بعد أنباء عن تردد المملكة في المشاركة بوفد رفيع المستوى
مصدر سعودي يؤكد حضور الملك عبد الله قمة العشرين

سلطان القحطاني من لندن: أعلن مصدر سعودي وثيق الإطلاع في تصريح لـ quot;إيلافquot; أن عاهل البلاد الملك عبد الله بن عبد العزيز سوف يشارك في قمة العشرين التي تحتضنها لندن أوائل الشهر المقبل، بعد أن راجت أنباء عن تردد المملكة في المشاركة بوفد رفيع المستوى.

وقال مصدر عُرف بقربه من دوائر صنع القرار الكبرى في الرياض إن السعوديين فكروا في بادئ الأمر في الحضور إلى القمة بوفد محدود لتجنيب المملكة عبء إلتزامات مالية ستضطر إلى الاضطلاع بها بلادهم من خلال إقراض صندوق النقد الدولي ملايين الدولارات في إطار المحاولات الرامية إلىتخفيف آثار الأزمة العالمية.

وحسب مقربين من صناع القرار في المملكة، التي تستحم بسيولة نقدية لا حدود لها بفضل ارتفاع أسعار النفط خلال الأعوام الفائتة، فإن الملك السعودي يريد تقليص النفقات الخارجية بغية الاستفادة منها في تنمية البنية الاقتصادية في البلاد لتجنب الاعتماد على النفط كمصدر دخل وحيد في المستقبل.

وقال مسؤول بريطاني في حديث له مع quot;إيلافquot; عبر الهاتف إن quot;السعودية لاعب رئيس في الاقتصاد العالمي وتم اختيارها للمشاركة في هذه القمة كونها صاحبة الاقتصاد الأقوى في منطقة الشرق الأوسطquot;.

وأضاف السفير البريطاني في المملكة في حديثه قائلاً : quot;لا تنسى أن المملكة تعتبر من أكبر المانحين للدول الفقيرة في العالم .. هذه القمة جاءت استجابة للأزمة المالية العالمية ولذلك دعونا أكبر عشرين اقتصاد في العالم للبحث عن حلولquot;.

وبصورة عامة فإن وضع الاقتصاد العالمي أكثر من سيئ، بل إن الأنباء المثيرة للاكتئاب التي تأتي من نيويورك ولندن وباريس هي أن وجه الأزمة المالية العالمية القبيح لم يظهر بعد، وهذا يعني أن هنالك مئات الآلاف من الموظفين حول العالم سيجدون أنفسهم بلا عمل قريباً.

وينتظر من الدول النفطية التي نعمت بمليارات بفضل ارتفاع أسعار النفط التي جاوزت المائة دولار للبرميل أن تؤدي دورًا كبيرًا في حل هذه الأزمة لما جمعته خزائنها من مليارات المليارات بينما كان الحريق الاقتصادي الكبير يلف العالم من أقصاه إلى أقصاه.

وقال محلل سياسي رفض ذكر إسمه في سياق تعليقه على التردد السعودي السابق في الحضور إن إقراض صندوق النقد الدوليquot; ليس مشكلة إن حصلت المملكة على مقابل جيد من هذا الدعم الذي سيعزز مكانتها الدولية أكثر من ذي قبلquot;.

وفي رأيه إن المقابل هو صفقة مع أميركا وروسيا لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة وهذا ما سيجعل الفرنسيين، الذين وصفهم مصدر سعودي بأنهم quot;حصان طراودة الغربquot;، يفكرون مرتين أو أكثر قبيل الانجراف إلى محور دمشق ndash; الدوحة الذي يؤدي إلى شارع طهران في نهاية المطاف.

وتعلم quot;إيلافquot; أن الدوحة بالفعل خصصت بالفعل مبلغاً مكوناً من تسعة أصفار لتدعيم سياستها الخارجية كان من ثمارها شراء التحالف مع فرنسا بينما كانت طهران أكثر تهوراً في التعامل ميزانيتها إذ إكتشف مسؤول سعودي كبير أنها قررت بالفعل صرف نصف ميزانيتها على الشؤون الخارجية.

وحسب تسريبات نشرتها مجلة نيوزويك فقد أهدت قطر ساركوزي أولى الانتصارات في ولايته عندما تم إطلاق سراح الممرضات البلغاريات بعد أن تكفلت بدفع الفدية التي طلبتها ليبيا والتي تقارب ال500 مليون دولار. ويبدو أن السعوديين على أعتاب معارك من نوع آخر خلال الأشهر المقبلة.