طلال سلامة من روما: يدعى quot;جواكينو جينكيquot; وهو مؤسس أكبر أرشيف تنصت في البلاد يضاهي الأرشيفات السرية التابعة لأجهزة المخابرات الأميركية. ثمة من يقول أن هذا الأرشيف استهدف أكثر من 370 ألف شخصاً إنما الكثيرين يشككون بهذا الرقم. بنظرهم، فان عملية التنصت استهدفت خمسة ملايين مقيم بإيطاليا. في حال صدقت هذه النظرية، فان جواكينو جينكي، الذي كان معاوناً لبعض القضاة هنا، قد يكون ابتكر أكبر ملف تنصت في تاريخ ايطاليا. لذلك، قررت محكمة روما التحري عن أنشطة هذا المعاون القضائي عن طريق إدراجه في لائحة التحقيقات القانونية الذي قد تنتهي باعتقاله وزجه بالسجن. وتدور الاتهامات، في الوقت الحاضر، حول الإفراط في الصلاحيات واختراق الخصوصيات الشخصية ومعالجة الملايين من المعطيات الشخصية بصورة غير شرعية. بمعنى آخر، تريد الشرطة القضائية كشف النقاب عن هوية quot;جواكينو جينكيquot; المهنية. فلمن يعمل في الحقيقة هذا العبقري وما هي علاقاته بالمافيا وهل استخدم أرشيفه الخاص لبيع معلومات حول المواطنين الى من يدفع أكثر بسخاء ومن دون تفكير؟

مما لا شك فيه أن قضية quot;جينكيquot;، الذي كان مستشاراً خاصاً لأنسجة قضائية رفيعة المستوى، جنوب ايطاليا، ستتداخل مباشرة بأجندة أعمال quot;أنجلينو ألفانوquot; وزير العدل. فمن أثار قضية هذا المعاون والمستشار القضائي يساريين مشتركين في إدارة أعمال بعض لجان العدالة التي يقود إحداها فرانشيسكو روتيللي، الذي أجرت ايلاف معه مقابلتين هاتفيتين لغاية اليوم.

ويستهدف القضاة بروما جزء من هذا الأرشيف، يحتوي على 600 ألف عملية تنصت. والعديد منها استهدفت برلمانيين ورجال مخابرات إيطاليين. ولا يستبعد بعض المحللين أن يكون جواكينو جينكي مرتبطاً ببعض الجهات الماسونية التي تريد مراقبة ومتابعة كل شاردة وواردة تحصل بإيطاليا، عن بُعد ودون أن تتدخل. علماً أن الخلايا الماسونية هنا تستمر بأنشطتها كالعادة ولديها نفوذ مباشر في البنى السياسية والاقتصادية للبلاد.