تشرفت بحضور مؤتمر القرآن الكريم وآفاق العلوم الكونية وجهود دولة الإمارات في خدمته، والذي أقيم تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، ونظمته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ويعكس هذا المؤتمر جانباً من جوانب عناية دولة الإمارات بخدمة القرآن الكريم وعلومه.

وإذا أردنا استعراض جهود دولة الإمارات في خدمة القرآن الكريم وعلومه فإننا نجد أنفسنا أمام بحر زاخر من الجهود والإنجازات الكبيرة والمتواصلة، وذلك منذ تأسيس دولة الإمارات على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستمراراً في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، واستكمالاً في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.

وأحد المشاريع البارزة في هذا المجال على سبيل المثال هو مشروع الشيخ زايد لتحفيظ القرآن الكريم، الذي أطلقه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 1974، وتنتشر مراكزه في مختلف مناطق الدولة، ويعنى بتحفيظ القرآن الكريم وترتيله وتدريس علومه لمختلف الفئات والأعمار، سواء طلاب المدارس بمختلف مراحلهم الدراسية أو المثقفين، إلى جانب الأمهات وكبار السن.

ومن مظاهر عناية دولة الإمارات بخدمة القرآن الكريم انتشار العديد من المؤسسات التي تعنى بخدمة القرآن الكريم ونشر علومه وطباعة المصحف الشريف وإطلاق المسابقات والجوائز القرآنية التي تتجدد في مختلف أوقات السنة، فلا تنتهي مسابقة قرآنية حتى تبدأ مسابقة أخرى، جاذبة مختلف الشرائح، ليكونوا من أهل القرآن، حفظاً وتجويداً وتعلماً لعلومه وتحلياً بقيمه السمحة.

ومن هذه المؤسسات الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف التي تشرف على 92 مركزاً قرآنياً منتشرة في ربوع دولة الإمارات، وينتظم في حلقاتها آلاف الدارسين والدارسات من مختلف الجنسيات والأعمار يتدارسون القرآن الكريم ويتعلمون ترتيله وحفظه، بالإضافة إلى تنظيمها مسابقة قرآنية سنوية، تتضمن فروعاً عدة، ابتداءً من حفظ القرآن الكريم كاملاً وانتهاء بحفظ جزء واحد، إلى جانب إطلاقها العديد من المسابقات والمبادرات القرآنية والعناية بأصحاب المهارات والحناجر الذهبية وتنمية قدراتهم ومواهبهم في هذه المجالات الجليلة.

وشملت هذه العناية حتى الفئات الصغيرة بتنظيم مسابقات مناسبة لهم، ومنها مسابقة التلاوة الواضحة لسورة الفاتحة لما لهذه السورة الجليلة من أهمية كبيرة وتعلق صحة الصلاة بها، كل ذلك خدمة للقرآن الكريم وتحفيزاً لأفراد المجتمع على أن ينهلوا من معينه العذب.

كما تشمل هذه الجهود كذلك جائزة دبي للقرآن الكريم، والتي يندرج تحتها العديد من المسابقات الدولية والمحلية التي تعنى بخدمة القرآن الكريم، ومنها المسابقة الدولية للقرآن الكريم، ومسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم، ومسابقة الشيخة هند بنت مكتوم للقرآن الكريم، ومسابقة الشيخ راشد بن محمد آل مكتوم لأجمل ترتيل، وغيرها من المسابقات التي تندرج تحت هذه الجائزة.

ويستفيد منها مئات المسلمين سنوياً داخل الدولة وخارجها، ومنها كذلك مراكز الشيخ مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في إمارة دبي وتديرها دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، ويتعلم فيها آلاف الطلبة القرآن الكريم، ويتخرج منها خاتمون حافظون من الذكور والإناث.

ومن المؤسسات كذلك مؤسسة الشارقة للقرآن الكريم والسنة النبوية التي تعنى بتحفيظ القرآن الكريم في عدد كبير من مساجد مدن إمارة الشارقة، ومجمع القرآن الكريم بالشارقة، الذي يعنى بخدمة القرآن الكريم وعلومه من خلال المخطوطات والمتاحف وبرامج الإجازات القرآنية وغيرها، ومنها كذلك مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه، التي تعنى بتحفيظ القرآن الكريم والعناية بعلومه من خلال 14 مركزاً قرآنياً و20 حلقة مسجد منتشرة في مختلف ربوع إمارة رأس الخيمة، ومنها كذلك جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم التي تتضمن العديد من المسابقات المحلية والدولية.

ويشارك فيها سنوياً المئات من المواطنين والمقيمين من الذكور والإناث من مختلف الجنسيات والأعمار، بالإضافة إلى جوائز أخرى كثيرة مثل جائزة عجمان للقرآن الكريم وجائزة المعلا للقرآن الكريم وغيرها من المسابقات والجوائز التي لا يمكن حصرها في هذا المقال.

وتتنوع جهود هذه المؤسسات وغيرها في خدمة القرآن الكريم وعلومه، فتشمل مختلف الجوانب، بما ذلك تحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه لجميع الفئات والشرائح، وتعليم غير الناطقين باللغة العربية، وطباعة المصاحف، وإطلاق الإذاعات القرآنية، وغير ذلك من الجهود الكثيرة .

والتي هي في الحقيقة جزء يسير من مظاهر عناية دولة الإمارات بخدمة القرآن الكريم، حتى أضحت دولة الإمارات منارة مشرقة في هذا الباب داخلياً وخارجياً.