بهية مارديني من دمشق: يصل وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة ممثل ولاية واشنطن في مجلس النواب الأميركي آدم سميث برفقة ستة برلمانيين من أعضاء لجنة القوات المسلحة في الكونجرس إلى دمشق اليوم في زيارة رسمية يبحث خلالها العلاقات الثنائية مع سوريا.

وقالت مصادر دبلوماسية لإيلاف quot;ان هذه الزيارة تأتي كتمهيد لتحسين العلاقات مع سورية بعد تنصيب الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما وعلى طريق طي صفحة من العلاقات المتوترة وفي اطار بناء الية جديدة للحوار المشترك quot;، وسيكون هذا الوفد واحد من عدة وفود أميركية حيث يزور دمشق وفد لجنة الشؤون الخارجية قريبا، حيث أكدت المصادر ان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي السيناتور هوارد بيرمان سيزور سورية وهي الزيارة التي تنظر اليها العديد من الأوساط بكثير من الاهتمام اذ ان لجنة العلاقات الخارجية الأميركية هي اللجنة التي سمحت بتبني قانون محاسبة سورية خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. ويسبق زيارة بيرمان إلى دمشق زيارة وفدين، الأول يرأسه عضو مجلس الكونغرس سميث الذي يصل اليوم، والوفد الثاني هو وفد برئاسة السيناتور بنجامين كاردن وهو من أعضاء لجنة الشؤون الخارجية.

الوفود الثلاثة وهم من الديمقراطيين اختاروا بأن تكون زيارتهم بعد تولي أوباما سدة الرئاسة، إلا أن محللون سياسيون سوريون نصحوا بعدم الإغراق في التفاؤل بالإدارة الأميركية الجديدة ودعموا أقوالهم لاحقا بتصريحات اوباما ووزيرة الخارجية الأميركية الجديدة هيلاري كلينتون والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل، المعين حديثا، الذي توجه الى المنطقة، كما كان البيت الأبيض أعلن ان أوباما أجرى اتصالا هاتفيا بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز طالباquot;دعماً سعودياً للجهود الرامية الى وقف تهريب الأسلحة الى غزةquot;، وهو ملف مختلف عليه مع دمشق كما اجرت الوزيرة كلينتون اتصالات هاتفية مع عدد من نظرائها في العالم، بينهم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ووزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، إضافة الى عدد من الزعماء، بينهم العاهل الملك الاردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك وفي تلك الحالتين استثناء لدمشق رغم الحديث الأميركي عن أهمية الحوار مع سوريا وايران .

والسيناتور الأميركي السابق والمبعوث الحالي الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل (75 عاما)، رحبت بتعيينه دمشق، الا انه استثناها ايضا من زيارته لعدة دول في المنطقة، ورغم ان دمشق لا تبدو مستعجلة كما انها تتعامل في تصريحاتها بهذا الخصوص بدبلوماسية، ويمكن العودة الى تصريحات المستشارة السياسية والاعلامية للرئاسة السورية الدكتورة بثينة شعبان بعد تنصيب اوباما رغم ان هناك الكثير من الملفات العالقة والقضايا ذات الاراء المتباينة، الا ان واشنطن على الضفة المقابلة تعاملت في هذا الملف عبر الفترة الاخيرة بمرحلة اولية من جس النبض من خلال مقربين لاوباما .
وكان الرئيس السوري بشار الأسد أكد في برقية تهنئة ارسلها الى اوباما بمناسبة تنصيبه على quot;تطلع سوريا الى حوار مثمر مع الولايات المتحدة مبني على اساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل يقود الى سلام عادل وشامل في المنطقة على اساس قرارات الامم المتحدة ذات الصلةquot;.

يذكر ان الزيارت الأميركية لدمشق تأتي وسط توقعات ان تعين ادارة اوباما، فريدريك هوف سفيرا لها في سورية، وهو الذي سبق له ان خدم في الجيش الأميركي كما تقلد عدة مناصب حتى العام 1993، ثم التحق بمؤسسة تعمل مع حكومات على حل النزاعات وتطوير الأعمال، وقام رئيس لجنة ميتشيل لتقصي الحقائق في عملية السلام الفلسطينية ndash; الاسرائيلية في العام 2001، بتكليف هوف بترؤس الفريق الذي قدم تقريرا عن عملية السلام الى الكونغرس، حيث يعتبر هوف من اكثر الخبراء الاميركيين المتابعين لملف مفاوضات السلام بين سورية واسرائيل، وشارك خلال لقاء في بيروت في اكتوبر 2005، جمع عددا من الخبراء الاميركيين والبريطانيين مع نواف الموسوي، مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله وموسى ابو مرزوق، ممثلا لحركة حماس، كما شارك هوف في ندوة في واشنطن وصف فيها قيادة حزب الله بالارهابية في 2006.