في نداء عبر شريط فيديو عرض فيه بداية جديدة:
أوباما يتوجه إلى النظام الإيراني مباشرة ويعرض تجاوز الماضي

باريس: الملفات الإقليمية مدخل للحوار الأميركي الإيراني

العلاقات المتوترة بين ايران والولايات المتحدة منذ حوالى ثلاثين عاما

واشنطن: أطلق الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما نداءً لم يسبقه مثيل مسجلاً على شريط فيديو إلى إيران اليوم الجمعة عرض فيها quot; بداية جديدة quot; لحوار دبلوماسي لطي صفحة عقود من السياسة الأميركية تجاه عدو أميركا منذ وقت طويل. وقال أوباما في رسالة الى منافذ إذاعية مختارة في الشرق الاوسط تتزامن مع الاحتفال بعطلة النيروز في إيران quot; حكومتي ملتزمة الان بالدبلوماسية التي تعالج كل القضايا التي تواجهنا وبمتابعة العمل من أجل روابط بناءة quot;.

وذهب أوباما ابعد مما كان يدعو اليه منذ توليه منصبه في 20 من يناير/كانون الثاني في مد غصن الزيتون الى طهران التي تدور بينها وبين واشنطن نزاعات بشأن طموحاتها النووية ومساندتها للجماعات الاسلامية المتشددة. وصرح الرئيس الاميركي بأنه يريد ان تحتل إيران مكانتها في الاسرة الدولية لكنه اكد انها لن تحقق ذلك quot;بالارهاب ولا بالاسلحةquot;. ورحب احد كبار مستشاري الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بالرسالة التي وجهها الرئيس الاميركي الى الشعب والقادة الايرانيين، الا انه حثه على دعمها بعمل ملموس لاصلاح الاخطاء الاميركية السابقة.

وقال أوباما في الخطاب الموجه الى النظام الاسلامي والشعب الايراني quot;في هذا الوقت لبدايات جديدة اود ان اتحدث بوضوح الى القادة الايرانيينquot;. واضاف في الخطاب الذي يحمل ترجمة بالفارسية ان quot;ادارتي مصممة على ممارسة دبلوماسية تعالج كافة المشاكل التي نواجهها وعلى السعي لاقامة علاقات بناءة بين الولايات المتحدة وايران والاسرة الدوليةquot;.

أوباما يوجه نداء الى الايرانيين

واكد أوباما ان quot;هذه العملية لن تتقدم بالتهديد. نسعى الى حوار نزيه وقائم على الاحترام المتبادلquot;. وقال الرئيس الاميركي للقادة الايرانيين ان عليهم هم ايضا quot;القيام بخيارquot;، مؤكدا ان quot;الولايات المتحدة تريد ان تحتل ايران مكانتها في اسرة الاممquot; لكن quot;لا يمكن شغل هذه المكانة بالارهاب ولا بالاسلحةquot;.

وقال اوباما بنبرة خلت من العدائية الذي اتسم بها خطاب سلفه جورج بوش: quot;اريد ان اخاطب الشعب الايراني والقيادة الايرانية مباشرة. نحن نسعى الى بداية جديدة (في العلاقات بين بلدينا)quot;.

وتشكل تصريحات اوباما اعترافا بالنظام الاسلامي كمحادث ممكن للحكومة الاميركية. ويأتي ذلك بينما لا يقيم البلدان علاقات دبلوماسية منذ الثمانينات ويؤكد القادة الاميركيون انهم يبقون على التدخل العسكري كخيار لمنع ايران من امتلاك سلاح نووي وشهدت السنوات الاخيرة تصادما في مصالح الاميركيين والايرانيين في الشرق الاوسط وفي مجلس الامن الدولي على حد سواء.

وبوعده quot;باتباع دبلوماسية تعالج كافة المشاكلquot;، يفي اوباما بواحد من التعهدات الكبرى التي قطعها وهو اعطاء فرصة للحوار مع خصوم الولايات المتحدة وعلى رأسهم ايران، وقطع دبلوماسية الرئيس السابق جورج بوش الذي ادرج ايران في quot;محور الشرquot;.

وتأتي رسالة اوباما الذي وعد بعد توليه منصبه بمد اليد الى القادة الايرانيين اذا ارادوا quot;تليين قبضتهمquot;، بعد الرسالة التي وجهها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بعد فوز اوباما في انتخابات الرئاسة الاميركية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وكان احمدي نجاد هنأ اوباما لكنه طلب منه تغييرًا جذريًا في السياسة الاميركية. ويسعى فريق اوبامامنذ اشهر الى انفتاح مع ايران. لذلك انتهز فرصة النيروز الذي يشكل عيدا سنويا وعائليا مهما.

وقال اوباما quot;في هذا الوقت، وقت البدايات الجديدة، اريد ان اتحدث بوضوح الى القادة الايرانيينquot;. واضاف quot;هناك خلافات كبيرة ازدادت على مر الوقت. ادارتي مصممة على ممارسة دبلوماسية تعالج كافة المشاكل التي نواجهها وعلى السعي لاقامة علاقات بناءة بين الولايات المتحدة وايران والاسرة الدوليةquot;. واكد اوباما ان quot;هذه العملية لن تتقدم بالتهديد. نسعى الى حوار نزيه وقائم على الاحترام المتبادلquot;.

وعرض الرئيس الاميركي على القادة الايرانيين quot;مستقبلا يتم فيه تجاوز الخلافات وتعيشون فيه انتم وكل جيرانكم والعالم بشكل عام بامام وسلام اكبرquot;. وتحدث اوباما عن quot;فرص اكبر للشراكة والتجارةquot;. وتابع متوجها الى القادة الايرانيين بدون ان يسمي ايا منهم quot;انتم ايضا، عليكم الاختبارquot;.

واكد ان quot;الولايات المتحدة تريد ان تحتل الجمهورية الاسلامية الايرانية مكانتها في اسرة الاممquot; لكن quot;لا يمكن شغل هذه المكانة بالارهاب ولا بالاسلحة بل بالتحركات السلمية التي تبرهن على العظمة الحقيقية للشعب والحضارة الايرانيةquot;. وتبقى معرفة رد النظام الايراني على هذا الخطاب وكذلك اطلاع الايرانيين عليه او معرفتهم به.

وقال البيت الابيض ان الخطاب متوفر على شبكة الانترنت لكنه وزع ايضا على عدد من وسائل الاعلام في المنطقة. واوضح ناطق باسم البيت الابيض تومي فيتور لوكالة فرانس برس ان الخطاب سلم الى القناة الانكليزية للجزيرة والخدمة الفارسية لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) واذاعة صوت اميركا. كما تبقى معرفة رد فعل الحليفة الكبرى للولايات المتحدة اسرائيل التي تؤكد انها الهدف الاول لايران.

أوروبا تأمل أن تفتح مناشدة أوباما صفحة جديدة مع ايران

وفي أول رد فعل دولي على رسالة الرئيس الاميركي قال خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي انه يأمل في أن تولي ايران اهتماما كبيرا بنداء أوباما من أجل quot;بداية جديدةquot; في العلاقات مع طهران. وقال سولانا للصحفيين قبل أن يتوجه الى قمة للاتحاد الاوروبي quot;امل أن يفتح ذلك فصلا جديدا في العلاقات مع ايران.quot; وأضاف أنه لا يزال يتعين على الغرب التعامل مع نزاع مع طهران بشأن برنامجها النووي.