طلال سلامة من روما: لم تتراجع quot;ماريا ستيلا جيلمينيquot;، وزير التعليم، خطوة واحدة عن خططها التي تقتضي بقطع الموارد المالية عن البني التحتية التعليمية هنا مع أنها أبدت استعدادها للتفاوض مع نقابات الطلاب والجامعيين. ولا يتردد برلسكوني لحظة عن دعم هذه الوزيرة بالكامل كونه quot;يكرهquot; المظاهرات واحتلال الجامعات. اليوم، نزل الطلاب والأساتذة يداً بيد الى الشوارع للاعتصام ضد إصلاحات تربوية تفتك أكثر مما تنفع. وما يزال برلسكوني يتمسك بموقف صارم إنما لا يعلم أحد بعد ان كانت رغبته في إرسال الشرطة والجيش لفك الحصار الطلابي عن الجامعات مزحة أم مجر رد فعل قاس أمام الإعلام أم جدي. يذكر أن سيلفيو برلسوني كما أومبرتو بوسي، رئيس حزب رابطة الشمال، كان طالباً مثالياً تعلم على أيدي أساتذة نموذجيين. إذ ترعرع في بيئة محافظة.

بالطبع، ثمة آراء سياسية مختلفة متعلقة بتفاقم أزمة الجامعات في كافة المدن الإيطالية، من أقصى شمالها الى أقصى جنوبها. وتجمع الآراء على أن تنظيم المظاهرات حق ديموقراطي لا يمكن لإيطاليا التخلي عنه مهما كان الائتلاف الذي يدير حكومة روما. لكن هذه الآراء قد تنقسم بعمق ان أقدم الطلاب على إشعال الفتن وأحداث العنف عن طريق استغلال أزمة مالية ضربت بدورها الجامعات. فوزيرة التعليم تنوي تخفيض ميزانية التعليم 8 بليون يورو مما سيمزق مستقبل آلاف الطلاب والباحثين الجامعيين الذين قد يضطرون الى هجرة ايطاليا بحثاً عن حلم لن يتحقق هنا تماماً كما يحصل مع المهاجرين غير الشرعيين الذين يغزون ايطاليا بحراً بحثاً عن حلم لم يتحقق في بلادهم. والحلم سر من الأسرار التي لا تعطي الحياة طعماً عندما تموت.

في هذا الصدد، ينظر السياسيون اليمينيون، لا سيما أولئك المنتمين الى حزب الاتحاد الوطني، بحذر الى سير هذه المظاهرات التي تتخذ طابعاً يسارياً شيوعياً بحتاً. على غرار الأزمة المالية العالمية، ثمة من يتوقع أن تكون الأزمة الجامعية الإيطالية طويلة وخطرة على ولاية برلسكوني!