واشنطن: شن الجمهوريون حملة اتصالات واسعة لتأليب الرأي ضد السيناتور الديمقراطي باراك أوباما الذي يخوض سباق الرئاسة الأميركية مقابل غريمه الجمهوري سيناتور أريزونا جون ماكين، متهمين فيها السياسي الشاب الأسمر بالتعاون عن كثب مع بيل آيرز، أحد زعماء المنظمة الراديكالية quot;ويذر أندرغراوندquot; التي نشطت في أعوام الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وفق ما قالته مصادر في الحزب الجمهوري.

الاتصالات تأتي ضمن حملة ضغط أخيرة للجمهوريين بلغت تكاليفها 70 مليون دولار بهدف جمع مزيد من الأصوات لماكين في الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وقالت المصادر إن quot;مئات الآلافquot; من الاتصالات نفذت في عدد من الولايات التي شهدت منافسة حامية بين المرشحين بينها ولايات فيرجينيا ونورث كارولينا وأوهايو، ونفذت عن طريق الهاتف والبريد وطرق الأبواب.

ووفق مستند صادر عن الحزب الجمهوري فإن حملة الاتصالات التي وُثق بعضها تحت توصيف quot;روبوكالquot; غطت تكاليفها كل من حملة الحزب وحملة ماكين.

وتنتقد الاتصالات موقف أوباما من قضايا الأمن القومي ومعارضته لإجراء قانوني في ولاية الينوي يطالب الجهاز الطبي بتوفير رعاية صحية للمواليد الذين ينجون من عمليات إجهاض غير قانونية وعلاقته بويليام أيرز بالإضافة إلى موقفه من الأزمة المالية الراهنة. بموازاة ذلك وصف متحدث باسم مرشح الحزب الديمقراطي جهود المرشح الجمهوري الأخيرة واتصالاته بأنها خطوة يائسة quot;مضللة ومخزية.quot;

وقال بيل برتون المتحدث الوطني باسم باراك أوباما quot;حملة جون ماكين اعترفت أن موضوع الاقتصاد ورقة خاسرة لها، لذا قرر شن هجمات مضللة ومخزية مثل هذه..quot; وتأتي اتصالات الجمهوريين بعد يوم من تبادل الغريمين اتهامات بشن حملات سلبية لبعضهما البعض.

في الغضون وفي أعقاب تقرير أوردته وكالة أسوشيتد برس حول قيام مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI بمراجعة تحقيقات لعدة ولايات أميركية حول نشاط quot;ACORNquot; -وهي جمعية حقوقية تدعو للإصلاح، ومن أبرز المدافعين عن أوضاع الطبقة الوسطى والأدنى وحقوقها الاجتماعية والسلامة والنظام الصحي- بعد أن طالب السيناتور ماكين الخميس غريمه الديمقراطي بالإفراج عن مزيد من المعلومات عن العلاقة التي تربط بين الجمعية وحملته.

وطالب مدير حملة ماكين ريك ديفيس في بيان quot;حملة باراك أوباما بالكشف الكامل عن طبيعة علاقته مع ACORN.quot;

وفي رسالة إلكترونية أرسلت لشبكة CNN دافعت حملة أوباما قائلة quot;السؤال الحقيقي هو لماذا يواصلون (الحزب الجمهوري) إصرارهم على شيء غير صحيح، ولماذا يعتقدون أنهم بهجومهم على جماعة كان قد أشاد بها السيناتور ماكين، قد يساعد حملتهم؟quot;

هذا ولم يتسن لشبكة CNN أن تؤكد بصورة مستقلة تقرير وكالة أسوشيتد برس حول التحقيق الذي فتحه مكتب التحقيقات الفيدرالي حول ما إذا شجعت الجمعية على حصول تزوير في تسجيل أصوات الناخبين في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية مع اقتراب موعد الانتخابات في الرابع من نوفمبر المقبل. لكن عوضا عن ذلك، قالت مصادر حكومية عدة للشبكة إن الـFBI ووزارة العدل الأمريكية يراجعون وثائق قدمها محققون حكوميون حول quot;أكورنquot; لتحديد ما إذا كان هناك أساس للمزاعم من اجل فتح تحقيق فيدرالي جنائي.

وتأتي هذ التطورات على المستوى الفيدرالي، بعد أسبوع تقريباً من إرسال ستة من نواب الحزب الجمهوري رسالة إلى وزير العدل مايكل موكاسي يطالبون فيها بفتح تحقيق فيدرالي بنشاط quot;أكورنquot; حول تسجيل أصوات الناخبين الأمريكيين.

من جهتها ردت quot;أكورنquot; في بيان الخميس قائلة إن أيا من الوكالات الاتحادية لم تتصل بها. وأوضحت quot;في حال فتح تحقيق فإننا على ثقة بأن ساحتنا ستبرئ.quot;

وكان ماكين وفي آخر مناظرة رئاسية مع أوباما الأربعاء قد تحدى الأخير لتوضيح علاقته مع quot;أكورنquot; قائلا إن أكورن حالياً quot;على شفا ارتكاب واحدة من أخطر عمليات الاحتيال في تاريخ الاقتراع في هذه البلاد، وربما تدمير النسيج الديمقراطي.quot;

وجاء رد أوباما على كلام سيناتور أريزونا بأن علاقته الوحيدة مع الجماعة هو تمثيلها في دعوى قضائية ضد ولاية الينوي. غير أن تحقيقا أجرته CNN وجد أن مزاعم أوباما غير صحيحة، مشيرة أيضاً إلى أن المرشح الأسمر كان من المتحدثين في إحدى ندوات الجمعية لتدريب متطوعين كما أن حملته أبرمت عقداً مع مجموعة تعمل مع quot;أكورنquot; من أجل إجراء تدقيق في الأحياء خلال الانتخابات التمهيدية للحزب قبل إعلانه المرشح الرسمي لخوض السباق إلى جانب غريمه الجمهوري ماكين.

وكان أوباما ومسؤولون رفيعون في حملته قد صرحوا في بداية هذا الأسبوع أن حملة أوباما لديها جهودها الخاصة لتسجيل أصوات المقترعين والتي لا علاقة لها بالجهود التي أنهتها quot;أكورنquot; مؤخراً حول تسجيل أصوات الناخبين.