رايس وصلت إلى باكستان لإستكمال الضغط عليها

رايس تضغط على باكستان وتخفيف رد فعل الهند

إسلام أباد: وصلت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، إلى باكستان الخميس، قادمة من الهند التي قصدتها لمحاولة نزع فتيل الأزمة بينها وبين إسلام أباد، على خلفية هجمات مومباي الدامية التي راح ضحيتها أكثر من 180 شخصاً، بعملية قالت نيودلهي إن منفذيها قدموا من باكستان.

وتأتي زيارة رايس بعد لقاءات عقدها رئيس الأركان الأميركية المشتركة، مايكل مولان، مع قادة الجيش وأجهزة الأمن في باكستان، ومع الرئيس آصف علي زرداري، في وقت كشف فيه رئيس أحد تجمعات الصيادين على سواحل مومباي أنه حذّر الشرطة قبل أشهر من وجود مسلحين يقومون بتهريب مواد متفجرة دون أن يلقى التجاوب المطلوب.

وكانت رايس قد استبقت زيارتها إلى باكستان بالقول إن للإسلام أباد quot;دور كبير تلعبه ضد الجماعات المسلحة داخل حدودها. وقالت رايس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الهندي في نيودلهي quot;نعتقد أنّ لباكستان دورا مركزيا عليها أن تلعبه على هذا الصعيد، وأن تتأكّد من أنّ هؤلاء الإرهابيين لن يستمروا في العمل وبمثل هذه الطريقة.. المنفذون الذين لا دولة لهم، أحيانا يعملون في إطار دولة وعندما يكون الأمر على هذا الشكل، فإنّ هناك تحركا مباشرا جدا وقويا ينبغي أن يتم اتخاذهم ضدهم.quot;

ومن جهته، حذّر وزير الخارجية الهندي براناب موخرجي، في المؤتمر الصحفي، من أنّ بلاده ستدرس خيارات quot;لحماية وحدة أراضيهاquot; إذا رفضت باكستان تسليم مجموعة من المشتبهين.

وبالتزامن مع هذه التطورات، تزايدت المؤشرات التي تدل على أن السلطات الهندية تلقت تحذيرات من هجمات محتملة، دون أن تقوم بإجراءات الردع اللازمة، فبعد كشف مسؤول أمني أميركي عن تحذيرات من واشنطن بهذا الصدد، قال رئيس أحد تجمعات الصيادين أنه أدلى للشرطة بمعلومات مماثلة. وقال دامودا تانديل، أنه حذّر الشرطة من وجود عمليات تهريب متفجرات عبر المرفأ الذي يعمل فيه عند شواطئ مومباي قبل أشهر من تنفيذ العملية ووصول المهاجمين عبر البحر.

وعرض تانديل نسخة عن رسالة قال إنه بعثها إلى السلطات يظهر فيها إشارته إلى أن quot;عناصر إرهابية تستخدم المرفأ لتهريب مادة RDX الشديدة الانفجار،quot; مؤكداً أن الشرطة لم تتجاوب مع تحذيراته.

وقال تانديل إنه يخشى وجود المزيد من المتفجرات المزروعة في أهداف داخل مومباي، على غرار تلك التي فككتها الشرطة الأربعاء في محطة القطارات، غير أن مصادر بأجهزة الأمن ردت بالتأكيد على أنها كشفت كل المتفجرات وأبطلت مفعولها، معتبرة أن المعلومات التي قدمها تانديل كانت quot;مبهمةquot; ما حال دون تحركها.

وكان مسؤول في شعبة مكافحة الإرهاب الأميركية قد قال في تصريح، إن الولايات المتحدة حذرت نيودلهي بشأن مثل هذا الهجوم قبل أكثر من شهر. وأوضح المصدر أن التحذير الأميركي لنيودلهي كان يشير إلى احتمال تعرض مومباي لهجوم عن طريق البحر. وأكد مسؤولون هنود أن مسؤولين أميركيين حذروا المسؤولين الهنود بشأن مثل هذا الهجوم مرتين على الأقل.

وقالت أجهزة الأمن الهندية إنها اعتقلت أحد أعضاء تنظيم quot;عسكر طيبةquot;، الذي حظرته الحكومة الباكستانية عام 2001، في فبراير/شباط الماضي، مشيرة إلى أنه كان يعاين مدينة مومباي لشن هجوم يستهدف أماكن فيها. وكان مسؤولون استخباراتيون أميركيون قد دأبوا على القول إن هناك مؤشرات على نشاط لتنظيم quot;عسكر طيبةquot;، لكنهم رفضوا توجيه اتهام واضح وصريح.