هورموزلو مستشار الرئيس التركي عبد الله غول لإيلاف (1-2):
تركيا حصلت على ضمانات من سوريا وإسرائيل بجدية مفاوضاتهما

أسامة مهدي من لندن: أكد أرشد هورموزلو مستشار الرئيس التركي عبد الله غول لشؤون الشرق الأوسط أن أنقرة حصلت على ضمانات من إسرائيل وسوريا بجدية مفاوضاتهما قبل التوسط فيها، مشيرًا إلى انها تنتظر قرارًا بإستئنافها بعد توقفها،إثر أحداث غزة الأخيرة. وقال إن تركيا تعمل الآن من أجل إرساء الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأوضح أن انقرة مستعدة للتوسط بين واشنطن وطهران إذا طلبت اي منهما ذلك. وتحدث هورموزلو إلى quot;ايلافquot; عن الدور التركي الجديد في منطقة الشرق الاوسط والتقريب بين وجهات النظر الاسرائيلية والفلسطينية ووساطة انقرة بين سوريا واسرائيل وجهود تركيا للانضمام إلى الإتحاد الاوروبي، وإمكانية توسطها بين ايران والولايات المتحدة... إضافة الى موقفها من المطالب الكردية بضم مدينة كركوك العراقية الشمالية الغنية بالنفط الى اقليم كردستان ومدى تعاون العراق في مواجهة العمليات المسلحة لحزب العمال التركي الكردي من مناطق شمال العراق ضد أهداف تركية.

وأكد مستشار الرئيس التركي لشؤون الشرق الاوسط أن أنقرة حصلت من سوريا واسرائيل على ضمانات بجدية مفاوضاتهما قبل التوسط فيها، وقال إن تركيا تسعى لإرساء دعائم الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط من أجل إستغلال مواردها البشرية والطبيعية، وأوضح ان انقرة قطعت شوطًا بعيدًا في السعي للانضمام إلى الإتحاد الأوروبي، لكنه اقر بأن الطريق لذلك ما زال طويلاً وشاقًا، مؤكدًا ان العضوية الكاملة هو الهدف التركي الذي لا مناص منه. وأضاف ان تركيا مستعدة للتوسط بين واشنطن وطهران اذا طلبت اي منهما ذلك شرط الابتعاد عن الشروط المسبقة لأنها تنسف محاولة الوساطة.

تركيا: مفاوضات سرية بين إسرائيل وسوريا

تركيا مستعدة لإستئناف المفاوضات السورية الإسرائيلية

سفير اسرائيل لدى تركيا يعزز فرص مفاوضات السلام

وفي ما يلي القسم الاول من نص اسئلة quot;ايلافquot; واجوبة مستشار الرئيس التركي لشؤون الشرق الاوسط ارشد هورموزلو عليها، فيما يتضمن القسم الثاني غدًا الحديث عن العلاقات التركية العراقية ومطالب الاكراد بكركوك والتعاون لمواجهة حزب العمال والعلاقة بين المستشار والرئيس عبد الله غول وخلفيات اختياره لهذا المنصب:

التوجهات التركية بالنسبة إلى قضية فلسطين

انخرطت تركيا بقوة ملحوظة مؤخرا في تفاصيل قضية الشرق ألاوسط فما هي التوجهات التركية على هذا الطريق ؟.

** تركيا لها أولويات سبق وأن طرحتها في مختلف المحافل الدولية والأقليمية وهي ارساء دعائم الأمن والأستقرار في المنطقة. إن الطاقة البشرية والثروات الاقتصادية التي تزخر بها المنطقة كفيلة للارتقاء بشعوب المنطقة الى أعلى درجات الرفاه والتقدم. ولكن هناك محاولات لخلق الصدع والهاء المنطقة بالعمليات الارهابية او بالخلافات المصطنعة. وهذا أمر يؤلم تركيا وتحاول أن تضع الحلول الناجعة لها بالاشتراك مع الدول المعنية اذا طلب منها مد يد المساعدة.

الوساطة بين سوريا وإسرائيل

إلى أي مدى قطعت فيه الوساطة التركية بين سوريا واسرائيل تقدمًا؟.. وهل هناك خطط لاستئنافها بعد توقفها مؤخرًا إثر احداث غزة؟.

** كما تعلمون فإن تركيا لا تبادر في عرض الوساطة لحل أي نزاع ولكنها تبدي الاستعداد دائمًا لمد يد المساعدة إذا طلب منها ذلك. بمعنى أن الطلب يجب أن يأتي من الطرفين المتخاصمين وأن يبدي الطرفان ثقتهما في حكمة الوسيط وحياديته. وتركيا ليست في وارد الحصول على مكاسب من هذه الأمور او استثمار ذلك كورقة للحصول على منافع، وانما تتحرك بوازع اهمية السلام والاستقرار في المنطقة لديها. وبالنسبة إلى المسار السوري- الإسرائيلي فقد طلبت تركيا ضمانات بجدية الحركة من الطرفين قبل أن تخوض ذلك، وتعليق المفاوضات غير المباشرة جاء من قبل الطرفين اثناء أحداث غزة. ولذلك فإن استئناف المفاوضات أمر مرهون برغبة الطرفين المذكورين.

دور تركيا في التقارب الفلسطيني الاسرائيلي

الى اي مدى تجد تركيا أنها راغبة في التقريب بين وجهات النظر الفلسطينية والاسرائيلية لإنبثاق مشروع الدولتين ؟.

** إننا نرى أن حل الدولتين واستثمار الوقت والجهود لأجل التنمية وخدمة الشعوب هو الأفضل والأمثل. لقد عانت المنطقة من ويلات الحروب وقد آن الأوان لتغليب منطق الحكمة واتباع سبيل الحوار لحل المشاكل العالقة، ولا يعني ذلك على الإطلاق التنازل عن الثوابت وعن تطلعات الشعب الفلسطيني ولكن سبيل السلام سيرجع بالخير على المنطقة برمتها. وبطبيعة الحال فإن الشعب الفلسطيني هو الذي يختار الحل الأنسب له وعلينا جميعا أن نساند القرار الفلسطيني الذي يتخذه الفلسطينيون بأنفسهم.

تركيا والانضمام الى الاتحاد الاوروبي

هل تعتقدون ان تركيا تقترب الان من الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.. وماهي الخطوات المطلوبة حاليًا والاجراءات التي واجب تنفيذها لتحقيق هذا الانضمام؟.

** التوجه التركي نحو أوروبا والمعايير الأوروبية ليست وليد اللحظة بل بدأت منذ أواخر العهد العثماني. إنّ تبنّي المعايير الأوربية يعود بالنفع على الإنسان التركي من حيث ترسيخ الاتجاه الديمقراطي وسيادة القانون واحترام حقوق الانسان. وقد قطعت تركيا شوطًا بعيدا في هذا الاتجاه كما أن قرار فتح الباب للتفاوض مع تركيا للانضمام الى الاتحاد الأوروبي جاء بقرار جماعي من الدول الأوربية. ولذلك فلسنا في وارد القلق حول هذا الموضوع. هناك دول منظمة الى الاتحاد الأوروبي سبق وأن رفض طلبها مرتان أو ثلاثة، كما أن القوة الاقتصادية لتركيا تفوق أقطارًا عديدة من الاتحاد الأوروبي. قد يكون الطريق طويلاً وشاقًا ولكن العضوية الكاملة هو الهدف التركي الذي لا مناص منه.

وساطة انقرة بين واشنطن وطهران

كشف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في تصريحات لصحيفة quot;الغارديانquot; البريطانية مؤخرًا عن طلب ايراني للتوسط بينها وبين واشنطن لحل نزاع الطرفين المستمر منذ 30 عامًا... فإلى اي مدى تجد انقرة انها مستعدة للقيام بهذه المهمة ومدى نجاحها فيها ؟.

5. كما ذكرنا فإن الوساطة تقتضي رغبة الطرفين في الاحتكام الى وساطة الطرف الثالث. واذا رأت ايران أنها على استعداد للرد على المبادرات الأميركية الجديدة فيمكن ولوج مثل هذا الطريق. أما اذا اشترط هذا الطرف أو الآخر أمورًا مسبقة فإنها تنسف محاولة الوساطة قبل أن تبدأ. ولذلك فالأمر متروك للأطراف المعنية لتدارس الأمر على هذا النحو.