عادت التظاهرات الطلابية في أهم الجامعات الأمريكية بقوة، احتجاجاً على موقف إدارة جامعاتهم تجاه الحرب الوحشية الدائرة في غزة!

انتشرت التظاهرات في جامعات كولومبيا وهارفارد وييل ومنيسوتا، بسبب منع الطلاب من حق التظاهر والاجتماع والإضراب، احتجاجاً على موقف إدارة الجامعة المتعاطف مع كبار الممولين لهذه الجامعات من الجماعة الصهيونية الأمريكية.

ويركز الطلاب على 3 مبادئ في دفاعهم عن موقفهم:

1.أن الجامعة هي بالمبدأ مركز بحث علمي، وهو ما يعتمد على حرية البحث والجدل والنقاش.

2.أن الجامعة يجب ألّا تبيع ضميرها ولا موقفها الأخلاقي مقابل المال، خاصة أن ما يحدث في غزة، هو مسألة إبادة جماعية، وجريمة أخلاقية ضد القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان.

3.لا يمكن اتهام الطلاب بمعادة السامية، خاصة أن تيارات المتظاهرين في معظم هذه الجامعات من اليهود، من ذوي المواقف المبدئية الأخلاقية.

والذي يقلق بعض المنظمات الأمريكية المحافظة من تظاهرات الطلاب، وبالذات من طلاب جامعات مثل كولومبيا وهارفارد وييل، أن هؤلاء الطلاب من أبناء الطبقة الثرية، والنخبة من كبار رجال الأعمال وصناع القرار وأعضاء الكونغرس.

وتظاهر هؤلاء ينبئ بأن «نخبة المستقبل» لن تكون كسابقاتها، مؤيدة لإسرائيل، ولكن ستكون في خندق سياسي مضاد للموقف التقليدي التاريخي المنحاز للدولة العبرية.

دائماً الحركة الطلابية هي المعبّر عن ضمائر الأمم، فلنتذكر مظاهرات الطلاب الفرنسيين، التي حركت العالم في أبريل 1968، بزعامة الطالب جاك سوفاجو.

ولنتذكر مظاهرات الطلاب الأمريكية احتجاجاً على حرب فيتنام، وموقفهم من دعم حركة مارتن لوثر كنغ، من أجل المساواة بين البيض والسود.

لنتذكر حركة طلبة مصر ضد أحكام الطيران عقب هزيمة 1967، وتظاهرهم للمطالبة بالإصلاح عام 1968، ما أدى إلى استجابة الرئيس الأسبق عبد الناصر، وأصدر برنامج 30 مارس الشهير.

ولنتذكر حركة الطلاب في بولندا ضد الحكم، دعماً لحركة تضامن العمالية.

ولا يفوتنا الإشارة لحركة الطلاب الأخيرة في إسبانيا واليونان وبلجيكا وبريطانيا وفرنسا وإسكتلندا وإيرلندا، دعماً للشعب الفلسطيني في غزة.

حقاً، الطلاب الضمير الحي للأمم.