تركي عبدالله السديري


جاء بيان الرياض الأخير حول مشروع طرح دولة يمنية متعددة الأقاليم كخطوة إصلاحية لإشراك جميع اللاعبين في القوى السياسية اليمنية للمشاركة عبر مجال أوسع، ولإعطاء ثقة أكثر لجميع أطياف المجتمع اليمني المتعدد والمتنوع القوى لخلق يمن جديد قادر على توظيف موارده وثرواته التي بدّدتها الأنظمة الفاسدة وعبثت بها العصابة الحوثية، حتى هاجرت نسبة غير قليلة من الشعب اليمني بسبب ما دار في اليمن من صراعات إقليمية وفساد مركزي..

اليمن هو أكثر الدول العربية احتياجاً لتأسيس دستور يقوم على نظام اتحادي بسبب طبيعة اليمن الجغرافية التي شكلت مراكز قوى متعددة من قبائل وأحلاف.. وبسبب غياب نظام يمنح الجميع حق المشاركة عبر نظام اتحادي أكثر مرونة يمنح الثقة بالدولة تشكلت أحلاف بطريقة سلبية تعيق التنمية حتى تدهور الوضع الداخلي وسمح بدخول أيادٍ خارجية للسيطرة على اليمن وثرواته..

الجميل في المشروع الدستوري الجديد هو مساعدة المملكة ليس بالمال أو القوة، بل أيضاً بالأفكار والحلول التي تساعد اليمن على تجاوز تعقيداته السياسية التي عبرها يلجأ الحوثيون لخلق تحالفات مبنية على غياب الثقة الإقليمية بين فصائل القوى اليمنية.. لكن بوجود نظام اتحادي يتحول السؤال العام بين اليمنيين: إلى أين تكون المصلحة الجماعية وسط نظام يكفل توزيع الحقوق والأمن بشكل أقوى من برلمان كان يعكس التحالفات السلبية أكثر من المصلحة الوطنية.. وكان النظام اليمني يدعم هذا الأسلوب في صنع العداوات وغياب الثقة..

خادم الحرمين في آخر كلمة له كان يشدّد على دور المملكة في مساعدة العالم العربي والإسلامي.. والمملكة لا تشارك بالمال والقوة فقط، بل طرح رؤى جديدة وآفاق طموحة نحو عالم عربي أكثر قوة وازدهاراً..
&