رؤساء الطوائف المسيحية: شعبنا يتعرض لإبادة

أسامة مهدي من لندن: اعتبر رئيس الوزراء العراقي السابق زعيم حركة الوفاق الوطني ان المحاصصة السياسية الطائفية مسؤولة عما يتعرض له المسيحيون من قتل وأختطاف وأرهاب وتهجير وطالب الحكومة بأن تمارس دورها كحكومة وطنية قادرة على اداء واجباتها بعيداً عن الاهتمامات الخاصة المؤسسة على الطائفية السياسية والحزبية الضيقة.

وقالت حركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة علاوي في بيان صحافي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم quot;يمر اخواننا المسيحيون في الموصل في هذه الايام بتجربة مرة عصيبة حالهم حال بقية المواطنين العراقيين في عموم انحاء العراق ونحن سبق لنا أن شخصنا في اوقات كثيرة بأن الوضع الامني مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعموم السياسة المنتهجة المبنية على الاسس الطائفية السياسية والمحاصصات المقيتة وأن العجز الظاهر في بعض الاجهزة الامنية والعسكرية كانا من الاسباب المباشرة والمهمة في ما يلحق اخوتنا المسيحيين من قتل وخطف وارهاب وتهجيرquot;.

واكدت التضامن الكامل quot;مع الاخوة المسيحيين لا من منطلق الاقلية والاكثرية بل من منطلق الشعور بالمواطنة الحقيقية ومبدأ التكافؤ المبني على العدالة والمساواة وسيادة القانون واستقلال القضاء والتخلص من الظواهر السيئة والسلوك المنحرف لكثير من أجهزة الدولة ومسؤوليهاquot;. وشددت على ان العراقيين سواسية من غير تمييز وواجب السلطة الاول هو حماية المواطنيين وتحقيق الامن والامان وفرص العمل للجميع. وقالت quot;لكن المؤسف اننا نرى ان الوضع الامني على الرغم من كل الحملات الاعلامية الكبيرة لازال يعاني من مشاكل ضخمة ولازال هشاً كما افاد به الكثير من المسؤولين وقادة قوات المتعددة الجنسياتquot;.

وطالبت الحركة الحكومة بأن تمارس دورها كحكومة وطنية قادرة على اداء واجباتها بعيداً عن الاهتمامات الخاصة المؤسسة على الطائفية السياسية والحزبية الضيقة. واكدت استنكارها التام لما اصاب المواطنين المسيحيين ودعت الى اتخاذ الاجراءات السريعة والحقيقة في ارض الواقع قبل القنوات الفضائية والاعلامية والدعائية.

وشهدت مدينة الموصل الشمالية اليوم انتشارا عسكريا كثيفا اثر نزوح عدة الاف من المسيحيين نتيجة عمليات قتل طالت 12 شخصا منهم وتفجير ثلاثة منازل . وانتشرت قوات الجيش والشرطة في جميع الاحياء وليس في مناطق المسيحيين فقط واقامت نقاط تفتيش للتدقيق في الهويات. واعتبر الانتشار الامني الحالي اكثر كثافة مما كان عليه ابان حملة quot;ام الربيعينquot; الامنية التي استهدفت القاعدة الربيع الماضي. وقد شنت القوات العراقية منتصف ايار (مايو) الماضي حملة لمطاردة القاعدة والجماعات المتطرفة في المدينة، واعتقلت اكثر من الف مشتبه به.

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي اعلن امس اتخاذ الاجراءات quot;الفورية اللازمةquot; لاعادة المسيحيين الى الموصل بعد حركة نزوح جماعية شملت حوالى الف عائلة اثر تلقي تهديدات بوجوب المغادرة. وامر المالكي باجراء quot;تحقيق فوري حول اسباب هجرة عدد من العائلات المسيحية في الموصل واوعز باتخاذ الاجراءات الفورية واللازمة لاعادة العائلات المسيحية التي تم تهجيرها خلال الايام الماضيةquot;.

واشار دريد كشمولة محافظ نينوى وكبرى مدنها الموصل ان هناك عملية نزوح جماعي من المدينة وحيق ان حوالي 932 عائلة غادرت اثر تفجير ثلاثة منازل خالية تعود لمسيحيين في حي السكر شمال المدينة . واضاف ان الهجمة التي يتعرض لها المسيحيون هي الاعنف منذ عام 2003. وقد تعرض المسيحيون في الموصل لسلسلة من الاعتداءات ابرزها خطف اسقف الكلدان المطران بولس فرج رحو في شباط (فبراير) الماضي والعثور عليه مقتولا بعد اسبوعين في شمال الموصل. وتتعرض كنائس المسيحيين في العراق باستمرار الى اعتداءات ما ارغم عشرات الالاف منهم على الفرار الى الخارج او اللجوء الى سهل نينوى ومناطق اقليم كردستان العراق.