لندن: واصلت الصحافة البريطانية تغطيتها لاحداث غزة، وابرزت مصرع القيادي في حركة حماس نزار ريان في غارة جوية اسرائيلية على منزله في مخيم جباليا.

وبعد ستة ايام من الغارات الجوية الاسرائيلية، تقول الاندبندنت، نقلا عن منظمات انسانية، ان غزة تواجه ازمة انسانية، لان الغارت اسفرت عن quot; مشاكل حادة في الحصول على امدادات الغذاء، والدواء، والوقود، للسكان المحاصرينquot;.

وتشير الصحيفة الى التناقض بين تقدير هذه المنظمات، وما صرحت به وزيرة الخارجية الاسرايلية تسيبي ليفني، خلال زيارتها الاخيرة لباريس الخميس، بانه quot; لا توجد ازمة انسانية في القطاع، ولذا لا حاجة لهدنة انسانيةquot;.

الصعوبة الكبرى التي تواجه العديد من السكان هو خوفهم من خوض مغامرة الخروج لشراء احتياجاتهم من الغذاء. المسؤلون في غزة ايضا غير راغبين في المشاركة في عملية توزيع الطعام، خشية ان يضحوا اهدافا مشروعة لاسرائيل كونهم يتعاونون مع ادارة حركة حماس.

وتتساءل كريس جنيس العاملة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في غزة المسؤولة عن مساعدة 750 الف شخص quot; كيف يمكن للفرد ان يقوم بعمل الاغاثة بشكل طبيعي في ظل هذه الاوضاع؟quot;.

الاطباء يقولون ان المستشفيات، ينفذ مخزونها من الادوية والاجهزة بينما تتزايد حصيلة القتلى والمصابين.

وتورد الصحيفة شهادات عدد من الاطباء تؤكد عجز المستشفيات عن مواكبة الاعداد الكبيرة من الجرحى والمصابين.

يقول الطبيب حسن خلاف في مستشفى الشفاء quot; لقد نظمنا المستشفيات بحيث تستقبل مستشفيات معينة حالات معينة من الاصابات. لكن المشكلة المشتركة التي نواجهها ان لدينا عجزا شديدا في كثير من الاشياء خاصة في المواد التخديرية والمضادات الحيويةquot;.

الا ان اسرائيل تنفي تماما على لسان مارك ريجيف الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي، استهداف مسؤولي توزيع الغذاء، ويصف ريجيف هذه المخاوف او المزاعم كما يقول بأنها quot; هراءquot; مشيرا الى ان quot; الاسباب الحقيقية وراء ذلك ربما تكون في صالح حماس التأكيد على ان الطعام لا يصل الى الناس خدمة لاجندتها الخاصةquot;.

مقتل قيادي حماس

غالبية الصحف البريطانية ابرزت مقتل القيادي في حركة حماس نزار ريان وعدد من افراد اسرته، في غارة قد تنذر بمرحلة جديدة في العملية العسكرية الاسرائيلية، كما تقول التايمز.

وتقول التايمز ان حماس تعهدت بان تدفع اسرائيل quot; ثمنا باهظاquot; لمقتل ريان الذي تصفه الصحيفة بانه احد قيادات حماس السياسية المتشددة والذي ناصر quot; استئناف العمليات الانتحارية داخل اسرائيلquot;.

اما الاندبندنت فتشير الى ان عائلة ريان قد تلقت تحذيرا من اسرائيل قبل 30 دقيقة من وقوع الغارة بان المنزل سيهاجم، الا ان محمد البيك وهو ابن لاحدى زوجات ريان قال انهم رفضوا المغادرة وانه اتصل بريان، ناصحا ايه بالمغادرة قبل ثوان من وقوع الغارة الا انه قال quot; انني ارغب في الاستشهادquot;.

مفاعل ديمونة في مرمى النيران

صحيفة التايمز تناولت موضوعا رئيسيا يحمل عنوان quot; صواريخ غزة تضع مفاعل اسرائيل في نطاق المعركةquot;، ويقول مراسل الصحيفة جيمس هايدر الذي يحرر موضوعه من بئر السبع، ان المخاوف في ازدياد في اسرائيل من أن تصيب صواريخ حماس المفاعل النووي في ديمونة، والذي يحظى بأكبر قدر من السرية هناك.

ويضيف الكاتب أن حجم ومدى الصواريخ التي تطلق من غزة أجبرت الكثير من الاسرائيليين على الفرار من المدينة حيث غادرها حتى الآن مابين 30 الى 40 في المئة من السكان الى تل أبيب أو ايلات، كما أن القادة العسكريين دهشوا من حجم وقدرة الترسانة العسكرية للفلسطينيين في غزة.

ويضرب الصحفي مثالا على ذلك بمدينة بئر السبع التي اضطرت لإتخاذ اجراءات احترازية، وأغلقت المدارس، بينما أصوات صفارت الانذار صارت تدوي في المدينة على فترات متقطعة.

ويضيف الكاتب أن الضربات الاسرائيلية ترمي الى القضاء على منصات اطلاق الصواريخ في غزة، وابادة الصواريخ الأكثر تطورا من غراد والتي يجري تهريبها الى القطاع عبر الأنفاق أو البحر.

ويقول مسؤولون عسكريون اسرائيليون ان حماس حصلت على صواريخ فجر ثلاثة الايرانية ذات المدى الطويل، وإن الخوف الآن من أن تسقط تلك الصواريخ على مفاعل ديمونة، المفاعل النووي الوحيد في اسرائيل والذي يقع على بعد عشرين كيلومترا فقط من بئر السبع.