جلسة حاسمة لتقرير موازنة الحكومة اللبنانية بعد غد
إشادات بخطاب نصرالله: ساعد على تنفيس الإحتقان الداخلي

مبعوثة أوروبية: الإنتخابات هي أول تحد للبنان

جنبلاط يدعو إلى الهدوء دعماً quot;لبناء الدولةquot;

بري: إستخدمنا حيلاً ونعمل على خفض سن الإقتراع قريبًا

قوى 14 آذار ردت بنجاح على إجتياح 7 أيار

ذكرى الحريري الرابعة إقتراع كثيف بالأقدام

إنتخابات اليوم الواحد تجربة إستثنائية بلبنان

قوى 14 آذار تنعي أحد مناصريها جراء تعرضه للاعتداء

بيروت، مصادر مختلفة: إستكمالاً لخطابات التهدئة التي بدأت مع ذكرة إغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، فقد أكمل أمين عام حزب الله حسن نصرالله سلسلة الخطابات الهادئة حيث تميز خطابه، لمناسبة الذكرى الثانية لإغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية (الحاج رضوان) بنبرة سياسية داخلية هادئة. وأكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن المطلوب من الجميع الإرتقاء إلى الخطاب الوطني الجامع. وأشاد بخطاب الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; وحيا خاصة نهج الأبواب السياسية المفتوحة داخليًا.

وأشادت أوساط نيابية في كتلة المستقبل بكلام نصر الله الداخلي، وقالت لصحيفة السفير إنه جاء مكملاً لخطب ساحة الشهداء، وأن هذا الأمر عبر عنه رئيس الكتلة النائب سعد الحريري خلال الاتصال الذي أجراه بالمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، وأكد له مضي كل قوى الرابع عشر من آذار بخيار التهدئة والحوار، وأن كلمات الخطباء صبت في هذا الاتجاه، مشيداً في الوقت نفسه بدور حزب الله في ضبط الوضع في الشارع وتطويق الإشكالات الميدانية التي أعقبت احتفال ساحة الشهداء.

بدورها، أبدت أوساط النائب وليد جنبلاط ارتياحها الكبير لخطاب نصر الله الداخلي وانعكاسه الايجابي السريع على القواعد ومساهمته في تنفيس الاحتقان. وقالت إن هذا الموقف يشكل رسالة ايجابية ويجب البناء على التلاقي في إدانة ما حصل من أجل تطوير المواقف ورفع الغطاء عن كل العناصر غير المنضبطة لدى الفريقين.

واعتبر الأمين العام أن quot;استشهاد لطفي زين الدين حادثة مؤلمة لنا جميعاً مثل استشهاد كل الذين سبقوه في حوادث مشابهةraquo;. واعتبر ان laquo;من يُقتل من لبنانيين في حوادث من هذا النوع خسارة لنا جميعًاquot;. وقدم نصر الله باسم الحزب الى أهله وبلدة الشبانية والجبل والحزب التقدمي الاشتراكي قاعدة وقيادة... ورأى ان quot;أي عنف أو عنف مضاد مدان بكل الأحوال وأنوه بكل الجهود التي بذلت من عدد من القيادات السياسية والحزبية من اجل العمل على تهدئة المناخ لأننا مقبلون على مرحلة مهمة كما حصل في حوادث سابقة قاسية ومريرةquot;.

وتقدم جنبلاط، والحريري، تشييع زين الدين في مسقطه بلدة الشبانية في المتن الأعلى في جبل لبنان، ومعهم نواب المنطقة وقادة الحزب التقدمي الاشتراكي في خطوة هدفها استيعاب الاحتقان الذي تسببت به وفاة زين الدين بعد اصابته بجروح خطرة جراء تعرضه للطعن بالسكاكين، من بين عشرات الجرحى الذين أصيبوا في مناطق عدة نتيجة تعرضهم للضرب والاعتداء عليهم وعلى سياراتهم بعد ظهر السبت الماضي من مناصرين لقوى المعارضة، في أحياء متفرقة من العاصمة على رغم انتشار الجيش والقوى الأمنية فيها لمنع الاحتكاكات بين جمهوري الفريقين.

وقد دعا نصرالله في خطابه الحكومات العربية والإسلامية إلى laquo;دعم خيار المقاومةraquo;، وقال: laquo;كلما كنا كعرب نقدم تنازلات كان الإسرائيلي يزداد غلواً وقتلاً واغتيالاً... وهذا الأمر استمر الى ما قبل قمة الكويت التي أعطت إشارة جيدة إلى أن المبادرة العربية لن تبقى طويلاً على الطاولةraquo;. وسأل: laquo;لماذا تريدون أن تضحوا بهذه المقاومة بالمجان ولا تستفيدون من عناصر قوتها في مسار التسوية؟ كل هؤلاء القادة الإسرائيليين تمت تجربتهم، ولا يأتي أحد ليخوفنا بهم، فهؤلاء كلهم هزموا في لبنانraquo;. وتابع: laquo;اليوم لا نريد فتح معركة جديدة، لكن من حقنا امتلاك أي سلاح للدفاع عن وطننا وشعبنا. هل امتلكنا أم لم نتملك هذا بحث آخر. فنحن لم نخُض صراعنا مع هذا العدو على قاعدة العنتريات ولا المزايدات بل على قاعدة المفاجآتraquo;، مشدداً على laquo;أننا نملك الحق في أن نملك أي سلاح من ضمنه سلاح الدفاع الجوي، وأيضاً لدينا كل الحق في أن نستخدم هذا السلاح إذا أردناraquo;.

وفي موضوع الرد على اغتيال مغنية قال نصرالله: laquo;قبل عام قتلوه ليتخلصوا منه لكنهم كانوا مسكونين خوفاً ورعباً من عماد مغنية هذا العام اكثر من خوفهم طوال 25 عامًا، وسيبقى يطاردهم في كل مكان في الليل والنهار وسنبقى على العهد (بالثأر لاغتياله)raquo;. وجدد دعمه laquo;لكل أشكال الحوار والتقارب الفلسطيني - الفلسطيني الذي بدأت تباشيره، وكذلك نعبر عن سعادتنا وابتهاجنا بكل تقارب عربي ومصالحة عربية وخصوصاً بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية سورية وبين كل الأشقاء العرب، فهذا بالتأكيد قوة لنا جميعاًraquo;.

وتطرق نصرالله في كلمته إلى الوضع الداخلي اللبناني، مشيراً إلى ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مؤكداً laquo;أنها عزيزة على كل اللبنانيينraquo;، وآملاً بأن laquo;تجمعنا في المستقبل دماء الشهداء وخصوصاً الكبار لنكون بمستوى شهادتهمraquo;. وشدد على laquo;ضرورة ان يحترم كل فريق شهداء الفريق الآخر، علماً أننا إكراماً للشهادة نتغافل عن كل الخلاف السابقraquo;.

وأضاف: laquo;كل واحد لديه تقييم مختلف حول الأحداث التي حصلت في السنوات الماضية، لكن هناك نقطة مركزية وهي الحرص على تجاوز الماضي والإفادة من عبره للمستقبل وليس للثأر والانتقامraquo;، مجدداً الدعوة إلى laquo;التهدئة في الخطاب السياسي لينعكس على الأرض... وما حصل قبل يومين من إشكالات وعنف مدان، لكن لنعالج الأسباب. الخطاب السياسي يجب أن يكون هادئاً... يجب الدعوة إلى تهدئة حقيقية ونعد خطاباً سياسياً هادئاً لنذهب إلى الانتخاباتraquo;. وخاطب الشباب قائلاً: laquo;اتقوا الله وتحملوا مسؤولية ولا يجوز لأحد أن يندفع من جراء انفعالاته او غضبه او سخطه، ليعبّر عنها بطريقة تخرب البلد... وتؤدي الى القتل وتدخله الى النارraquo;.

ودعا نصرالله كل الناس إلى laquo;أوسع مشاركة في الانتخابات لأنها مهمة على كل حال ومؤثرة على الخيارات السياسية للبلدraquo;. ورد على ما يعلنه بعض قادة الأكثرية عن عدم مشاركتها في الحكم إذا نالت المعارضة الغالبية، وقال: laquo;لبنان ليس سويسرا لنعد له استراتيجية دفاعية سويسرية، ولا هو سويسرا في موضوع الإدارة والحكم... شئنا أم أبينا هناك تركيبة طائفيةraquo;، موضحاً أن laquo;أحد أهم أسباب فشل التحالف الرباعي، انه تجاهل التيارات والاتجاهات التي تمثل الغالبية الحقيقية في الوسط المسيحي حسبما أفرزته انتخابات 2005raquo;.

وقال: laquo;نحن محكومون بالشراكة والتوافق. البعض يقول ان الحكومة الحالية تتأخر في اتخاذ القرارات. لا بأس، ليتقاتلوا في مجلس الوزراء أفضل من الشارع. البلد تركيبته هكذا. لذلك نحن نصر على أن هذا البلد محكوم بالشراكة والتوافق سواء أحصلت المعارضة على الأغلبية أو الموالاة حصلت على الغالبيةraquo;.

واعتبر أن laquo;زمن الثنائية انتهى، أي أن طائفتين كبيرتين تحكمان البلد على حساب الطوائف الأخرى. زمن الثلاثية انتهى. المطلوب شراكة. بالشراكة نمشي ببطء لكن نحفظ بلدنا. بالكيدية والاستئثار نخسر البلدraquo;. وتابع: laquo;لا يظن البعض أننا عندما نصر على الشراكة والتوافق أننا خائفون من أن تحكم المعارضة. نعم هناك صعوبات، ودين عام وأزمة مالية عالمية وصعوبات أمنية وأي حكومة جديدة في المرحلة المقبلة ستواجه استحقاقات كبيرة وخطيرة. لا أحد يخوّف اللبنانيين بأنه إذا أعطيتم الغالبية للمعارضة فلن نشارك في الحكم، فلا داعي للتهويلraquo;.

واقترح نصرالله على المعارضة اذا نالت الأكثرية ان laquo;تعرض حكومة وحدة وطنية على الطرف الآخر مع ثلث ضامن وان تصر على ذلك، ولكن إذا أصرّ الطرف الآخر على عدم المشاركة أن تشكل المعارضة حكومة لإدارة البلد وتقديم نموذج جديد في حكم، يحقق الأماني والآمال، ولكن ليس على قاعدة الاستئثار بل على قاعدة طلب التوافق. يجب أن تحكم بعقلية وطنية وليس بعقلية كيدية. هذا ما نحتاج إليهraquo;.

ورأى أن laquo;لبنان في المرحلة المقبلة نظراً إلى الظروف (في المنطقة)، هو أحوج ما يكون إلى حكومة وحدة وطنية وأياً تكن الصعوبات فنحن معنيون بمواجهة الأزمات لا أن ندير لها ظهرنا على الإطلاقraquo;. وناشد النواب أن laquo;يفوا بوعدهم لجيل الشباب جيل 18 سنة، ويعطوهم حق الانتخاب ولو في الانتخابات المقبلةraquo;.

اجتماع أمني موسع

وكانت التطورات الامنية الاخيرة، وخصوصاً تلك المتصلة بالتوتر الذي نجم عن الاعتداءات على مجموعات من الذين شاركوا في يوم 14 شباط لدى عودتهم الى مناطقهم، وقضية خطف الموظف في شركة طيران الشرق الاوسط جوزف صادر، شكّلت محور اجتماع امني موسّع رأسه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة امس في السرايا. واحيطت مناقشات الاجتماع بسرية، لكن وزير الداخلية زياد بارود صرّح بأن هناك اجراءات تتخذها الاجهزة الامنية والعسكرية quot;التي لديها دعم كامل من الحكومةquot;. وقال ان quot;الامور هي قيد المتابعة لحظة بلحظةquot;، آملاً في اعطاء quot;الاجوبة في المكان المناسب والوقت المناسب عندما تكتمل الصورةquot;. ونفت قيادة الجيش أمس ما اوردته quot;النهارquot; عن تسلم مديرية المخابرات في الجيش المواطن صادر، فيما تواصلت التحركات والمواقف الداعية الى جلاء مصيره بسرعة.

أزمة الموازنة

ولم تحجب الاهتمامات الامنية تصاعد الازمة بين رئاستي مجلس النواب والحكومة في شأن ملف موازنة مجلس الجنوب الذي جمّد اقرار مشروع الموازنة للسنة 2009. وتجدد السجال بين الرئاستين بحدة امس على خلفية اتهام رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئيس السنيورة بأنه quot;لم يدفع قرشاً واحداً من الاموال المخصصة لمجلس الجنوبquot;. واصدرت رئاسة الحكومة رداً على بري اورد المراسيم التي خصصت لاعطاء مجلس الجنوب والصندوق المركزي للمهجرين سلفات خزينة بالارقام والتواريخ. وردت رئاسة المجلس متهمة رئاسة الحكومة quot;بمحاولة الغاء مؤسسة قائمة بحرمانها الموازنةquot;.

وعلمت quot;النهارquot; في هذا السياق ان جلسة مجلس الوزراء التي ستخصص الخميس المقبل لاستكمال درس مشروع الموازنة لسنة 2009 ستكون حاسمة في تقرير مصير هذه الموازنة بناء على رغبة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بت هذه القضية نهائيا. ويرجح ان يبذل سليمان محاولته الاخيرة للتوفيق بين فريقي الغالبية والمعارضة لاقرار الموازنة، وفي حال اخفاقه سيعتبر الامر منتهياً مما يعني استمرار الصرف على القاعدة الاثني عشرية.

تحالف انتخابي في المتن الشمالي

على صعيد آخر، برز في الساعات الاخيرة تطوّر مهم يتعلق بتحالف انتخابي سيلعب دوراً مؤثراً في دائرة المتن الشمالي. فقد عقد لقاء ليل الاحد الماضي في بكفيا بين الرئيس امين الجميل والنائب ميشال المر استمر ثلاث ساعات. واذ لم يصدر عن اللقاء اي بيان علمت quot;النهارquot; انه افضى الى اتفاق نهائي بين الرجلين في المتن الشمالي، وسيعلن هذا الاتفاق بعد عودة الرئيس الجميل من زيارته الراهنة لبلجيكا.

ومن المقرر ان يطغى موضوع الانتخابات على المحادثات التي ستجريها اليوم في بيروت مفوضة العلاقات الخارجية والسياسة الاوروبية للجوار بنيتا فيريرو ndash; فالدنر التي وصلت الى العاصمة اللبنانية ليل امس. وستلتقي الرئيسين سليمان والسنيورة ووزيري الخارجية والداخلية، وتعقد مؤتمراً صحافياً بعد الظهر في السرايا.

وقالت فيريرو ndash; فالدنر لوكالة quot;رويترزquot; امس ان الانتخابات هي quot;اول التحديات التي يواجهها لبنانquot;. واضافت: quot;نحن مستعدون من حيث المبدأ لارسال بعثة مراقبة انتخابية يمكن ان تراقب البيئة قبل الانتخابات وايضاً خلالها وبالطبع سوف تتحدث اذا ما كانت الانتخابات حرة ونزيهة... المطلوب تجنّب الغش الانتخابي قدر الامكان. وهذا ما سننظر اليه، وهذا هو تماماً السبب في انني افكر في انه يجب ان تكون هنا بعثة مراقبة انتخابيةquot;.