شعبان: زيارة سولانا إعلان عن الانفتاح على سوريا

دمشق: أعرب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا عن أمله أن تتواصل المباحثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل عبر الوسيط التركي وأكّد تأييد المنظومة الأوروبية الموحدة لهذه المباحثات، وكان حذراً في تحديد موعد لتوقيع اتفاقية الشراكة بين دمشق وبروكسل.

وأوضح سولانا في تصريحات صحافية بعد لقائه الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم اليوم الخميس طبيعة محادثاته مع القيادة السورية وموضوعاتها وقال إن المباحثات quot;تناولت الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على الدول المختلفة، وكيفية التعاون والتنسيق بين كافة الدول لتقصير أمد هذه الأزمة في أسرع وقت ممكنquot;.

كما أشار إلى أنه محادثاته مع الأسد تناولت عدداً من المواضيع السياسية والملفات الإقليمية، فيما كان حذراً ولم يحدد موعداً أولياً لتوقيع اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وسورية التي توقفت المباحثات فيها قبل ثلاثة أعوام، وأعرب عن أمله أن يتم توقيعها العام المقبل. إلى ذلك رأت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس الأسد هذه الزيارة quot;دليل على صحة المواقف والرؤى السياسيةquot; السورية.

وكان الرئيس الأسد استقبل صباح اليوم سولانا والوفد المرافق له الذي ضم مارك اوتي المبعوث الأوروبي الخاص لعملية السلام، كريستيان جوريه رئيس وحدة الشرق الأوسط والخليج والمتوسط في المجلس الأوروبي، وميشيل دوكلو سفير فرنسا بدمشق، وفاسيليس بونتو سوغلو سفير المفوضية الأوروبية بدمشق. وترى دمشق أن الاهتمام الأوروبي الراهن للتنسيق مع القيادة السورية في كافة الملفات والقضايا يأتي ليؤكد دور سورية المحوري في كل قضايا وملفات المنطقة الهامة.

وترى المصادر الرسمية في البلاد أن اهتمام المسؤولين الأوروبيين بسورية مؤخراً هو نتيجة لما لمسوه من دور هام لسورية في تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، الأمر الذي سينعكس حتماً على أوروبا فيما لو تحقق هذا السلام. وتؤكد المصادر أن فاعلية التواصل الأوروبي تزداد اليوم من خلال قيادة سورية للقمة العربية، والتغيرات الإقليمية المتسارعة، والأهم فشل سياسة عزل دمشق وعدم تحقيق أي نتائج ملموسة نتيجة هذا العزل.

ويغادر سولانا سورية بعد زيارة رسمية لدمشق استمرت يومين في إطار جولة له شملت عدداً من دول الخليج العربي بينها دولة الإمارات وقطر والسعودية. ويشار إلى أن سولانا صرّح قبل نحو شهر بأن الكتلة الأوروبية مستعدة لاستئناف محادثات الشراكة مع سورية quot;إذا لبت دمشق المزيد من المطالب الغربيةquot;، وأضاف quot;إن موقف الاتحاد الأوروبي هو مواصلة المفاوضات مع سورية بمجرد أن يقرر أنه أصبح من الواضح بما يكفي أن سورية غيرت موقفهاquot;.

وكانت العلاقات السورية الأوروبية شهدت توتراً كبيراً منذ اغتيال رئيس وزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في شباط/وفبراير 2005 واتهام دمشق بلعب دور في هذا الاغتيال, الامر الذي نفته سورية مراراً.

واتخذت سورية موقفاً متصلباً من أوروبا بعد مماطلتها في توقيع الاتفاق، ووجّهت رسالة على لسان كبار المسؤولين مفادها أن أوروبا ليست الخيار الوحيد بالنسبة لسورية، وأن الأخيرة يمكن أن تتجه شرقاً نحو آسيا وغرباً نحو أميركا اللاتينية متجاوزة الأوروبيين وغيرهم. وبدأت سورية منذ عام 2005 التوجه فعلاً نحو آسيا وأميركا اللاتينية، فزار الرئيس الأسد الهند، وتنامت علاقات بلاده الاقتصادية مع ماليزيا، والعسكرية مع كوريا، فضلاً عن تنامي العلاقات متعددة الجوانب مع الصين وفنزويلا وبعض دول أميركا اللاتينية، لكن ذلك لم يحقق خلال ثلاث سنوات مكاسب استراتيجية ملموسة.