‏لننطلق من العصور القديمة إلى هذا اليوم مستعرضين ما وصلت إليه المرأة من ولادة عن التوارث الذي أهانها ونأخذ بعض النماذج من المجتمعات الأخرى كالصين والهند وإيران ومصر القديمة " العصر الفرعوني " كانت تُسحق المرأة ولا يتم إشركها في الشؤون الاجتماعية ويُنظر لها بأنها حيوان مستهان لا أنها إنسان، وفي الهند تُحرق المرأة وهي حية مع زوجها بعد أن يتوفى، وفي إيران ومصر القديمة قُيِّدت يدها من الاستقلال والحرية وحق التملك في المال والإرث وأصبحت كأنها كائن حيٌّ محلّل عليه التعدد في الزواج فقط تكملة عدد وإذا توفيت جلب أخرى بديلة عنها، والمرأة في العصر الجاهلي كانت تُعدُّ قطعة خام أو جائزة تهدى لشيخ القبيلة أو شجاعها حتى لو كان متزوجا بأكثر من واحدةٍ، وقد كانت تلك العادات المورثة في كل مكان وزمان هي المحكّم على حياة المرأة ومع الأديان تبدَّلت تلك النظريات التي حكّمتها إلى دياناتهم ولأن الدين حينما جاء كرّم المرأة، ففي المسيح القيادة حصرت على الذكور في الكنائس ويصبحوا كهنةً وكان من الممكن أن تكون لديهم راهبة تطبب وتقوم بالرعاية الطبية حتى تحلّلت من التمييز ضدّها ففي العام ٢٠٠٠م (وما بعده أيضاً استمرّ هذا التحلل الإيجابي ) فقد تولَّت "كاثرين جيفيريس شوري " والتي قدِمَت للنضال كأول امرأةٍ تقلد منصباً تحت سقف الكنيسة رغم أن البعض منهم لا يزالُ رافضاً الاعتراف بسلطتها فمعظم الكنائس لا تسمح لها، وفي ثورة النضال أيضا رأست "مارغريت ثاتشر" كأول امرأة ترأس حكومة في العالم المسيحي.
وأما دين محمد حقيقةً لا ننكر أنه كرَّم المرأة وصان حقوقها ولكن هناك بدع اختُلقت اليوم وأُلبست من ضمن " أحكام الدين الإسلامي على المرأة" فعندما نقول أن هناك تمييز ضدها في السعودية فنجد حقيقةً نسبةً عاليةً نستطيع أن نسميها مملكة ذكوريةً تدفن طموح المرأة والعوائق في ذلك أولاً هي العادات التي طُليت بالأحكام الدينية وأصبحت مخالفتها ذنب لذلك ينبغي أن تفرز حتى يتضح أن هناك عوائق ذهنية ومع الوعي ينبغي أن يتلاشى.
‏هي في كل العالم متاح لها إلا هي باستثناء المشدد هي قاصر للأبد حتى تموت فالمرأة كانت قبل قرارات التمكين في دولتها لا تستطيع أن تتحرك إلا بموافقة ولي أمرها شبهتها سباقاً بالحيوان المهان المربوط عنقه بيد مولاه فكم هو مشوهٌ فكرياً أن يقولوا عن هذه الولاية بانها من أحكام الدين الإسلامي ولا توجد مراجع دينية تنص على أن المرأة عبدة معتوقة لسيدها ووليها الذكر، ومن أفتى بضرورة الولاية على المرأة فهو من الطبيعي ذكر وليست فتاوى بعض الدعاة الصغار قرآناً يا مجتمع يمجّد أقاويلهم أكثر من الدين.! 
الاستثناء الثاني المؤبد على هذا الكائن هو عدم قيادتها للسيارة مع أن المجتمعات في كل العالم لم تحرِّم قيادتها هل لأنها لم تجد نصًّا في القرآن يحرم ذلك؟! فقد قلت أن مجتمعنا يقدس الاعتقادات أكثر من الدين الذي يعتنقه أليس الله كرَّم المرأة وأعطاها حقوقها فأين هي الحقوق إذاً.!! 
‏نعم تستطيع المرأة السعودية وعلينا أن نسجل طلاسم إيجابية للمجتمع الذي دفنت فيه، نعم تقدر أن تكون قائدة وصاحبة منصب بدلاً من ضرب الأنظمة ووضع اللوم على الدولة التي تنتمي لها، فما لوحظ مؤخراً من بعضهن هو نضال مزيف بالعنف تنضال عبر حملات تدَّعي الاهتمام لقضية المرأة والحقيقة للأسف أن هدفها في هذه الحملة دعوتها للهجرة واللجوء، وما حدث مع قضية هروب فتاة سعودية قاصر تعاطفن معها جميع المناضلات وبعد أن تبيَّنت الدوافع الحقيقة لهروبها خارج الوطن وأنها ليست معنفة بل شاذة لم يتقبلها المجتمع ولا العقل أيضا بهذا الفكر !.

 دعونا نطهر هذا النضال النّسوي السعودي من فكرة النضال الذي يظن أن حقوق المرأة هو إسقاط ولاية فقط ومن ثم هروب من الوطن وهجرة واتهام أنظمة الحكومة بأبشع الجمل، فعلينا أن نتجاهل كل ذلك حتى نبين أنَّ حقوق المرأة تجعلها تستعيد كيانها وتثبت أنّها فعلاً امرأةً فعالة قوية متعلمةً في مجتمع حاربها يوماً من الأيام.
‏إن نضال المرأة في كل المجتمعات قارب يحارب ممن لا يريدوا إشراكها والاعتراف بحقوقها فكيف نحكي لكم عن قصة نضال المرأة السعودية وما وصلت إليه اليوم سوى بأن نطلق للعنان رسائل روحية تبث الإيجابية والتقبل القريب من مجتمع حاول نفيها وأنها اليوم أصبحت بفضيلة النّضال مشروكٌ رأيها في المجلس السعودي وصوتها في الانتخابات وقيادة تمكنها لما هو أفضل مما تطمح إليه، فلا ننسى أن وراء كل رجل ناجح عظيم "امرأة" فما الذي يمنعها أن تحلَّ وتكون رئيسةً لمنظمةٍ حكومية؟

كاتبة سعودية