بومباي: اطلاق نار غزير وانفجارات في فندق تاج محل
مومباي(الهند)، وكالات: أعلن مسؤولون أمنيون هنود أن العمليات الرامية إلى إخراج المتشددين المتحصنين في فندق تاج محل بمدينة مومباي إنتهت وأن ثلاثة إسلاميين مسلحين على الأقل قتلوا كما ارتفع عدد قتلى الهجمات الى 195 بالاضافة الى 295 جريحا. وقال حسن غفور قائد شرطة مومباي لرويترز ان فندق quot;تاج محل تحت سيطرتنا.quot;

وذكر يجوتي كريشنا دوت قائد قوة الكوماندوس بحرس الامن الوطني والتي قادت العملية على الفندق المحاصر ان عدد المتشددين القتلى ثلاثة. وقال لحشد من الصحفيين المحتشدين خارج الفندق انquot;عمليتنا ستتواصل حتى نراجع كل غرف وطوابق الفندق.quot; واردف قائلا ان الجثة التي شوهدت تلقى من نافذة في الفندق كانت جثة احد المتشددين.
واضاف ان المتشددين quot;اضرموا النار في اماكنquot; اثناء تحركهم عبر الفندق وهم يقاتلون جنوده خلال اليومين الماضيين.

وصرح مسؤولون بأن مسلحين اثنين او ثلاثة مسلحين مازالوا متحصنين داخل فندق تاج المحل التاريخي ولكن كل الاخرين قتلوا او اعتقلوا. وانحت الهند باللائمة على quot;عناصرquot; من باكستان لتزيد بذلك من حدة التوتر بين البلدين المسلحين نوويا. وقالت باكستان ان البلدين يواجهان عدوا مشتركا وانها سترسل رئيس جهاز المخابرات الباكستاني لاقتسام معلومات المخابرات بشأن الهجمات.

واقتحمت قوات هندية خاصة مركزا يهوديا وفندقا فاخرا اخر هو ترايدنت-اوبروي يوم الخميس. وقتلت هذه القوات مسلحين اثنين في المركز اليهودي بعد انزال حبال من طائرات هليكوبتر فوق سطحه ولكنها اخفقت في انقاذ ارواح خمس رهائن من بينهم حاخام يتخذ من نيويورك مقرا له وزوجته. واطلق الكوماندوس سراح 143 رهينة في فندق ترايدنت اوبروي ومن بينهم سائحون ورجال اعمال اجانب خرجوا بروايات مروعة عن سفك الدماء بالداخل. وقتل مسلحان.

وفي الوقت الذي هلل فيه المارة وهتفواquot;النصر للهند الامquot;دخل جنود كثيرون فندق تاج محل حيث قاتل المتشددون لاكثر من 48 ساعة. وقال جيوتي كريشنا دوت قائد حرس الامن الوطني شبه العسكري quot;في ضوء اطلاق النار والمواقع التي يحتلونها اقول انه يوجد اثنان او ثلاثة منهم على الاقل.quot; وصرح مسؤولون اخرون بأن المسلحين ربما يحتجزون رهائن. وقالت الشرطة انه تم العثور على 24 جثة بالداخل ولكن هذا العدد قد يرتفع. وضرب ما قام به المتشددون قلب مدينة مومباي التي يقطنها 18 مليون نسمة وهي المحرك لازدهار اقتصادي جعل الهند سوقا ناشئة مفضلة.

ومومباي ايضا مقر صناعة السينما الهندية quot;بوليودquot; مثال السحر في بلد مازال الفقر ينهكه. وقال وزير دولة هندي ان احد المتشددين الذين اعتقلوا باكستاني الجنسية وحذر رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ من ان quot;ثمناquot; سيدفع اذا لم يقم جيران الهند بتحرك لمنع استخدام اراضيهم لشن هجمات. ولكن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي قدم لفتة تصالحية ووعد بتعاون كامل. واردف قائلا للصحفيين في نيودلهيquot; ايا من فعل هذا ليس بصديقكم ولا صديقنا. quot;لسنا مسؤولين عن هذا وليس من مصلحتنا التورط في شيء كهذا.quot;

ونفذت الهجمات مجموعة صغيرة من الشبان المسلحين ببنادق وقنابل يدوية وقد وصل بعضهم بطريق البحر وقاموا بالانتشار عبر مومباي ليل الاربعاء لمهاجمة مواقع يرتادها السائحون ومسؤلو شركات. وقالت الشرطة ان 16 اجنبيا كانوا من بين القتلى البالغ عددهم 144. وأصيب 283 شخصا على الاقل.

واعلنت حكومات مختلفة ان من بين القتلى ثلاثة المان وثلاثة اميركيين واستراليا وبريطانيا وكنديا وفرنسيين واسرائيليا وايطاليا ويابانيا وسنغافوريا وتايلانديا. وقالت صحيفة تايمز اوف انديا نقلا عن تقارير استجواب متشدد معتقل ان تسعة من المسلحين زاروا مومباي قبل بضعة اشهر من اجل الاستطلاع. واضافت انهم اقاموا في منطقة كولابا القريبة من المركز اليهودي وتظاهروا بأنهم طلاب مسلمون.

واستهدف المتشددون مومباي من قبل ولكن هذه المرة يسود المدينة شعور ملموس بالخوف. وقال صاحب متجرquot;عندما يكون لديك ارهابي يطلق النار على الناس في المحطات والطرق فكيف يمكن لاحد ان يشعر بالامان بعد ذلك.quot; وشهدت مومباي انفجار عدة قنابل في عام 1993 اسفرت عن قتل 260 شخصا على الاقل في بورصة الاوراق المالية ومعالم اخرى. وقبل عامين قتل اكثر من 180 شخصا عندما فجر اسلاميون متشددون قطارات ركاب.

السعودية تنفي وفاة سعوديا

على صعيد متصل، نفت القنصلية السعودية في مومباي ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الهندية المرئية من أنباء عن مقتل اثنين من المواطنين السعوديين وقالت quot;إن القنصل العام شخصيا قام بعد مغرب هذا اليوم الجمعة بالإشراف والوقوف على عملية المسح والمراجعة لعدد خمسة مستشفيات والمخصصة لتلقي حالات الإصابة والوفيات جراء الأحداث الدامية حيث تأكد عدم وجود أي حالة وفاة وعدم صحة هذه المعلومات الأمر الذي أكده كذلك رئيس مركز الجريمة ومكافحة الإرهاب الهندي quot;المسئول عن تلقي البلاغات عن إصابات ووفيات الأجانبquot;.

وأبانت القنصلية في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أنه إلحاقا لما سبق التصريح به في إيضاح ما قامت به من إجراءات فيما يخص متابعة أوضاع رعايا المملكة وانطلاقا من واجباتها تجاه ذلك لمن تواجدوا من الرعايا السعوديين في مكان الحدث نفسه أو في مناطق قريبة منه أو مناطق أخرى أكثر أمنا وإنفاذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية فقد قامت اللجنة المشكلة من قبل القنصلية لتنفيذ ذلك بعدد من الإجراءات تمثلت بالتنسيق المستمر بينها وبين السفارة في نيودلهي حول المعلومات المتوفرة عن الرعايا السعوديين ومع الجهات الهندية الأمنية والرسمية هاتفيا وكتابيا .

وقامت القنصلية بالرد المستمر على مدار الساعة على اتصالات واستفسارات المواطنين والرعايا السعوديين من الهند ومن ذويهم بالمملكة والتي قدرت بحوالي 440 اتصالا هاتفيا منهم من اتصل أكثر من مرة إلى جانب متابعة أوضاع 14 مواطنا سعوديا نجوا بالخروج سريعا من موقع الحدث لحظة وقوعه منهم 6 أعضاء من القنصلية السعودية بينهم القنصل العام وطفل أحد أعضاء القنصلية إضافة إلى قيام السلطات الأمنية الهندية بتحرير 5 مواطنين سعوديين من فندق تاج محل وتم تقديم الرعاية التامة لهم .

مساعدة في التحقيقات

من جهة اخرى يصل فريق من مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي الى الهند لمساعدة السلطات الهندية في التحقيقات الجارية. واعلن مسؤول اميركي يعمل في مجال محاربة الارهاب انه من السابق لاوانه التوصل الى استنتاجات حول الجهات التي تقف وارء هذه الهجمات واشار الى ان هذه الهجمات مشابهة لتلك التي تشنها الجماعات المسلحة في القسم الهندي من اقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند باكستان. كما اوفدت بريطانيا فريقا من خبراء الادلة الجنائية الى الهند لمساعدة السلطات الهندية في التحقيق التي تقوم بعد توجيه الاخيرة طلب مساعدة.

اتهامات هندية

وعلى صعيد التداعيات الدبلوماسية للهجمات، قال وزير الخارجية الهندي إن quot;عناصر على علاقة بباكستانquot; متورطة في الهجمات على مومباي. لكن نظيره الباكستاني حث الهند على ألا تقحم السياسة في القضية، مضيفاً quot;يجب أن نضم أيادينا لهزيمة العدوquot;.

ومن المقرر أن يتوجه عدد من ضباط الاستخبارات الباكستانية في وقت لاحق إلى الهند لبحث الموقف مع نظرائه الهنود. وتقول باربارا بليت مراسلة بي بي في باكستان إن هناك شعوراً لدى كبار المسؤولين الباكستانيين أن الهند تصرفت بعجلة عندما ربطت بين بلادهم وتفجيرات مومباي. وفي بريطانيا نفى مسؤولون بريطانيون التقارير التي اشارت الى تورط مواطنين بريطانيين من أصل باكستاني في الهجمات. واعلن ناطق باسم الخارجية البريطانية انه تم الاتصال بالسلطات الهندية التي اكدت على عدم وجود ادلة على تورط بريطانيين في هذه الهجمات.

الفندقان

ميدانياً سيطرت القوات الهندية الخاصة على الوضع في فندق اوبروي -أحد المواقع المستهدفة. وقال قائد وحدة عمليات خاصة في فندق تاج محل إنه تم العثور على نحو 30 جثة في غرفة بالفندق. واخلت الشرطة 100 شخصا من نزلاء فندق اوبروي ترايدنت في مومباي بينما عثرت على 24 جثة.

وقد أعلنت منظمة تطلق على نفسها اسم quot;مجاهدو ديكانquot; مسؤوليتها عن الهجمات، إذ بعثت المنظمة المذكورة، والتي لم تكن معروفة في السابق إلا على نطاق ضيق، برسالة عبر البريد الإلكتروني إلى وكالات الأنباء تعلن فيها مسؤوليتها عن تنفيذ الهجمات.

مسرح للهجمات

وقد أصبحت مدينة مومباي في الفترة الأخيرة مسرحاً لعدة هجمات مماثلة أُلقي اللوم فيها على مسلحين إسلاميين. فقد كانت المدينة هدفا لسلسلة من الهجمات بالقنابل في شهر يوليو/تموز من عام 2006 أودت بحياة 190 شخصا وأصابت أكثر من 700 بجروح. وقد اتهمت الشرطة الهندية حينها المخابرات الباكستانية بالتخطيط للهجمات التي قيل إنها نفذت من قبل جماعة quot;عسكر طيبةquot; المسلحة التي تنشط في القسم الباكستاني من كشمير.

وتأتي الهجمات الأخير في وقت تشهد فيه العلاقات بين الهند وباكستان تحسنا، وبعد أيام فقط من التصريح الذي أدلى به الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري وقال فيه إن بلاده لن تكون البادئة باستهداف الهند بالصواريخ. يذكر ان ثمة اتفاقا بين البلدين الجارين لمكافحة الإرهاب وينص على قيامهما بتبادل المعلومات بشأن الهجمات الارهابية.