هل يعيد الأميركيون النظر أم ستحظى الولايات المتحدة بأول رئيس أسود؟
ماكين يحاول وقف قوة الدفع لأوباما في مناظرتهما الثانية

لماذا تمقت بعض الأميركيات سارة بالين؟

الصراع بين العقل البارد والقلب الحار

ناشفيل، واشنطن: يأمل جون ماكين المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية أن يوقف قوة الدفع لمنافسه الديمقراطي باراك أوباما وبث روح جديدة في السباق إلى البيت الأبيض خلال مناظرتهما الثانية اليوم الثلاثاء. وتوفر مناظرة يوم الثلاثاء ولم يبقَ على انتخابات الرئاسة التي تجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني أقل من شهر فرصة لماكين ليعيد ترتيب السباق الذي تحول لصالح أوباما في الاسابيع القليلة الماضية. وقال بيتر براون مساعد مدير استطلاع جامعة كوينبياك quot; ماكين أمامه فرصة كبيرة في هذه المناظرة. عليه ان يغير الحركة الديناميكية ويجعل الناس تعيد النظر في أوباماquot;.

وعزز أوباما الذي يطمح لأن يكون أول رئيس أسود للولايات المتحدة من تقدمه على ماكين وكسب تأييد ولايات حاسمة بعد ان حولت أزمة وول ستريت اهتمام الناخبين الأميركيين إلى الاقتصاد الذي تظهر استطلاعات الرأي ان الناخب الأميركي يفضل ان يمسك بزمامه سناتور ايلينوي الديمقراطي. وأظهر استطلاع (رويترز/سي-سبان/زغبي) اذيع يوم الثلاثاء ان المرشح الرئاسي الديمقراطي يتفوق بفارق ثلاث نقاط على منافسه الجمهوري سناتور اريزونا قبل أقل من شهر من انتخابات الرئاسة الأميركية وأعطت استطلاعات أخرى أوباما فارقًا أكبر. وأشار الاستطلاع إلى حصول اوباما على تأييد 48 في المئة من الناخبين الأميركيين في حين حصل ماكين على 45 في المئة.

ويحمل الاستطلاع هامش خطأ قدره 2.8 نقطة مئوية. وقال أربعة في المئة من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع انهم لم يقرروا حتى الآن لمن سيعطون اصواتهم في انتخابات الرابع من نوفمبر. واستمرت حالة الاضطراب الاقتصادي يوم الاثنين حين انخفضت أسعار الاسهم بقوة في وول ستريت في علامة على ان خطة الحكومة الأميركية للانقاذ المالي التي تتكلف 700 مليار دولار لم تهدئ مخاوف الرأي العام الأميركي.

وأطلقت حملة ماكين وابلا من الهجمات على أوباما في الايام القليلة الماضية مما يشير إلى ان مستشاريه يريدون تحويل دفة مناظرة يوم الثلاثاء بعيدا عن الاقتصاد. وشكك ماكين الذي يأتي متأخرًا في استطلاعات الرأي في الولايات المحورية وعلى مستوى البلاد في قدرة سناتور ولاية ايلينوي على اتقان أي شيء. وقال اثناء توقف لحملته الانتخابية في نيو مكسيكو quot;من هو باراك اوباما الحقيقيquot;. وأضاف ماكين قائلاً: quot;عندما يتعين على المرشحين الآخرين شرح انفسهم وسجلاتهم يبدو ان السناتور اوباما يعتبر نفسه فوق كل هذا.quot;

ويأتي هذا الهجوم بعد انتقادات جديدة من معسكر ماكين الانتخابي بشأن عمل أوباما مع شخصيات مثل وليام ايرز الراديكالي الذي ذاع صيته في الستينيات وعلاقته القس المتشدد جيريمياه رايت. وردت حملة اوباما باعلان على الانترنت ولقطات فيديو عن تورط ماكين في فضيحة مدخرات وقروض quot;كيتنج فايفquot; التي وقعت قبل عقدين من الزمن في اواخر الثمانينات وأوائل التسعينات والتي كلفت دافعي الضرائب الأميركيين مليارات الدولارات.

وقالت سارة بالين المرشحة لمنصب نائب الرئيس على بطاقة ماكين في كلمة القتها في كليروتر بولاية فلوريدا يوم الاثنين ان اوباما quot;شخص ينظر إلى أميركا على انها غير مثالية بما يكفي ليعمل مع إرهابي محلي سابق استهدف بلدهquot;. وفي مطلع الاسبوع اتهمت بالين اوباما بانه quot;يتصادقquot; مع الإرهابيين.

وقال ديفيد بلوف مدير حملة اوباما عن الهجمات الجديدة بشأن فضيحة كيتنج quot;تاريخ ماكين في ما يتعلق بكيتنج ذو صلة ومن حق الناخبين ان يعرفوا الحقائقquot;. ووصفت حملة اوباما ماكين البالغ من العمر 72 عاما بانه quot; شاردquot; عن الازمة الاقتصادية. وجاءت اتهامات ماكين الغاضبة ورد أوباما العنيف قبل يوم واحد من المناظرة الثانية للمتنافسين على منصب الرئيس مما زاد من التوقعات بمناظرة ساخنة يوم الثلاثاء في جامعة بلمونت في ناشفيل بولاية تنيسي.

وقد تكون فرصة ماكين الاخيرة في تغيير دفة السباق هي مناظرة يوم الثلاثاء وهي الثانية بينهما وأيضا المناظرة الاخيرة التي تجري الاسبوع القادم في همبستيد بنيويورك. وكانت استطلاعات الرأي قد خلصت إلى ان أوباما فاز في مناظرته الاولى مع ماكين التي جرت قبل اسبوعين.

أوباما يتقدم

وفي تفاضيل تقدُم أباماكشف استطلاع لرأي نشرت شبكة quot;سي ان انquot; نتائجه الاثنين ان المرشح الديموقراطي عزز تقدمه على خصمه الجمهوري جون ماكين ليصبح الفارق بينهما ثماني نقاط (53% مقابل 45%). وحقق اوباما تقدما اكبر بين الناخبين المسجلين على اللوائح الانتخابية لكنهم لم يؤكدوا انهم ينوون التوجه الى مراكز الاقتراع. ويتقدم اوباما ب14 نقطة على ماكين (56% مقابل 42%) لدى هذه الشريحة من الناخبين.

وكان استطلاع للرأي نشر في 22 ايلول/سبتمبر كشف ان اوباما يتقدم بمقدار اربع نقاط على ماكين لدى المرشحين الذين اكدوا انهم سيدلون باصواتهم وخمس نقاط بين المسجلين الذين لم يؤكدوا مشاركتهم في الاقتراع. ويرى ستون بالمئة من الاميركيين ان اوباما سينتخب رئيسا، مقابل 37% يعتقدون ان ماكين سيصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدة.

واكد ثمانون بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع ان جوزف بايدن المرشح الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس مؤهل لتولي الرئاسة في حال الضرورة، لكن 43% فقط يعتقدون ان الجمهورية سارة بايلن مؤهلة للرئاسة. واجري الاستطلاع من الثالث الى الخامس من تشرين الاول/اكتوبر وشمل 1006 اشخاص، بهامش خطأ يبلغ 3,5% بين الذين قالوا انهم ينوون التصويت واقل من 3% بين الناخبين المسجلين.

ولم يبق سوى 28 يومًا للانتخابات الرئاسية الاميركية. واشار معهد غالوب في مؤشره اليومي، الى ان اوباما يتقدم ثماني نقاط على ماكين. وهو اليوم العاشر على التوالي الذي يسجل فيه اوباما quot;تقدما مهماquot; على ماكين في نوايا التصويت، حسبما ذكر المعهد. واوضح ان اوباما لم يسجل تقدما كهذا لفترة طويلة من قبل منذ حزيران/يونيو الماضي. واجرى المعهد استطلاعه بين الجمعة والاحد بعد المناظرة بين بايدن وبايلن وبعد اقرار خطة انقاذ القطاع المالي.

واشار quot;غالوبquot; الى ان ايا من الحدثين لم يؤثر على الناخبين. من جهة اخرى، افاد استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما الاثنين، ان المرشح الديموقراطي يتقدم على منافسه الجمهوري 12 نقطة في فيرجينيا (51% في مقابل 39%) وخمس نقاط في نيومكسيكو (45% في مقابل 40%). وكانت فيرجينيا ونيومكسيكو (18 من كبار الناخبين) صوتتا لجورج بوش في 2004.

وذكرت جامعة سوفولك التي اجرت الاستطلاع في فيرجينيا ان هذه الولاية صوتت لمصلحة الجمهوريين باستمرار منذ 1968. وقد اجري هذا الاستطلاع من الثالث الى الخامس من تشرين الاول/اكتوبر على عينة شملت 600 ناخب في فيرجينيا، وتتفاوت نسبة الخطأ فيه 4 %. ومنح الاستطلاع الآخر الذي اجرته صحيفة البيوكيورك جورنال اوباما تقدما بلغ خمس نقاط في نيومكسيكو. وكشف الاستطلاع ان هامش اوباما اوسع بين الناخبين من اصول اميركية لاتينية والمستقلين والشبان.

واوضح هذا الاستطلاع ان 62% من الناخبين الذين يتحدرون من اصول اميركية لاتينية يدعمون اوباما في مقابل 17% يؤكدون انهم سيصوتون لماكين. ويدعم 44% من المستقلين اوباما في مقابل 29% يدعمون سناتور اريزونا، ويؤكد 51% من الاشخاص الذين تتفاوت اعمارهم بين 18 و34 عاما، انهم سيصوتون للمرشح الديموقراطي في مقابل 36% يفضلون ماكين. واجري هذا الاستطلاع من 29 ايلول/سبتمبر الى الثاني من تشرين الاول/اكتوبر على عينة من 659 ناخبا مسجلا في نيومكسيكو. وتبلغ نسبة الخطأ فيه 3,8%.