واشنطن، وكالات: جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما التأكيد على دعم بلاده لمحكمة دولية لمحاكمة المشتبه بهم في إغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري والمنتظر بدء أعمالها في أول مارس اذار. وفي بيان بمناسبة ذكرى اغتيال الحريري في 14 فبراير شباط 2005 قال اوباما ان الولايات المتحدة تشاطر اللبنانيين الحزن لفقد الحريري وتشاطرهم quot;أيضا الايمان بأن تضحيته لن تضيع سدى. quot;تؤيد الولايات المتحدة تماما المحكمة الخاصة من أجل لبنان.. التي سيبدأ عملها في غضون بضعة أسابيع لتقديم المسؤولين عن هذه الجريمة المروعة والجرائم التي تبعتها للعدالة.quot;

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة ستتعهد بستة ملايين دولار للمساعدة في دفع تكاليف العام الثاني من عمليات المحكمة ..وذلك مرهون بموافقة الكونغرس على ميزانية السنة المالية 2009 .. اضافة الي 14 مليون دولار تم التعهد بها بالفعل. واضافت كلينتون قائلة في بيان quot;الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يشاركان شعب لبنان مشاعره في يوم الحزن هذا.quot;

وسعى سلف اوباما الرئيس السابق جورج بوش الذي ترك السلطة الشهر الماضي ايضا من أجل تحقيق شامل في مقتل الحريري و22 شخصا اخرين في تفجير سيارة ملغومة في بيروت. واتهم بعض السياسيين المناهضين لسوريا دمشق بالوقوف وراء التفجير لكن دمشق تنفي ذلك. واثار الاغتيال انتقادات دولية أجبرت سوريا على سحب قواتها من لبنان بعد وجود استمر حوالي 30 عاما. وقال أوباما quot;في الوقت الذي يستعد فيه لبنان لانتخابات برلمانية.. ستواصل الولايات المتحدة دعم سيادة واستقلال لبنان.. والمؤسسات الشرعية للدولة اللبنانية والشعب اللبناني.quot;

وكان يشير الى الانتخابات البرلمانية المقررة في يونيو حزيران. وساد هدوء نسبي لبنان على مدى ثمانية شهور بعد اتفاق تم التوصل اليه العام الماضي نزع فتيل صراع على السلطة بين ائتلاف يقوده السنة وتحالف يقوده حزب الله الشيعي بعدما تحول الى صراع مسلح.

فيلتمان

صرح مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط بالوكالة السفير جيفري فيلتمان لصحيفةquot;النهارquot; بأن الدعم الأميركي لعمل المحكمة الدولية غير قابل للتفاوض او التراجع. وقال ان حكومته لا تعرف الجهة التي اغتالت الحريري quot;ولكن ما نعرفه وما نريد تأكيده هو اننا سندعم المحكمة بكل الوسائل كي تكشف وتعاقب القتلة ومن يقف وراءهم، لان الوقت قد حان للتأكيد بشكل قاطع ان جرائم الاغتيالات السياسية في لبنان لن تبقى من دون عقابquot;.

وعن مخاوف بعض اللبنانيين من ان يكون احياء المفاوضات بين سوريا واسرائيل على حساب لبنان، قال اوباما يعتزم مراجعة السياسة الاميركية في المنطقة وذلك في اشارة ضمنية الى سوريا وايران، quot;لكن هذا لا يعني اطلاقا ان أي قرارات تتخذها الادارة الجديدة ستكون على حساب لبنان او استقلاله او سيادته. لقد كان هدفنا ولا يزال مساعدة اللبنانيين على حكم انفسهم بانفسهم، وان يكونوا مسؤولين امام الشعب اللبناني وان يرضوه لا ان يرضونا او يرضوا سوريا او أي فريق آخرquot;.

وامتنع فيلتمان عن تأكيد أو نفي الاخبار التي تفيد أن كلينتون قررت تثبيته في منصبه الموقت بحيث يصير رسميا مساعدها لشؤون الشرق الاوسط، إلا أن مصادر أخرى داخل الوزارة وخارجها أكدت ذلك لـquot;النهارquot;.