت تفرض على كل من مصر والإمارات رفقة وصحبة ثنائية عميقة على طريق الاستقرار بعد تزايد النفوذ والاطماع التركية ، والتغول والتمدد الايرانى حدث ولا حرج وأخطار وتحديات الإرهاب القاتل الأعمى على يد الدواعش والنصرة وفرقهما هناك فى الخليج والمشرق العربى وهنا فى مصر نحتاج إلى تكريس هذا التحالف حيث ان الإمارات وحدها قادرة بفضل حجم وثقل دورها ومكانتها وتأثيرها على إفساح الطريق خليجيا وعربيا واقليميا لتعود مصر وتلعب وتمارس دورها وحضورها فى المنطقة وألا تبقى مستقيلة من دورها وأن تملأ الفراغ خاصة ان النظام العربى الاقليمى ينهار.

&

ولذا لا سبيل أمام مصر فى اجتياز كثير من العقبات والحواجز الداخلية والخارجية إلا بدور ودعم إماراتى يمهد لانشاء وايجاد تحالف سياسى اقتصادى عسكرى وأمنى مع دول الخليج وعبر انضمام مصر كعضو مراقب فى مجلس التعاون الخليجى كخطوة أولى ثم ينسحب ذلك على سعى مصر لتقوية وتحويل الجامعة العربية إلى اتحاد عربى متكامل فاعل لتعود مصر وتحتل فيه من جديد مركز الصدارة مع دول الخليج.

&

ومن هنا كانت ومازالت الإمارات هى مفتاح النجاح العربى والاقليمى لمصر والعبور إلى انجاح الجمهورية الثانية فى مصر عبر دور وسند وغطاء ورافعة مالية واقليمية وهذا لن يتحقق إلا عبر الشراكة أولا مع الإمارات حيث وحدة المسار والمصير بين البلدين.
&