&احمد عياش&
&

نشرت وكالتا الانباء الايرانيتان "فارس" و"أرنا" الرسميتان قبل أيام مقالا كتبه ماجد حاتمي لم يذيّل بعبارة "هذا المقال يعبّر عن رأي كاتبه". وقد حمل المقال العنوان الآتي: "لن تهزم "داعش" إلا بتعميم معادلة لبنان الذهبية". ويشرح المقال ما ورد في خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لمناسبة الذكرى الـ15 للتحرير وتأكيد نصرالله ضرورة تعميم المعادلة الذهبية اللبنانية "الجيش والمقاومة والشعب" معتبرا هذه المعادلة "وصفة سحرية... لعلاج الحالة المزرية التي تعيشها بلدان المنطقة". وقال أن ما "زاد من قوة المجموعات التكفيرية ضعف الجيوش العربية بسبب الفساد السياسي الذي شلّ حركتها كما هي الحال في لبنان...".

هذه النظرة الايرانية الى الجيش اللبناني يلاقيها موقفان لنصرالله والعماد ميشال عون. فنصرالله قال "نحن نشكل ضماناً" أي "حزب الله". فيما سئل عون في آخر إطلالة تلفزيونية ألا يستطيع الجيش اللبناني وحده أن يقف في وجه المخاطر على الحدود الشرقية فأجاب: "لا، لا يستطيع. لماذا أحضروا له 3 مليارات من السلاح؟ قد يصل السلاح ولكن بعد أن تنتهي الحرب في الشرق الاوسط...".
كان واضحا في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء أن منطق نصرالله وعون حيال الجيش قد هزم، وهذا ما أوضحه وزير الداخلية نهاد المشنوق بوضوح عندما أكد أن الاجهزة الامنية الرسمية هي التي تحمي لبنان وليس "انتصارات" الحزب في القلمون. ولذلك يشهد لبنان اليوم بعد هزيمة هذا المنطق حول ماذا سيفعل الجيش، معركة لمن ستكون قيادة الجيش.
إذا كان "حزب الله" هو "درة التاج" في المشروع الامبراطوري الايراني فإن هذه "الدرّة" ليست في أحسن أحوالها. فمواكب تشييع ضحايا الحزب في معارك سوريا لا تتوقف لا بل أن تشييع الضحايا يتم بالجملة. وتقول إحدى الشخصيات البقاعية البارزة أن ذوي أحد هؤلاء رفضوا تسمية ضحيتهم "شهيدا" وأصروا على تسميته "فقيدا" تعبيرا عن رفضهم لحرب "حزب الله" في سوريا وهذا أمر لم يكن مألوفا من قبل. وليس حال النظام في سوريا بأفضل من حال "حزب الله". إذ يتخوّف خبير روسي خلال اتصال بينه وبين صديقه اللبناني "من حصول تطورات مفاجئة في سوريا تؤدي الى سقوط الرئيس بشار"...
من أجل فهم أكثر لما كتبه المعلّق الايراني يمكن متابعة تطورات العراق التي تخوض فيها الميليشيات الممولة إيرانيا الحرب ضد "داعش" تحت شعار "لبيك يا حسين"وهو أمر أوضحته المستشارة الاميركية السابقة للجيش في العراق إيما سكاي في حديث مع قناة "سي أن أن" التلفزيونية حيث قالت "لا يمكن الحصول على جيش وطني في الوقت الذي لا يتفق فيه السياسيون على هوية الدولة"...
هل ينجو لبنان من النظرية الايرانية التي تقدّم الميليشيا على الجيش؟ تلك هي المسألة.
&