المملكة تحاول تفادي ذلك بسبب تحجيم النفوذ الإيراني
دراسة أميركية: السعودية تحل محل مصر كقائد إقليمي

محمد حميدة من القاهرة: quot;مصر فقدت دورها الرفيع بين الدول العربية، وتمر الآن القيادة في الشرق الأوسط إلى المملكة العربية السعودية، على الرغم من الجهود التي تبذلها المملكة لتفادي حدوث ذلكquot;، هذا ما إنتهت إليه دراسة صدرت مؤخرًا عن مجلس الإستخبارات القومي الأميركي، حملت عنوان quot;السعودية ومصر والأردن : السياسات تجاه القضايا الإقليمية، ودعم أهداف الولايات المتحدة في الشرق الأوسطquot;.

واستندت الدراسة إلى ورشة عمل عقدت في الصيف الماضي، ليفرج عنها بعد تولى الرئيس الأميركي الجديد باراك اوباما مهام إدارته . ويعتبر مجلس الاستخبارات القومى كما يقول فى معرض التعريف بنفسه على موقعه الإلكتروني، بأنه مركز التفكير الإستراتيجي داخل أجهزة الإستخبارات الأميركية. ويتبع مباشرة مدير الاستخبارات الوطنية ، ويقدم تقديراته إلى الرئيس وكبار صناع القرار بشأن قضايا السياسة الخارجية. وعلى الرغم من أن المجلس هو هيئة حكومية ، فإن التقرير يشدد على أنه لا يعبر بالضرورة عن السياسة الخارجية للإدارة الأميركية.

وتفيد تقارير إخبارية واردة من واشنطن- لم يتم التثبت منها بعد- أن اوباما يعتزم تعيين quot;شاس دبليو فريمانquot; السفير الأميركي السابق في المملكة العربية السعودية رئيسًا للمجلس . وقد أعرب بعض المسؤولين فى إسرائيل عن قلقهم من تولى فريمان نظرًا لعدم اتفاق وجهات نظره السياسية مع تلك الموجودة في تل ابيب.

واتفق الخبراء الذين صاغوا هذه الدراسة على ان quot;مصر لم تعد الزعيم الأوحد للعالم العربي كما كانت عليه في العقود السابقة، وأن شعلة القيادة الإقليمية تمر على المملكة العربية السعودية. ومع ذلك - كما تشير الدراسة- النظام السعودي غير مستعد لقبول هذا الدور ، بسبب الآثار المترتبة على التهديد المتزايد الذي تشكله إيران على العالم العربي.

وتقول الدراسة ان quot;الرئيس مبارك يتقدم في السن، ولم يعد لديه الطاقة للقيام بالدور القيادي الذي طالما كان يضطلع بهquot;، وأضافت انه quot;لا احد في الحكومة ، بمن فيهم نجله جمال مبارك أو عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة حل محله في العلاقات الإقليميةquot;.

وتؤكد ان العلاقات المصرية الأميركية لا تزال قوية، لكن المسؤولين في القاهرة بدؤوا يشككون في مدى فائدة هذه العلاقات لمصر. ولا تتوقع الدراسة أن يكون لخلفاء الرئيس مبارك أي أثر واسع على العلاقات مع واشنطن، بل وتعتقد شروع جمال مبارك نجل الرئيس في عملية تحرير سياسية داخلية .

وبخصوص المملكة العربية السعودية، أشارت الدراسة إلى أن السياسة الخارجية للنظام لم تكن فعالة في السنوات الأخيرة ، بعد أن فشلت في محاولات التوفيق بين الفصائل الفلسطينية quot;فتح وحماسquot; ، وبين حزب الله ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة , مضيفة quot;ان المملكة مهتمة بإضعاف إيران ، وتحقيقًا لهذه الغاية تصبو الى عراق مستقر وموحد خال من النفوذ الايراني , كما تتطلع الى وصول الإسرائيليين والفلسطينيين الى اتفاق يمكن ان يمهد الطريق لعلاقات لها مع اسرائيل quot; على حد قولها .