quot;حزب اللهquot; لا يرد على الإتهامات والحوادث الأمنية تزداد وتيرتها
لغز رجل مخطوف على مدخل مطار بيروت يحيّر اللبنانيين

جبيل أرض نزاع بين عون و14 آذار والمحسوبين على سليمان

المحكمة الدولية الخاصة بلبنان...لمن سيوجه الإتهام الأول؟

نصرالله مرشداً لحزب الله على الطريقة الإيرانية

حب الله: حزب الله ليس جهازًا أمنيًا ولا نعلم بصواريخ الجنوب

حزب الله يوجه رسالة إلى جيشي إسرائيل ولبنان

إيلي الحاج من بيروت: وضع اللبنانيون أيديهم على قلوبهم عندما علموا ليل الجمعة بخبر اختفاء جندي إسرائيلي قرب الحدود بينما كان يمارس الرياضة قبالة الناقورة وأن القنابل المضيئة التي أطلقها الجيش الإسرائيلي تغطي المنطقة، خشية أن تكون المسألة عملية خطف قام بها quot;حزب اللهquot; ثأراً لاغتيال قائده العسكري والأمني في دمشق قبل سنة، وتنفسوا الصعداء بعدما اتضح أن الجندي اختفى داخل إسرائيل، ليعثر على جثته ظهر السبت. لكن القنابل المضيئة لجهة الأراضي الللبنانية أيضاً كانت نذير رد تبرأ منه quot;حزب اللهquot; إذ سقط صاروخان صباحاً في الأراضي الإسرائيلية فجرحا إمرأة ورد الجيش الإسرائيلية كما سرت العادة بست قذائف في المنطقة التي انطلق منها الصاروخان.

ذكّر الحادثان هذان مَن نسي في لبنان بأن الوضع على الحدود لا يزال هشاً، وأن الدولة اللبنانية لا يمكنها عملياً إلا إستنكار خرق القرار الدولي 1701 من الجانبين، لكن حوادث متفرقة كانت قد سبقت في الداخل اللبناني وأشاعت quot;نقزةquot; مبررة لدى الناس الذين يزداد قلقهم كلما اقترب موعد الإنتخابات النيابية المحدد إجراؤها في يوم واحد 7 حزيران / يونيو المقبل. فمن شكوى إعلنها quot;التيار العونيquot; حيال تمزيق بعض لافتاته وصور زعيمه الجنرال ميشال عون،إلى تفجير قنبلتين أمام مركزين لحزب quot;القوات اللبنانيةquot; في الكفور وسط كسروان وسن الفيل على ساحل المتن الشمالي، إلى العثور على قنبلتين قرب مقر لحزب الكتائب في الضبية، وقبل ذلك كان التصدي لمواكب العائدين من مهرجان إحياء ذكرى الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير مما أوقع قتيلاً وعددا من الجرحى ومجموعة إشكالات متفرقة تحصل بين وقت وآخر.

إلا أن أخطر هذه الحوادث وأوسعها تأثيراً وأكثرها غموضاً هو خطف موظف في شركة طيران quot;الشرق الأوسطquot; (الميدل إيست) إسمه جوزف صادر، جهاراً ونهاراً على بعد مئتي متر من المطار. حادث أسرع المعنيون في المطار والتحقيق إلى عدم ربطه لاحقاً بجريمة قتل أحد طياري quot;الميدل إيستquot; غسان المقداد في الأوزاعي داخل سيارته وربطوه بقتل شقيق غسان قبل شهرين.

وما أثار القلق في قضية صادر أن الرجل المحسوبة عائلته سياسياً على رئيس مجلس النواب نبيه بري، إنتخابياً على الأقل، وهو من قرية درب السيم ومقيم في بلدة مغدوشة شرق صيدا، لم تتبن أي جهة عملية خطفه رغم مرور نحو أسبوعين عليها، وقامت عائلته وزملاؤه في الشركة باتصالات مع السياسيين والمسؤولين دون نتيجة علماً أن ثمة شهوداً رأوا خاطفيه يتجهون به في حافلة صغيرة نحو الضاحية الجنوبية المتاخمة للمطار، في حين لم يصدر أي تعليق عن quot;حزب اللهquot; في شأن الأصابع التي أشارت إليه، لا نفياً ولا تأكيداً لعلاقته بالأمر. لكن رواية نشرتها إحدى الصحف المحلية لصحافي مقيم في الضاحية نقلاً عن مقربين من الحزب دفعت إلى التساؤل، خصوصاً أن quot;حزب اللهquot; لم ينف الرواية لاحقاً، ومن المستبعد بحسب متابعي القضية أن يتجرأ الصحافي على نشر رواية كهذه إن لم يكن مأذوناً له، لأن مضمونها يحمل الحزب مسؤولية خطف الرجل لوجود صلة محتملة بينه وبين شبكة تجسس لإسرائيل كشفها الحزب، ومحورها رجل يدعى مروان الفقيه قيل إنه يملك محطة وقود في النبطية وتقرب من الحزب وتبرع له بسخاء فكلفته قيادته شراء سيارات رباعية الدفاع لقادة الحزب من أوروبا إلى أن اكتشف في إحداها جهاز تتبع أثر ليتبين أنها كلها تحمل أجهزة مخفية من هذا النوع، وقيل أن عماد مغنية نفسه ربما كان يقود سيارة من هذه السيارات مما سهّل على إسرائيل اقتفاء أثره.

إلا أن الرواية في ما يتعلق بصادر لا تصمد كثيرا، فالرجل أقل من متوسط الحال إلى درجة أنه أعطى هاتفه النقال لابنته ولم يقتن آخر توفيراً فضلا عن أنه يوقف سيارته القديمة في صيدا يوميا وينتقل بحافلة صغيرة يوميا إلى عمله ويعود بالطريقة نفسها، وهو غير حزبي ولا مسيّس فضلاً عن أن عارفيه يقسمون أنه قمة في الأخلاق والرزانة والتشبث بالقيم، ثم أنه كان مكلفاً في المطار إعداد جداول الدفع للموظفين والعمال، وليس في موقع يتيح له الإطلاع على أمور مهمة. ولو كانت المسألة فعلاً متعلقة بشبهة ما من النوع الذي نشرته الصحيفة بغض نظر من quot;حزب اللهquot; لكان الحزب سلمه إلى استخبارات الجيش اللبناني كما جرت العادة في مثل هذه الأوضاع.

وقد سرت فعلاً أخبار على أن استخبارات الجيش تسلمت الموظف في المطار، لكن قيادة الجيش نفت. وبقي اللغز معلقاً ومطروحاً بقوة ويثير سجالات من جانب واحد، إذ يتساءل بعض ساسة قوى 14 آذار/ مارس عن سر انعدام سلطة الدولة في الضاحية الجنوبية وبأي حق يخطف quot;حزب اللهquot; مواطناً أياً تكن الذريعة، ويصفون الحزب بأنه quot;دويلة من ضمن الدولةquot; ويقسون في كلامهم، لكن الحزب لا يرد ويتجاهل الموضوع خلافاً لعادته.