تركي عبدالله السديري

قبل أيام في البحرين استشهد للأسف الشديد رجل أمن إثر عمل إرهابي يستهدف استقرار مملكة البحرين والخليج.. وكان المحزن أكثر تعاطي بعض الإعلام الغربي الذي يجهل تاريخ البحرين، حيث تأسس على التسامح والتعايش السلمي لجميع الأطياف والأعراق لدعم بيئة تجارية كانت ومازالت أحد أهم مراكز التجارة والنشاط المالي في الخليج..

يحاول بعض الإعلام الغربي - الذي يستخدم الدعاية الإيرانية - تصوير مملكة البحرين كدولة طائفية.. هذا الاتهام يظهر بسطحية عالية لأنه يخفي حقائق لا يجهلها جاهل بحقائق البحرين، فمنذ مطلع القرن الماضي هاجر الكثير من أعراق وديانات مختلفة مثل يهود العراق إلى البحرين بفضل تسامح أهلها وإيمان شيوخها بقيمة السلام الاجتماعي، وأصبحوا جزءاً من نسيجها، فضمت البحرين عدة مذاهب مختلفة وليس فقط طوائف إسلامية.. ويشهد على ذلك حي «بوابة البحرين» الذي يضم إلى الآن أسماء بيوت تجارية لعوائل مختلفة من عدة ديانات وطوائف تشهد على نسيج البحرين الذي لا يعترف ولا يؤمن بالطائفية..

نحن نعرف وبوضوح معلن أن أرقى الدول الحضارية المتطورة عالمياً هو من يبتعد عن صراعات اختلاف المذاهب.. حيث إن الانطلاق علمياً وحضارياً هو ما يصنع كفاءة العقليات..

للأسف أن فلسفة تصدير مسببات الخلافات القادمة بين وقت وآخر من ضفة أخرى هي من ينشط العمل الإرهابي في البحرين، ويحاول أن يخلق جواً مشحوناً من الكره الطائفي يستغله إعلام أجنبي بابتزاز انتهازي، بحيث تغض الطرف عن جميع العمليات الإرهابية المتكررة التي تسعى لضرب الأمن والاستقرار في كل دولة عربية آمنة ومستقيمة السلوك وقدرات الفكر، ويأتي أيضاً اتجاه الترويج لتهم الطائفية برغم أن من ينظر لمبتعثين للبحرين ومسؤوليها ومديري كبرى الشركات يدرك غير ذلك، لأن مملكة البحرين تأسس تاريخها على عقلانية وموضوعية السلام الاجتماعي..

&