واشنطن: مع اقتراب الرابع من نوفمبر تشرين الثاني موعد الانتخابات بالولايات المتحدة يشعر الديمقراطيون بالامل والخوف في نفس الوقت..
من الممكن أن يفوز الديمقراطيون في انتخابات الرئاسة الاميركية وبانتخابات الكونجرس في نفس الوقت لاول مرة منذ 16 عاما ومن ثم سيواجهون بعد ذلك ضغوطا لتحقيق تعهداتهم التي تقدموا بها خلال الحملة الانتخابية.
ويسلم الديمقراطيون بأنهم اذا فشلوا في خفض أسعار الطاقة سريعا واحياء الاقتصاد وفي سحب القوات من العراق وتوسيع برامج الرعاية الصحية وضمان تنظيم أسواق المال بشكل مناسب فمن المرجح أن يعيد الناخبون الجمهوريين ثانية الى مجلسي الشيوخ والنواب في الانتخابات التي ستجرى عام 2010 .
وقال السناتور تشارلز شومر من نيويورك رئيس لجنة الحملة الانتخابية للديمقراطيين في مجلس الشيوخ quot;اذا وصلنا عام 2009 ولم نحل مشاكل الناس سيبعدونا بنفس السرعة التي أوصلونا بها.quot;
وقد حدث ذلك من قبل.. كانت اخر مرة فاز فيها الديمقراطيون بانتخابات الرئاسة والكونجرس عام 1992 . وبعد عامين أعاد الناخبون الجمهوريين ثانية للهيمنة على مجلسي النواب والشيوخ ولكن شومر يقول انه quot;متفائلquot;.
واستطرد quot;الناس يطلبون التغيير وأعتقد أنكم سترون أحد أكثر الدورات المثمرة للكونجرس اذا حصلنا على عدد جيد من المقاعد في مجلسي النواب والشيوخ.quot;
وفي حين يخوض المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية باراك أوباما والمرشح الجمهوري في الانتخابات جون مكين سباقا متقاربا الا أن نتائج استطلاعات الرأي توضح أن الديمقراطيين ربما يتجهون صوب توسيع هيمنتهم على الكونجرس. ويشغل الديمقراطيون حاليا 235 مقعدا من مقاعد مجلس النواب مقابل 199 مقعدا للجمهوريين وهناك مقعد شاغر كما يشغلون 51 مقعدا في مجلس الشيوخ مقابل 49 مقعدا للجمهوريين.
ومن المتوقع أن يفوز الديمقراطيون بما يصل الى 15 مقعدا اضافيا في مجلس النواب.
ويتوقع محللون أن يحصل الديمقراطيون على ما يصل الى ستة مقاعد اضافية في مجلس الشيوخ ولكنهم لن يشغلوا اجمالي 60 مقعدا وهو العدد اللازم للتغلب على العقبات الاجرائية للجمهوريين وهو ما يعني أن سيتحتم عليهم التفاوض أو مواجهة طريق مسدود.
وقال ميتش مكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ quot;لا يمكن سن قانون دون تميرره عبر مجلس الشيوخ.quot;
وهذا حقيقي الا أن مع زيادة عدد الديمقراطيين في الكونجرس والمطالب العامة بالتغيير يأمل أوباما كسب تأييد عدد كاف من الجمهوريين بشكل يمكنه من دفع أجندته التشريعية للامام.
ومن بين تعهداته في حملته الانتخابية اصلاح القواعد المالية والغاء الخفض الضريبي على الاغنياء وخفض الضرائب للطبقة المتوسطة وسد الثغرات الضريبية التي يقول انها تشجع الشركات الاميركية على الانتقال للخارج وكبح ظاهرة الاحتباس الحراري. ويريد الديمقراطيون التحرك سريعا.
وقال كريس فان هولن من ماريلاند رئيس لجنة الحملة الانتخابية للديمقراطيين في مجلس النواب quot;نريد أن نوضح على الفور أن الانتخابات تحدث فارقا.quot;
ولكن العجز الاتحادي غير المسبوق الناجم بشكل كبير عن الخفض الضريبي الذي طبقه الرئيس الاميركي جورج بوش والزيادة في الانفاق الاتحادي خاصة للحربين في العراق وأفغانستان قد يؤديان الى الحد مما يريد أي أحد أن يحققه.
وتوقع مكتب الميزانية التابعة للكونجرس أن يزيد العجز في الميزانية الاميركية بشكل قياسي ويبلغ 438 مليار دولار العام المقبل. ومن المؤكد أن يزيد ذلك مع تحرك الحكومة لشراء مئات المليارات من الدولارات من الديون المعدومة للتغلب على أسوأ أزمة مالية أميركية منذ الكساد العظيم قبل نحو 70 عاما.
ودعا أوباما الى سحب القوات الاميركية من العراق واعادة نشرها في أفغانستان ضمن جهود متزايدة للقضاء على المتشددين مثل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.
وقال فان هولن quot;سيكون هناك تركيز جديد على أفغانستانquot;
واضافة الى دفع أجندتهم الموسعة للامام يأمل الديمقراطيون المضي قدما في اجراءات اتخذ الرئيس الاميركي جورج بوش ضدها حق النقض (الفيتو) أو أوقف الجمهوريون في مجلس الشيوخ تميررها ومن بينها:
- السعي لتغيير قرار للمحكمة العليا الاميركية زاد من صعوبة اقامة نساء دعاوى قانونية ضد التمييز ضدهن في الاجور.
- زيادة المساعدات الاتحادية لبرنامج التأمين الصحي للاطفال.
- منع وكالة المخابرات المركزية الاميركية من استخدام أسلوب محاكاة الغرق والاساليب الصارمة الاخرى أثناء التحقيق مع متهمين.
- توسيع التمويل الاتحادي لابحاث الخلايا الجذعية.
ويسعى الديمقراطيون أيضا الى ترك علامة على المحكمة العليا التي يرشح الرئيس أعضاءها التسعة ويؤكد مجلس الشيوخ هذا الترشيح.
ويقدر جو بايدن الذي اختاره أوباما لخوض انتخابات الرئاسة معه كنائب له أن ما يصل الى ثلاثة قضاة من التسعة قد يتقاعدون خلال السنوات الاربع المقبلة وهذا سيمنح فرصة لاوباما اذا فاز في انتخابات الرئاسة القيام بتعيينات ستوقف ميل المحكمة صوب المحافظين.
وقال بايدن quot;اضافة الى انهاء حرب العراق فان أهم شيء اخر يمكن لباراك أوباما أن يقوم به... هو تحديد الاعضاء المقبلين للمحكمة العليا.quot;