&&فاتح عبدالسلام

مهما كانت التصريحات والتحليلات والأمنيات كبيرة وصاخبة تكاد تسد الأفق ، فإن حقيقة واحدة ستسطع في غضون وقت قصير قد يمتد شهوراً ، هي أن استعادة الموصل ستكون بقرار وتوقيت أمريكيين.

هذه المعركة التي طال تأجيلها لن تطول ولا يسمح لها أن تكون مجالاً للرد والجذب والاجتهادات ، لأنها مرتبطة بأكثر من ملف دولي واقليمي فضلاً عن علاقتها التنفيذية الأساسية بالداخل الامريكي ومسار الترشح الى سباق الرئاسة الأمريكية الذي ستتضح ملامحه بقوة بعد منتصف أذار المقبل.

معركة الموصل هي الغنيمة التي يحتفظ بها الامريكان للإعلان عن انتصار مشروعهم ضد الارهاب وطي ملف تنظيم ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق الى الأبد . حيث إن وقوع معركة الموصل يسير نحو خيار واحد أو تبقى الموصل على حالها عشرات السنين، ذلك المسار هوالانطلاق من الموصل ذاتها الى حسم المعركة في بقية العراق بما يشبه نقل الملف السياسي العراقي من درج الى آخر مع اليوم الاول لإنهاء سيطرة أي تنظيم متطرف على أية بقعة في العراق.

لا عنوان أكبر لدى الأمريكان في الحرب على الارهاب من الموصل والانتصار في معركتها، فالرقة السورية لا تعادل الموصل حالاً أو رمزاً وكذلك اية مدينة يحتلها التنظيم في ليبيا او سوريا.

قبل احتلال الموصل كان تنظيم ابي بكر البغدادي يناور بين العراق وسوريا ليس لديه بوصلة ، وباستعادة الموصل سيفقد التنظيم البوصلة ويضيع في الصحاري والارياف ولن تكون له خلايا نائمة في الموصل بعد تحريرها.

لكن، كيف ستكون المعركة عملياً في مدينة مهولة بعدد سكانها قياساً الى مدن العراق الأخرى، هل يعي الأمريكان أن تحرير الموصل يجب أن لا يكون على حساب مستقبلها في التوازن في العراق أو في المحيط الاقليمي اذا تقسم العراق دستورياً أو قسراً.؟ هل يعي المخططون لعملية تحرير الموصل أن تدمير المدينة بحجة الخلاص والتخليص يعني هدم الركن الراجح في قيام الدولة العراقية منذ تأسيسها، وبدمارها لم يعد هناك معنى لعراق موحد؟.

&